إن العمل لسيادة الإسلام وعودته لقيادةالحياة بعقيدته وشريعته وأخلاقه وحضارته، إنما هو عبادة وقُربة إلى الله عزَّوجلَّ، تتطلب من العامل لها وضوح الغاية، فقد تكون غايته إقامة دولة يقودها القرآن،أو مجتمع تسود فيه روح الإسلام، أو نحو ذلك من الغايات والأهداف السامية التي يسعىإلى تحقيقها، ولكن من الضروري ألا يغفُل في سيره عن الهدف الأسمى، والغاية العظمىمن وراء ذلك كله، وهي رضوان الله عزَّ وجلَّ وابتغاء ما عنده.. وهذا هو الإخلاص.
والإخلاص هو إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد، وهو ألايُشهد المرء على عمله إلا الله عزَّ وجلَّ.
وهو سر بين الله عزَّ وجلَّ وبينالعبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيُميله، وبدونه يصبح كلعمل هباءً منثورا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلمقال: (قال اللَّه تبارك وتعالى:أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتهوشركه) رواه مسلم).
وبفقد الإخلاص تصبح أعظمالقربات والطاعات آثاما وخطايا يعاقب عليها العامل كما بيَّن ذلك النبي صلى اللهعليه وسلم حين قال: (إنَّ أوَّل الناس يقضى يوم القيامةعليه: رجلٌ استشهد، فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتفيك حتى استشهدت، قال: كذبت،ولكنَّك قاتلت لأن يقال: جرِيءٌ،فقد قيل،ثمَّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه،وقرأَ القرآن، فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمتالعلم وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنَّكتعلَّمت العلم ليقال: عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئٌ،فقد قيل،ثمَّ أمر به فسحب على وجههحتَّى ألقي في النار.ورجلٌ وسَّع اللَّه عليه، وأعطاه من أصناف المال كلِّه،فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيلٍ تحبُّ أنينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنَّكفعلت ليقال: هو جوادٌ،فقدقيل،ثمَّ أمر به فسحب على وجهه ثمَّ ألقي في النَّار) رواهمسلم.
والإخلاصيلازمهالإتقان؛ فما أخلص عبد في شيء إلا أتقنه، وهو باعث علىالصبر والأمل؛وهو من أعظم الحوافز نحو فعل الخيرات ونفع الخلق؛ لما يرجوه العبد من الثوابويؤمله من الأجر، كما أنه من أهم عوامل الثبات على طريق الحق مهما كانت عقباته.
والإخلاص، كما نعلم،عملقلبي لا يطَّلع عليه أحد سوى اللهعزَّ وجلَّ،وقد يتسرب الرياء أو غيره من الآفات التي تتنافى مع حقيقة الإخلاصإلى قلب المؤمن دون أن يشعر بها، لذا كان من الضروري على المسلم العامل للإسلام أنيبحث في زوايا قلبه عن حقيقة نواياه وبواعثه، فإن كان فيها حظ للدنيا أو للشيطان،جاهد أن ينقي قلبه من دخله،وأن يجرد نيته لله،وأن ينذر نفسهمحررًا لربه من كل عبودية لغيره،وهذا ما نرجو أن نساعدك على معرفته خلالالاستبيان التالي الذي يتضمن العديد من الأسئلة التي يمكنك من خلال الإجابة عليهاأن تعرف أين أنت من بعض دلائل الإخلاص.
كن صادقًا مع نفسك أثناء إجابتك، فليسأحد يطلع عليك إلا الله عزَّ وجلَّ، اختر الخانة التي توافقك في العبارات التالية:
الاجابات
دائمًا
غالبًا
أحيانًا
نادرًا
لا
الأسئلة
أتوقف لحظات قبل بدء أي عمل لأصححنيتيوقصدي
أتحرى أن يكون حبيوبغضي للهتعالى
أشعر بالخوف من سيئاتيألا تُغفَر ومن حسناتي ألاتُقبَل
أحرص على العمل الذييرضي الله والأنفع للدعوة وليس ما تهواهنفسي
أراقب نيتي أثناءأدائي أي عمل حتى لا يتغيرقصدي
أسعد بكل كفاءة تبرزفي صفوف العاملين لنصرة دعوة الإسلام أيًّا كانانتماؤها
أستشعر أنه ما من عملصالح أقوم به إلا بتوفيق من الله وحده.
أواظب على محاسبة نفسيبعد كل عمل لأقيِّم إخلاصيفيه
أميل إلى العمل في صمتبعيدًا عن الأضواءوالشهرة
لا أبخل بكلمة ثناءعلى من يستحقها أيًّا كانانتماؤه
يستوي عندي مدح الناسأو ذمهملي
أشعر دائمًا بالتقصيروالتفريط في جنبالله
لا أجد في نفسي غضاضةفي معاونة أصحاب الانتماءات المختلفة في إنجاز بعض مهامهمالدعوية
أكثر التوسل إلى اللهبأن يجعلني من عبادهالمخلصين
أعطِ نفسك الدرجاتكالتالي:
دائمًا 4
غالبًا 3
أحيانًا 2
نادرًا 1
لاصفر
مجموع درجاتك =
أكثر من 54:
نسأل الله أن يتقبلك في عبادهالمخلصين، واحذر أن تنقلب عليك نيتك في يوم من الأيام، وضَعْ أمام ناظريك دائماًقول القائل:
وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فيجهة منه، فأشعر به ينبت من الجهة الأخرى.
من 45 إلى 53:
ابحث عن نقاط الضعف ومواطن الوهن التيتنتابك من خلال العبارات السابقة، واجتهد في علاجها والتغلب عليها، واحرص على تصفيةنيتك من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية.
من 30 إلى 44:
اجتهد في الابتعاد عن دائرة الخطر،واحرص على مصاحبة من تتوسم فيهم الإخلاص، وأكثر من القراءة في سير المخلصين، واعزمعلى مجاهدة نفسك، واطلب العون من الله.
أقل من 30:
مستوى خطر، ولكن ابدأولا تيأس، صدقات مخفية، وركعات في ظلمات الليل، ودعاء وبكاء، (والذين جاهدوا فينالنهدينهم سبلنا(.
والله يعطيكي العافيه
جزاك الله كل خير عالموضوع
و أسأل الله ان يجعلنا من عباده المخلصين