هذه وقفات مع قرار إعفاء شيخنا الدكتور سعد بن ناصر الشثري من عضوية هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء
الوقفة الأولى: أن ما حصل بقدر الله وتدبيره وعلمه وحكمته فلا يسعنا إلا الأيمان بذالك والرضا بقدر الله والصبر والاحتساب والدعاء لولي الأمر بالصلاح؛ كما قال الإمام احمد رحمه الله " لو أعلم أني لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان" ، لأن في صلاح ولي الأمر صلاح الأمة كلها.
الوقفة الثانية: أن ما حصل ابتلاء من الله للعلماء الراسخين والمؤمنون يبتلون على قدر إيمانهم الأمثل فالأمثل، وكما لا يخفى عليكم أن هذا النوع من الابتلاء رفعة للدرجات وسجل في التاريخ لا ينساه الزمن وأهله المخلصون والتاريخ يشهد بذالك، فالأئمة الكبار أمثال الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني وغيرهم، خير مثال على ذالك.
الوقفة الثالثة: أن في ذالك تمحيص للمؤمنين واختبار لهم ليعلم الله الذين صدقوا واتبعوا شرعه ويعلم الكاذبين والمنافقين الذين يلبسون الحق بالباطل ويرمون المؤمنين بالبهتان والباطل؛ ونسوى أو تناسوا أن الله بالمرصاد وأنه يدافع عن الذين أمنوا وأنه ينصر رسله والذين أمنوا ولو بعد حين.
الوقفة الرابعة: أن هناك من أبناء جلدتنا من يكتبون أفكار غريبة بلغتنا، ويسمونها إصلاحً وما هم بمصلحين، قال الله تعالى " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" ، ولا شك عندي أنهم هم أشد على الأمة ضررنا من العدو الظاهر ، كادو لشيخنا عصمه الله منهم ، فالله يقول: "إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا" ، فويلهم من تأنيب الضمير ، وليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
الوقفة الخامسة: أن الشيخ سعد هو من طلب الاستقالة لتّفرغ للأعمال العلمية والدعوية ولم يفصل كما يظنه البعض، والشاهد على ذالك ما نقله موقع الإسلام اليوم وهو من أصدق المواقع عندي في نقل الأخبار حيث ذكر ما يلي: "أفادتْ مصادرُ إعلامية أن فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، عضو هيئة كبار العلماء، قد قدَّم استقالته إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وذكرت المصادرُ أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قَبِلَ الاستقالة بناءً على رغبة الدكتور سعد الشثري الذي أوضح أنه يريد التفرغ للأعمال العلمية والدعوية .. الخ"
المرجع : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-120507.htm
وفي الختام ، لقد تأثرت عند سماع الخبر كثيراً ، فكم ستخسر الامة من علم هذا الامام الكبير؛ ولكن هذه سنة الله في عباده الذين اصطفى وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ، وهذه هي الحقيقة كما يظهر لي ، والله اعلم
اللهم احفظ لنا أمننا وولاة امرنا وعلمائنا يا سميع يا بصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نقلا من طالب المعرفة احد طلاب شيخنا الفاضل الشثري من جامعة المعرفة العالمية
أنــــــــــه امتحـــــــــان واختبـــــــــــــار لهذا الشيخ الجليــــل
يعلم الله أنـــه إزداد في قلوب الناس حبـا وإجلالاً بعد هذا الموقف
وأسأل الله أن يعوضه خيراً وأن يبــارك فيه ويحفظه وسائر علمائنا
جزاكِ الله خيرا على هذه الكلمات
ووفقنــا الله وإياكِ لما يحبه ويرضاه
تقبلي تحياااتي
دمت بحفظ الله ورعايته