<FONT COLOR="Blue">تعرفت على شيخ من الطريقة الشاذلية حسن الصورة والأخلاق وزارنى فى بيتى وزرته فى بيته فأعجبنى لين كلامه وحديثه وتواضعه فطلبت منه أن يعطينى ورد الطريقة الشاذلية فأعطانى أورادها الخاصة بها وكانت عنده زاوية يأوى إليها بعض الشباب ويقيمون فيها الذكر بعد صلاة الجمعة .
زرته مرة فى بيته ، فرأيت صورة شيوخ كثيرين للطريقة الشاذلية معلقة على الجدار فذكرته بالنهى الوارد عن تعليق الصور فلم يستجب مع أن الحديث واضح ولا يخفى عليه .
وبعد سنة تقريبا أحببت زيارة الشيخ وأنا فى طريقى إلىالعمرة فدعانى مع ولدى ورفيقى إلى طعام العشاء وبعد الانتهاء قال لى : هل تسمع شيئا من الأناشيد الدينية من هؤلاء الشباب ? فقلت : نعم ، فأمر الشباب الذين حوله – وكانت اللحى الجميلة تعلو وجوههم – أن ينشدوا فبدأوا ينشدون بصوت واحد نشيدا خلاصته : ( من كان يعبد الله طمعا فى جنته أو خوفا من ناره فقد عبد الوثن ) فقلت لهم : ذكر الله آية فى القرآن يمدح فيها الأنبياء قائلا : ( إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) . فقال لى الشيخ : هذه القصيدة التى ينشدونها هى : ( لسيدى عبد الغنى النابلسى )! فقلت له : وهل كلام الشيخ مقدم على كلام الله ، وهو معارض له ?! فقال لى أحد المنشدين : سيدنا على رضى الله عنه يقول : ( الذى يعبد الله طمعا فى جنته عبادة التجار ) فقلت له : فى أى كتاب وجدت هذا القول لسيدنا على وهل هو صحيح ? فسكت ، فقلت له : هل يعقل أن يخالف على رضى الله عنه القرآن وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المبشرين بالجنة ? ثم التفت رفيقى قائلا لهم : ذكر الله تعالى عن وصف المؤمنين يمدحهم قائلا لهم : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعوننا خوفا وطمعا ) فلم يقتنعوا وتركت الجدال معهم وانصرفت إلى المسجد للصلاة فلحقنى منهم شاب وقال لى : نحن معكم والحق معكم ولكن لا نستطيع أن نتكلم وأن نرد على الشيخ ! قلت له لماذا لاتتكلمون الحق ? قال : سوف يخرجنا من السكن إن تكلمنا : وهذا مبدأ صوفى عام فإن شيوخ التصوف أوصوا تلاميذهم ألا يعترضوا على الشيخ مهما غلط وقالوا لهم عبارتهم المشهورة : ( ما أفلح مريد قال لشيخه لم ? ) متجاهلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل بنىآدم خطاء وخير الخطائين التوابون ). وقول مالك رضى الله عنه : ( كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ) .</FONT c>
——————
السلفية دعوة الاسلام على مر الأجيال لامذهب أحدثته الرجال