تخطى إلى المحتوى

من كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين -رحمه الله 2024.

  • بواسطة

1471 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعوذوا بالله من جهد البلاء
ودرك الشفاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء متفق عليه وفي رواية قال سفيان أشك أني زدت واحدة منها

الشَّرْحُ

نقل المؤلف رحمه الله فيما كان يسوقه من أحاديث الدعاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك القلوب بيد الله عز وجل
كل قلب من قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه حيث يشاء وكيف شاء عز وجل
ولهذا كان ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما أن يثبته وأن يصرف قلبه على طاعته وإنما خص القلب لأن
القلب إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال
ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وقوله صرف قلوبنا على
طاعتك قد يتبادر إلى الذهن أن الأولى أن يقال إلى طاعتك لكن قوله على طاعتك أبلغ يعني قلب القلب على
الطاعة فلا يتقلب على معصية الله لأن القلب إذا تقلب على الطاعة صار ينتقل من طاعة إلى أخرى من صلاة
إلى ذكر إلى صدقة إلى صيام إلى علم إلى غير ذلك من طاعة الله فينبغي لنا أن ندعو بهذا الدعاء
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
أما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشفاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء فهذه أربعة أشياء أمرنا
الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ منها أولا: جهد البلاء أي من البلاء الذي يبلو الجهد أي الطاقة والبلاء
نوعان: بلاء جسمي كالأمراض وبلاء ذكري معنوي بأن يبتلى الإنسان بمن يتسلط عليه بلسانه فينشر
معايبه ويخفي محاسنه وما أشبه ذلك هذا من البلاء الذي يشق على الإنسان وربما يكون مشقة هذا
على الإنسان أبلغ من مشقة جهد البدن فيتعوذ الإنسان بالله من جهد البلاء أما البلاء البدني فأمره ظاهر
أمراض في الأعضاء أوجاع في البطن في الصدر في الرأس في الرقبة في أي مكان هذا من البلاء وربما يكون
أيضا من البلاء قسم ثالث وهو ما يبتلي الله به العبد من المصائب العظيمة الكبيرة فمن الناس من يعبد الله على
حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وإذا أصابه خير وراحة وطمأنينة اطمأن
وإذا أصابه فتنة دينية أو دنيوية انقلب على وجهه تجد إيمانه مثلا متزعزع أدنى شبهة ترد عليه تصرفه
عن الحق تجده لا يصبر أدنى بلاء يصيبه يصرفه عن الحق فيتسخط على قضاء الله وقدره وربما يقع في
قلبه أشياء لا تليق بالله عز وجل من أجل هذا البلاء ومن درك الشقاء أي ومن أن يدركك الشقاء والشقاء
ضد السعادة والسعادة سببها العمل الصالح والشقاء سببه العمل السيئ فإذا استعذت بالله من درك الشقاء فهذا
يتضمن الدعاء بألا تعمل عمل الأشقياء ومن سوء القضاء سوء القضاء يحتمل معنيين المعنى الأول أن أقضي
قضاء سيئا والمعنى الثاني أن الله يقضي على الإنسان قضاء يسوءه والقضاء يعني الحكم فالإنسان ربما يحكم
بالهوى ويتعجل الأمور ولا يتأنى ويضطرب هذا سوء قضاء كذلك القضاء من الله قد يقضي الله عز وجل
على الإنسان قضاء يسوءه ويحزنه فتستعيذ بالله عز وجل من سوء القضاء ومن شماتة الأعداء الأعداء
جمع عدو وقد ذكر الفقهاء ضابطا للعدو فقالوا من سره ما ساء في شخص أو غمه فرحه فهو عدوه كل
إنسان يسره ما ساءك أو يغمه فرحك فهو عدو لك وشماتة الأعداء أن الأعداء يفرحون عليك يفرحون
بما أصابك والعدو لا شك أنه يفرح في كل ما أصاب الإنسان من بلاء ويحزن في كل ما أصابه من خير
فأنت تستعيذ بالله عز وجل من شماتة الأعداء فأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ بالله من هذه الأمور
الأربعة فينبغي للإنسان أن يمتثل أمر الرسول وأن يستعيذ بالله منها لعل الله أن يستجيب له..
والله الموفق

.,

بآرك اللهُ فيكِ ..~

جزاك الله خيرا أختي

لاكي

لاكي

باب كراهة رد الريحان لغير عذر

——————————————————————————–

1786 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح رواه مسلم

——————————————————————————–

1787 – وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب رواه البخاري

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب كراهة رد الريحان الريحان نوع من الطيب وهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم خفيف المحمل طيب الريح وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم رده وبين المؤلف رحمه الله فيما ساقه من حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب والطيب لا شك أنه يفتح النفس ويشرح الصدر ويوسع القلب ويسر الجليس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الطيب حتى قال حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة فينبغي للإنسان أن يستعمل الطيب دائما لأنه علامة على طيب العبد فإن الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإذا أهدى إليك الطيب فلا ترده لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب ولاسيما إذا كان كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الريحان إذا كان خفيف المحمل طيب الريح لأنه لا يضرك شيء لكن لو خفت أن هذا الذي أهدي إليك الطيب سيتكلم في المجالس أو أن يمن عليك في المستقبل ويقول أنا أهديت إليك كذا وهذا جزائي ويريد منك أن يستخدمك بما أهدي إليك فهنا لا تقبل الهدية لأن هذا يبطل أجره وثوابه بالمن والأذى أما إذا كان لا يضرك منه شيء فإن الأفضل أن لا ترده والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.