الحمد لله الذي أنقذ هذه الأمة من الشرك إلي التوحيد, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدعبده ورسولهصلى الله عليه وسلم المبعوث بهذا الدين المجيد ……………………………….اما بعد
فإن التوحيد هو أساس الإسلام , وقوام الدين ,وهو زبدة الرسالات الإلهية وغايتها ,وقطب رحاها وعمدتها , ترتكز كلها عليه, وتبتدي منه وتنتهي إليه
وعلم التوحيد هو أشرف العلوم , وأعلاها قدراً , وأعظمها خطراً , فحاجة العباد إلى هذا العلم فوق كل حاجة , وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة , فإنه لا حياة للقلوب , ولا نعيم ولا طمأنيتة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها , بأسمائه وصفاته وأفعاله
وبإذن الله سوف نبدأ من الأن درس يومي في التوحيد من كتاب
في
شرح كتاب التوحيد ))
تأليف / الشيخ محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي
التوحيد لغة:
الإفراد
شرعاً :
هو تفرد الله تعالى بالربوبية والإلهية وكمال الأسماء والصفات
أنواع التوحيد :
1- توحيد الربوبية:
وهو توحيد الرب بأفعاله , والإقرار الجازم بأن الله تعالى ربَ كل شيء ومليكه , وخالقه ومدبره والمتصرف فيه
ودليل هذا النوع ((الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)) الأنعام آية 1
وقد أقر الكفار على عهد النبي بهذا النوع من التوحيد ولم يدخلهم ذلك في الإسلام
2- توحيد الإلهية :
وهو أفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة , وهذا النوع من التوحيد هو الذي بُعث به الرسل وأُنزلت به الكتب وبدأ به كل رسول دعوته , ووقعت فيه الخصومة بينه وبين أمته
ودليل هذا النوع :
قوله تعالى (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وقوله (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمينلا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين ))
توحيد الأسماء والصفات :
وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه , ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى , كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل ومن غير تكييف ولا تمثيل ودليله قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
{{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }} الذاريات آية56
شرح الكلمات
الجن عالم مستتر عن الأنظار
الإنس هم بنو آدم
يعبدون اي يوحدون
والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ما أريد منهم من رزق أي لم يرد الله منهم أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم
ولا أريد أن يطعمون أي ولم يرد الله منهم أن يطعموا أنفسهم ولا يطعمون غيرهم
وإنما أسند الرزق والإطعام إلى نفسه لأن من أطعم الناس كمن أطعم الله عز وجل
الرزاق كثير الرزق
ذو القوة صاحب القوة
النتين الشديد القوة
الشرح الإجمالي
يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي أوجد الجن والإنس وأن الحكمة من إيجادهم هي إفراده بالعبادة والكفر بما سواه
وتكفل لهم بالرزق وهو صادق بوعده قادرعلى تحقتقه لأنه قوي متين
الفوائد :
1- أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة
2- إثبات وجود الجن
3- كما غنى الله عن خلقه
4- أن مصدر الرزق الله ولكن العبد مأمور بفعل الأسباب
6- ثبوت إسمين من أسماء الله وهم المتين ,الرزاق
مناسبة الآية للتوحيد
حيث دلت الآية على أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة والكفر بما سواه
{{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}} سورة النحل آية 36
شرح الكلمات :
بعثنا : أرسلنا
الرسول : هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه ورسول هنا نكرة تعم جميع الرسل
* النبي هو من أمره الله أن يدعو إلى شريعة من كان قبله وعلى ذلك فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول
اعبدوا الله : وحدوه بجميع أنواع العبادة
العبادة لغة التذلل
اجتنبوا : ابتعدوا
الطاغوت : هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله
* الطاغوت لغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد
والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة :
1- إبليس لعنه الله
2- من غير أحكام الله
3- من حكم بغير ما أنزل الله
4- من دعى إلى عبادة نفسه
5- من عُبد من دون الله وهو راضي بالعبادة
هدى الله : وفقه للخير
حقت عليه الضلالة : وجبت وثبتت لكفره وعناده الضلالة هي الكفر
سيروا في الأرض : سير اعتبار وتفكر
عاقبة المكذبين : من الامم السابقة كعاد وفرعون وما وقع بهم من عاقبة التكذيب
الشرح الإجمالي :
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه أرسل في كل طائفة من الناس رسولا يبلغهم ويأمرهم بتوحيد الله والكفر بما سواه وقد انقسم الناس حيال الرسل إلى قسمين:
منهم من وفقه الله إلى الخير فاستجاب لدعوة الرسل وامتثل ما أمروا به واجتنب مانهوا عنه
ومنهم من حُرم من التوفيق فأعرض عن الحق فخسر الدنيا والآخرة
والذي يسير في نواحي الأراضي معتبرا سيرى آثار عقوبة الله لبعض المعاندين كعاد وثمود وفرعون
الفــــــــــوائــــــــد :
1- بيان أن الناس لم يتركوا هملا (( اي مهملين معطلين لا نؤمر ولا ننهى
2- إن مهمة الرسل الدعوة إلى عبادة الله والكفر بما سواه
3- إن هداية التوفيق خاصة بالله دون غيره
4- استحباب السياحة لقصد الاعتبار والتفكر بآثار القرون الأولى
مناسبة الآية للتوحيد :
حيث دلت الآية الكريمة على أن عبادة الله لا تصلح إلا إذا كفر بما سواه
مسلمة
الجهادية
جزاكن الله خيراً وبارك فيكن
{{ وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً }}سورة الإسراء آية 23-24
شرح الكلمات
قضى : أمر ووصى
أن لا تعبدوا إلا إياه : أ، تصرفوا جميع أنواع العبادة إلى الله دون غيره
وبالوالدين إحسانا : الإحسان الى الوالدين هو احترامهما والقيام بما يصلح أحوالهما والدعاء لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وبعد وفاتهما استمرار الدعاء لهما وإكرام صديقهما
عندك : في كنفك ورعايتك
ولا تقل لهما أف : لا يظهر منك ما يُشعر بالضيق والضجر منهما
تنهرهما : تزجرهما
كريماً : أي جميلاً لا شراسة فيه
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة : تواضع وتذلل لهما رحمةبهما لا خوف العار وطلب الحظوة لديهما فقط
الشرح الإجمالي :
يأمر الله سبحانه وتعالى جميع المكلفين بأن يفردوه بالعبادة وأن يبروا بوالديهم وأكد حق الوالدين بذكره بعد حقه عز وجل ثم ذكر بعض أنواع البر لهما وخاصة في حال العجز والضعف ومن ذلك عدم إظهار ما يشعر بالضيق منهما وعدم رفع الصوت بزجرهما والأمر بلين الجانب لهما واللطف في الكلام معهما والدعاء لهما في حياتهما وبعد وفاتهما .
الفـــــــوائــــد :
1- وجوب إفراد الله بالعبادة
2- وجوب البر بالوالدين على كل واحد من الولد بعينه
3- التكافل الاجتماعي موجود في الإسلام
مناسبة الآية للتوحيد
حيث دلت الآية الكريمة على وجوب إفراد الله بالعبادة