العلامة صالح الفوزان حفظهُ الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فإن الله سبحانه وتعالى عظم من شأن العلماء العاملين في كتابه المبين وفب سنه نبيه سيد المرسلين صلى الله عليه أله وأصحابه والتابعين قال الله سبحانه وتعالى ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ال عمران (18) وذكر شهاده العلماء مع شهادته وشهادة ملائكته على جل مشهودٍ به وهو توحيده سبحانه وتعالى وأنفراده بالالوهيه والعبوديه على خلقه اجمعين فهذا تشريفٌ للعلماء وتزكيةٌ لهم وفال سبحانه وتعالى ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) الزمر (9) فنفى سبحانه وتعالى التسويه بين العلماء وغيرهم من من لايعلمون وذالك على سبيل الاستفهام الذي يراد به الاستنكار والنفي أو لا يستوي هؤلاءِ وهؤلاء وقال سبحانه وتعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) المجادله)) (11) الله سبحانه وتعالى رفع العلماء على غيرهم درجات لما ميزهم الله به من العلم والعمل وذالك يد ل على فضلهم ومكانتهم عند الله النبي صلى الله عليه وسلم (( يقول العلماء ورثة الانبياء وإن الانبياء لم يورثوا ديناراً ودرهم وإنما ورثو العلم فمن أخذ هُ اخذ بحضً ٍ وافر )) وقال عليه الصلاة والسلام (( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب )) وذالك لإن القمر ينيرُ الكون وينيرُ للناس وأما الكوكب فإنما نورهُ مقصورٌ عليهِ وذالك لإن نفع العالم يتعدى إلى غيره وينتفع الناس بعلمه كما ينتفعون بضوء القمر وأما العابد فإنما عمله خاصٌ بهِ ونفعه خاص لنفسهِ فلذالك فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما مع أن العابد لله عز وجل لهُ فضل ولهُ مكانه ومع هذا فُضل عليه العالم وذكر الفرق بينهما وذالك كالفرق بين القمر وبين الكوكب فمابالك بغير العابد من الناس من من عندهُ تقصيرٌ وتضييع أو فسق فالعالم له مكانته وما دام العلماء موجودون فإن الناس بخير يرجعون إليهم ويسئلونهم ويقضون بينهم بالحكمه والشرع المطهر في نزاعاتِهم وخصوماتِهم فإذا فقد العلماء فإن الناس يصبحون في ضياع كما قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا يقبض العلم إنتزاعاً ينتزعهُ من صدور الرجال وإنما يقبض العلم بموت العلماء فإذا لم يبقي عالماً إتخذ الناس رؤساً جهولا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) فإذا فقد العلماء في المجتمع من أي مجتمع فإن ذالك المجتمع يختل أمره ويظهر فيه الشر والمنكر ولا يجد من يغيره من حالهم ولا يجد الناس مرجع يرجعون إليهِ فيرجعون الى الجُهال الذين ترأسوا مكان العلماء فيفتونهم بغير علم فيضلون في أنفسهم ويضلون غيرهم وماذا حدث لقوم نوح لما مات العلماء ولم يبقى إلا الجهال وكانوا قد نصبوا صور الصالحين على مجالسهم بإحاءٍمن الشيطان فلما مات العلماء الذين ينهون عن عبادةِ غير الله جاء الشيطان الى العوام والجهال فأغراهم بعادة هذه الصور المنصوبه ويقع الشرك في الارض في ذالك العهد فذال بسبب فقد العلماء لإن الشيطان وأعوانه لا يجرؤن على إضلال الناس مع وجود العلماء فهذامن ما يبين مكانة العلماء وحاجة المجتمع إليهم حاجةً ضروريه وفي حديث (( موت قبيله أيسر عند الله من موت عالم )) والاحاديث والاثار في هذا كثيره ولكن مع الاسف في زماننا هذا ظهر من يتنقص بالعلماء ويقلل من شأنهم أو يسوي نفسهُ بهم أيجعل نفسه في مصافهم وهوجاهلٌ مركب ظهر هذا في الصحف وفي الفضئيات وفي غيرها من تنقيص العلماء وعدم احترامهم والتقليل من شأنهم وجعل الجهال والضلال يساوون لهم وهذا شئٌ حدث من المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن جماعة ً اجنمعوا في مكان في إحدى الغزوات فقال واحدٌ منهم ما راينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً واطيب ألسناً واجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقام شابٌ من المجلس وقال للقائل كذبتً ولا كنك منافق لأخربرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب الشاب ليخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد الوحي قد سبقه ونز على الرسول صلى الله عليه وسلم قولهُ تعالى (( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ )) وجاءو الى الرسول صلى الله عليه وسلم لما علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم بخبرهم جاءو يعتذرون والرسول صلى الله عليه وسلم قد رحل وركب راحلته فجعل أحدهم يتعلق بمسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يارسول الله إنماهو حديث الركب نخفف به عنا الطريق والر سول لا يلتفت اليه ويقرء هذه الايه ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ )) التوبه 65-66
والحصى ينكل رجل هذا الرجل والرسول لا يلتفت اليه تحقيراً له ولا يجيبه إلا بالقرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل ولكل قومٍ واررث فهؤلاء لهم وراثٌ في أزماننا هذه من اصحاب الشهوات والافكار المنحرفه والعقائد الزائفه يعلمون العلماء لهم بالمرصاد فصاروا ينالون من العلماء ويقللون من سأنهم ويقولون فيهم ويكتبون ويتكلمون ويشوفون ان الكلام في وقتنا لم يعد كا لكلام في الزمان السابق يذهب ادراج الرياح وأنه الان إذا تكلم فإن كلامهُ يسجل في الاشرطه وايضاً يحتفظ به وينشر ويسمع ويقرء فالواجب على هؤلاء أن يحذروا وان يعرفوا للعلماءِ قدرهم ومكانتهم وأن يحترموهم مع العلم انه لن يضر العلماء بشيئ وإنما يضرون انفسهم
هذا والله المستعان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه اجمعين