اي شيء يخط قلمي المبتديء في هذا العالم
وجدت نفسي اتذكر حبيبا لي …….
هو بعيد عني بلاشك……
ولكن في نفس الوقت قريب مني ……
بيني وبينه احداث واحداث .
فقررت ان يكون اول موضوع اتكلم عنه واكتب به هو عنه ؟
ردا لجميله وذكرا لحبه الصادق وهو اقل شيء اقدمه له…
ذلك الشخص الذي اكن له كل محبة وتفدير …….
فإليكم هذه القصة التي سأكتبها على فصول
وارجو الصبر لانها طويييييلة نوعا ما
ولكن انبه احبتي لامور:
1/جميع الاحداث حقيقية ماعدا الاسماء.
2/ هذه القصة لم تكتب ابد ومن وجدها فهي قصتي ومنقولة مني.
ونبدأ ببسم الله……
:
:
:
:
الفصل الاول
تبدا احداث هذه القصة منذ سنوات عندما كان عبدالرحمن يبلغ الحادية عشر من عمره
وهو لابس غترته البيضاء التي تكاد ان تصل الى منتصف جسمه وهو ذاهب الى اداء صلاة الفجر
وعيناه حمراوتان من شدة النعاس ولكن جذوة الايمان في قلبه ايقظته لصلاة الفجر وللوقوف بين يدي الله
وخلف الامام ليسمع من كلام الله في هذا الوقت الذي ينام فيه الكثي ولاحول ولاقوة الا بالله .
عبدالرحمن شاب صغير ضعيف البنية قوي القلب والايمان ، لايكاد المصحف ان يفارقه
تعلوه ابتسامة تسر الخاطر وتفرح القلب ، ترى في محياه الايمان والتقوى وحسن النية
محب للخير حريص على السنة ينصح الناس ويتمنى الخير للجميع .
اذا اردت ان تجد عبدالرحمن توجه الى المسجد ستجد ذلك الشاب الصغير
الذي إن رأيته ذكرت الله جل جلاله.
عرف عبدالرحمن انه من الشباب الحرصين على حفظ القران الكريم
فقد حفظ خمسة اجزاء في فترة وجيزة وكان محبا للعلم .
بشوش الوجه تعلو محياه ابتسامة تفاؤل ويحوي بين جنبيه قلب صادق
محب لله ومحب لعباد الله والاخلاق العالية تحيطه من كل مكان
مرت سنون قصيرة لجمالها على عبدالرحمن
ولكن كان عبدالرحمن يشعر بنقص من مشاعر الاخوة
صحيح انه كان منشغلا بحفظ كتاب الله تعالى وحضور مجالس العلم
كان كان يشتاق الى اخ له في الله يحبه ويشكو اليه همومه بعد الله سبحانه
وبعض الشباب كان لاهيا بنفسه وبعضهم ضعف ايمانه وانا كنت منهم
فما كان من عبدالرحمن الا ان بحث عن اخ له في الله ولكن…..
حصل ما لم يكن بالحسبان؟؟؟
:
:
:
:
لم يكن يعتقد عبدالرحمن انه سيفارق ماهو عليه من الخير والطاعة والعبادة ،
وما ذاك الالشدة تعلقه بالقران الكريم ، بل ان عبدالرحمن قد حباه الله من الاخلاق
ماتجعله قريبا دائما الى الخير
فقد كان عبدالرحمن ذا خلق رفيع جدا قد جبله الله عليه : ابتسامة مفرحة وصوت جميل
هاديء وتميز بالمعاملة مع اخوانه من عفو وصفح وحسن نية وغيرها من الاخلاق
التي يتميز بها من قربه الله الى الخير .
في تلك الفترة كانت البيئة التي يعيش فيها عبدالرحمن تشتكي من ضعف الدعوة
وكثرة اللهو بعرض الدنيا وقلة الاخوان ، كان يتالم لذلك وينتظر تلك اللحظة الجميلة
التي يجتمع فيها الشباب للدعوة الى الله ، والله اني عندما كنت
أراه كانت همتي ترتفع وانافسه على الخير اسال الله ان لايحرمه الاجر.
بالنسبة لي كنت اصغر منه وحصل لي مع احد شباب الدعوة سوء تفاهم ولصغر سني
تركت الشباب وظللت ماكثا في المنزل لفترة طويلة .
انا لن اتحدث عن ماحصل لي لان المهم هنا هو عبدالرحمن.
مالذي حصل معه ؟
لقد احس عبدالرحمن بوحشة شديدة تسري الى قلبه الحنون وفاضت من قلبه مشاعر
الوحدة والخلوة التي لم يكن قد تعود عليها من قبل .
آآآآآآه مااجمل ايام الدعوة الى الله مع الشباب . وااجمل تلك اللحظات مع فلان وفلان وفلان .
اين هم الان ؟؟؟؟ هل انا في حلم ام في حقيقة؟
سبحان الله . لقد اختفوا ……وكل منهم مضى في طريق غير الطريق الذي كنا نسير فيه ….
عاش عبدالرحمن تلك اللحظات العصيبة وهو وحيد لايجد اخا له قريب من عمره
يعينه ويتعاون معه على الخير
وفي تلك اللحظات تذكر عبدالرحمن ابناءعمه الذين لطالما يدعونه لزيارتهم
وهو يرفض مداومة زيارتهم خوفا على نفسه من الفتور
الذي يعقبه الوقوع في شبااااااااااك الشيطان.
ومن باب صلة الرحم وللوحشة التي يجدها عبدالرحمن في قلبه
قرر ان يزورهم لمناصحتهم ولاكمال مشوار الدعوة الى الله .
ومع مرور الزمن القصير شعر عبدالرحمن بشيء يسري الى قلبه .
ياترى ماهو هذا الشيء ؟ ومالذي حصل مع عبدالرحمن ؟؟؟
:
:
:
:
:
قد تعتقدون احبتي وانا اتكلم عن عبدالرحمن انه كبير في السن ؟؟
لا والله!!!
ان عبدالرحمن في تلك الاحداث كان يبلغ من العمر خمس عشر سنة
نعم والله . شاب بهذا العمر يفكر هذا التفكير ؟؟؟؟ لااله الاالله
كنت دائما وانا صغير نوعا ما وحتى عندما كبرت اشعر في قلبي
ان نهاية هذا الشاب ستكون من نوع آخر؟؟؟؟
على العموم لااطيل عليكم ….
نكمل القصة:
نسيت ان اخبركم ان عبدالرحمن كان متعلقا بي كثيرا ويحبني كثيرا وكثيرا
و كان حريصا على رؤيتي والجلوس معي فهو صديقي الخاص الذي احبه كثيرا .
ولعل ضعف ايماني في تلك اللحظة وانا في عمر الرابعة عشر
كان من الاسباب الرئيسية التي بسببها قرر عبدالرحمن ان تكون اكثر جلساته مع ابناء عمه!!
لاتستغربوا من الاعمار ،،نعم لقد كنا صغارا ولكن والله الواحد فينا يحمل هما
قلما يحمله قلب في تلك الفترة،،كان همنا حفظ القرآن الكريم والدعوة الى الله
والتنافس في الخيرات،،،
وهذا من فضل الله علينا ، ومن باب قوله تعالى(وأما بنعمة ربك فحدث)
اذكر اول كلمة القيتها على المصلين كانت بعد صلاة المغرب
وتكلمت فيها عن احوال المسلمين في ارتيريا وحاجتهم للمساعدة
وكان عمري آنذاك احد عشر سنة…
مع العلم اني لم اكن متميزا بالنسبة لمن كنت معهم آنذاك فهم افضل مني بكثير…
عذرا على الاستطراد…فما اكتبه هو وليد اللحظة
المهم
عبدالرحمن في ذلك الوقت لم يجد اخوانه بجانبه وكما يقال الانسان اجتماعي بطبعه .
تكررت زيارة عبدالرحمن لارحامه يوما بعد يوم حتى احس بفرح عند زيارتهم
فهم يضحكونه ويستأنس بهم حتى تعلق بهم ولايستطيع مفارقتهم لحظة من اللحظات.
في بداية الامر كان ينكر عليهم :
هذا منكر وهذا لايجوز وهذا لاينبغي ولكن مع مرور الزمن ومع حرصه على عدم تنفيرهم؟؟
قل هذا الانكار شيئا فشيئا حتى تعود عبدالرحمن على هذه
المنكرات وترك القران الكريم وضعفت صلاته
وترك حاله الاولى الى حال التائهين في دروب الحياة .
واعتقد الجميع ان صفحة عبدالرحمن قد انطوت وانه سيكون ذكرى لااكثر.
ومضت سنون كثيرة تقرب من التسع سنوات
وهو على هذا الامر ومنّ الله علي بالرجوع الى طريق الهداية بعد سنتين من الضعف
وسالت عنه فقيل لي: هو من عوام الناس !!!
وظننت ان الموضوع انتهى عند هذا الحد كما ظن غيري مثل ذلك…
فغيره كثير ممن استقام ثم ضعف ايمانه وانتكس…
لكن والله الذي لااله الا هو ان عبدالرحمن هذا كان له شأن ليس بالهين…
وفي يوم من الايام وفي مفاجأة لم تكن متوقعة وجدت صاحبي
وحبيبي وقرة عيني وهو يصلي في المسجد صلاة المغرب؟؟؟؟
ومظهره مظهر عوام الناس ففرحت كثيرا ودار بيني وبينه هذا الحوار:
:
:
:
:
أذن المؤذن لصلاة المغرب
فدخلت المسجد من الباب الرئيسي وإذا بي
أرى أخي الحبيب عبدالرحمن وقد دخل من الباب الأخر؟؟؟
لااله إلا الله
أحقا ماتراه عيني
أهذا عبدالرحمن الذي لم تراه عيني منذ أكثر من اربع سنوات
شاب من عوام الناس
بصورته التي لم تتغير
لم يكن صاحبي الأول بالتأكيد
سبحان الله الذي قدر رؤيتك
هنا في هذا المسجد المبارك…
بصراحة كادت ذاكرتي أن تنفجر
من شدة العصف الذهني الذي مر بي
عند رؤية عبدالرحمن
لقد تذكرت كل أيامنا الجميلة معا في
تلك الفترة من حياتنا!!!
سلمت عليه سلاما اختلط بالمشاعر المتناقضة
شوق مع حب مع استغراب مع مشاعر
لااكاد أميز ماهي؟؟؟
قال لي بالحرف الواحد:
كيف حالك؟؟والله من زمان ماشفتك؟؟؟
شلون الشيخ فلان؟؟وفلان وفلان وو؟؟؟
قلت: يااااااااااااه ياعبدالرحمن أنت تسال عن أناس
في زمن مضى وانقضى ولا ادري عنهم
قد اشغتلهم الدنيا ومشاغل الحياة
مارايك نجلس مع بعض بعد الصلاة؟؟
قال: مافي مشكلة بعد الصلاة…
صلينا المغرب وكلي انشغال بعبدالرحمن
وماذا أقول له وكيف سأبدأ الحديث…؟؟
وكيف سأنصحه وأنا اعرف من انصح؟؟
انصح من كان مشجعي على الخير والطاعة؟؟؟
سبحان الله..
انتهت الصلاة وبعد الأذكار
قمت للجزء الخلفي من المسجد
وإذا بعبد الرحمن ينتظرني هناك
بجسمه النحيل وبشرته السمراء
ووجهه الذي لاتفارق البسمة شفاهه…
لطالما أحببت هذا الوجه
ولطالما أحببت الجلوس معه
ذلك الذي لايعرف كيف يغضب،،،
جلسنا وجها لوجه
سألته عن أحواله وأين يعمل وأين ألقت به الدنيا…
فقال لي: والله الحمدلله أنا بخير
ودخلت السلك العسكري
وماشية الأمور…
أنت شلونك وين فيه الحين؟؟
قلت : الحمدلله : توني دخلت كلية الشريعة
وهذا أول فصل لي في الجامعة
والأمور طيبة والحمدلله…
ثم أخذ عبدالرحمن يتكلم ببعض الأمور العادية
بشكل سريع ولكن…
أحسست من حروف عبدالرحمن
أن هناك مايريد إخباري به ولكنه تردد!!!
فقال : يا أخي أنا ماني مرتاح لحالي
على العموم ماودي أطول عليك
أنا أبمشي؟؟؟
وان شاء الله نتقابل مرة ثانية…
قلت له: بإذن لله وضروري نشوفك مرة ثانية..
(تمنيت في تلك اللحظة أن تكون لدي سيارة
لآخذ عبدالرحمن في لقاء أطول من هذا اللقاء
ولكن هيهات فأنا لم أملك رخصة القيادة
ومع أني دخلت الجامعة إلا أني للتو بلغت
سبعة عشر سنة ونصف يعني باقي
6 أشهر على الرخصة)
المهم
وبحكم اللقاء غير المعد،،،
كان اللقاء سريعا وتواعدنا
بالاهتمام بالتواصل بقدر المستطاع
واذكر انه كان بيدي كتيب فيه نصيحة أب لابنه
بالصلاة وترك المنكرات فأعطيته إياه
فقبله جزاه الله خير
وانتهى اللقاء…
ومرت أشهر ولم أر عبدالرحمن منذ ذلك اللقاء
حتى أتى ذلك اليوم الذي لن أنساه
والذي منذ ذلك اليوم بدأت أحداث عبدالرحمن
وذكرياته التي لن أنساها ماحييت
دق جرس الجوال،،،
وإذا برقم غريب؟؟؟
فقلت : نعم!!
:
:
:
:
توقفنا عند الاتصال
عندما رن هاتفي وإذا بالمتصل هو حبيبي عبدالرحمن
من : أنا عبدالرحمن..
هلا بالغالي
كيف حالك
والله الحمد لله بخير أنت شلونك
طيب الحمد لله
آمرني …
ودي اقعد معاك أبيك بموضوع…
هذي الساعة المباركة
أي وقت أنا حاضر لك..
طيب غدا بعد صلاة العشاء ع
على خير
السلام عليكم
وعليكم السلام
صراحة أحبتي استغربت كثيرا من اتصال عبدالرحمن
لي في هذا الوقت مع إني ماتحمست كثيرا
لان بعد الزمن يقلل الاهتمام بالشخص
على العموم انتظرت الموعد بشوق
حتى صلاة العشاء من غد واتصل عليه
وقلت له: حياك الله عندي في البيت…
أتاني للبيت والاستفهامات تعصف بذهني
ماذا يريد عبدالرحمن بعد هذا الزمن
وهل سأستطيع أن أوفر له مايريد؟؟؟
الله المستعان
اقبل علي ذلك الأخ الحبيب بابتسامته المعهودة
سلمت عليه
أدخلته المجلس
وتقابلنا وجها لوجه
وبعد أن استفتح المجلس بشربة
من كوب الشاي
اترك له الان الحديث لنسمع جميعا مايريد قوله
قال أخي أسعده الله
"أنت تدري إني كنت احبك كثيرا
وأنت كنت بالنسبة الخل الصادق
الذي لا ارتاح حتى أراه
وتذكر كيف أننا كنا نتنافس في الطاعات والتقرب
الى الله تعالى؟؟؟
لما تركتني وضعفت .. بعدها ترك كثير من الشباب المسجد
منهم من ضعف ومنهم من سافر للمملكة دون رجعة
ويعلم الله كيف عانيت في تلك الفترة من الوحدة
في ذلك الوقت اشتد تعلقي بكتاب الله
فكنت أقرا كثيرا وكلما استوحشت بكيت بكاءا شديدا
كل ذلك بسبب الوحدة
كنت اجلس في المسجد من العصر وحتى بعد العشاء
أتذكر أيامنا الجميلة
فهنا كان فلان يقرا القران
وأتذكر كيف أننا كنا نتفق كل خميس
للاجتماع في المسجد فنغسل المسجد
ونرتب المصاحف وننظف المكان
المهم
وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
ضعفت كثيرا في تلك المرحلة
ولم استطع التحمل
كنت أصلي العشاء ثم اذهب إلى أبناء عمي
وأقربائي
للجلوس معهم
ومع مرور الوقت ضعفت وتركت المراجعة
حتى تركت الالتزام بالمسجد
وصرت أصلي مرة واترك مرات
مر الزمن وصرت من عوام الناس
وكنت أحب الشعر النبطي
حتى اشتهرت بذلك وصرت انظم الأشعار
وعرفوني الناس بالشاعر فلان الفلاني
حتى أحسست أن الشهرة بدأت تدخل علي…
بل ابتليت بالتعرف على البنات
وهذا شي طبيعي فضعيفات الإيمان
يتسابقن على كل إنسان فضلا على أن يكون مشهورا
ولكن يعلم الله يا أخي
أني لم أجد طعم الراحة أبدا
وكلما وضعت رأسي على الوسادة
تأتيني العبرة فابكي بكاءا مريرا
وأنا اعلم تماما سبب ذلك البكاء
فمن ذاق طعم الإيمان يعرف جيدا
ما الخير الذي حرم نفسه منه
وأين موقعه من الإعراب؟؟؟
أنا الآن أتيتك تائبا إلى الله
وقررت بعد تفكير طويل
أن اترك أصحاب السوء
وان ارجع إلى الله من جديد
ولكن أنا عندي أمور اعلم تماما
أنها ستكون عائقا لي في العودة إلى الله؟؟؟
والذي أريده منك أن تقف معي وأنا في أول الطريق
أريدك معي حتى استقر وارجع إلى الله
ثم دعني أسير إلى الله لوحدي
أرجوك كن معي فانا احتاجك كثيرا
في هذا الوقت
فانا سأجد المعارضة الشديدة
من أصحاب السوء
فلا تتركني أرجوك؟؟
طبعا عبدالرحمن كان يكلمني وعيناه
قد اغرورقتا بالدموع
فالكلمات كانت تخرج من قلبه
كالسهام على قلبي
لم اصدق ما اسمع
وفرحت كثيرا بكلامه
فقلت له: ابشر ياعبدالرحمن
بإذن الله
سأكون معك ولن أتركك
حتى أطمئن عليك…
وانتهى الحوار هنا
فأتم شرب الشاي
ثم استأذنني لأراه لاحقا…
خرج وكلي أمل أن الله يثبته
على الطاعة وان يبعد عنه الشياطين وأعوانهم
وبصراحة كنت فرحا جدا به
كنت على اتصال به اسأل عن أحواله
فيطمئنني انه بخير حال
حتى رأيته بعد شهر تقريبا
وإذا بي أرى ما أذهلني تماما
:
:
:
:
بعد صلاة مغرب ذلك اليوم
جلست في المسجد
في احدى زواياه الطيبة
وقدد ممدت قدماي
في جلسة خلوية
والمسجد ذلك الوقت لايوجد به احد
فسرعان مايسلم الامام
يتسارع الناس للخروج من المسجد
حتى يخيل لك انه لم يصل في هذا المسجد أحد؟؟؟
رن هاتفي الجوال
واذا به رقم اخي عبدالرحمن
سلم علي ثم قال أين انت؟
قلت: في المسجد..
قال : طيب أنا بالطريق اليك..
قلت: حياك الرحمن..انا بانتظارك
مضت عشر دقائق واذا به يدخل علي
في المسجد
حتى رآني …فابتسم لس ابتسامة الفرح بلقاء صاحبه
ولم لا؟؟ فعبدالرحمن يحبني كثيرا اكثر من اي انسان آخر…
دخل علي… واذا بذلك الشاب
مشرق الوجه ذو لحية خفيفة للتو عفى عنها
قصير الازار بيده مسواك
وقد تطيّب بطيب تهفو له النفوس..
فرحت كثيرا بمنظره
نعم يااحباب
عبدالرحمن عاد من جديد
وتغير للاحسن
انه الان من عداد المستقيمين على طاعة الله
جلست معه جلسة اخوية جميلة
ظهر لي من خلالها
شاب صاحب همة متوقدة
وقلبه ينبض بحب الله والفرح بالعودة الى الله
لااخفيكم انه بشرني بتغيير رقم جواله
والبعد عن اصحابه وانه سيكون لهم نصيب من الدعوة
وسبحان الله
ذكر لي انه وجد احد المشايخ الذي وافق على
ملازمته لحفظ القران الكريم
وأخذ يسالني عن دروس العلم
حتى يستفيد…
ثم قال لي : وابشرك انا الان
أبحث عن زوجة صالحة تعينني على طاعة الله
وأبيك تساعدني بالبحث ..
قلت: ابشر والله يكتب اللي فيه الخير…
لكن لاتنس ياعبدالرحمن
عرسي بعد اسبوعين…
وحضورك واجب وجوبا عينيا.
ابتسم وقال:: افا عليك
اكيد انا اول الحضور واللي يسعدك يسعدني…
واتى العرس ووفق الله
ولاانس حضور عبدالرحمن وحرصه على المساعدة
وبعدها باسبوع
اتصل بي ليبشرني
انه وجد زوجة صالحة من المملكة
وان زواجه قريب جدا,,,
سعدت كثيرا بهذا الخبر
سافر للمملكة وعقد القران بهذه الزوجة الصالحة
وكانت هذه الزوجة يتيمة الام ولاب
توفيت عنها والدتها وهي صغيرة
فاعتنى بها اخوها
وفقدت حنان امها وابيها
ولكن
عوضها الله بحنان عبدالرحمن
فهو كما اعرفه
صاحب قلب رحيم
وحنون ولابعرف الغضب له مدخلا
يحبه من يراه لاول مرة
رفيق بالناس وسبحان من البسه الاناة لباسا في اموره كلها
تم الاعلان عن زواج عبدالرحمن
وقد اوصى اهله بانه لايريد اي منكر من منكرات الاعراس
وشدد على ذلك وتم عرسه المبارك دون منكرات تذكر
فمبارك عليك ياعبدالرحمن
ورزقك حياة طيبة سعيدة
في ظل طاعة لله…
ثم حصل لعبدالرحمن نقلة نوعية
سنعرفها قريبا باذن الله فكونوا معنا
لاننا اقتربنا من موقع الحدث
وبداية نهاية القصة
:
:
:
:
تزوج عبدالرحمن بزوجته المباركة
ولاتنسوا انها يتيمة الاب والام
منذ ان كانت صغيرة…
عبدالرحمن يعيش في منزل كبير
وقد جهز نصف الدور الاول شقة له
ولزوجته ولابنائه المنتظرين
كان لعبدالرحمن اخوة كثر
ولاننس امه الحنون والتي كانت تحب عبدالرحمن حبا جما
فقد كان عبدالرحمن مميزا جدا بين اخوته
وكما قلت لكم صاحب قلب حنون وكبير
لايدخل الى البيت والا ويطبع قبلة الحب على جبين امه
وخدها ويدها بل وقدمها
نعم انها امه التي يحبها كثيرا
ولايستطيع ان يستغني عنها طرفة عين
كيف ذلك وهي الام الرحيمة التي لم تقصر مع ابنائها
بعد وفاة والدهم رحمه الله
ازداد تعلق عبدالرحمن بامه خاصة بعد استقامته
ودائما ماكان يحدثني عن امه وحبه لها
وانا لوحدها في البيت
فهو يجلس عندها ويوصي زوجته بالجلوس معها
وتلبية طلباتها واحتياجانها
فلم تقصر زوجته ابدا مع امه..
فجزاها الله خيرا ورضي عنها وارضاها…
لقد استقام عبدالرحمن استقامة طيبة
والان وبعد أشهر قليلة أتم حفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم
ماشاء الله
همة تتوقد وتناطح السحاب
فهو يريد ان يعوض مافاته ايام اللهو والغفلة
وكان له مااراد
حفظ العديد من المتون
وتعلم التجويد
واصبح يصلي بالناس في المسجد اذا غاب الامام
فسبحان مغير الاحوال …
كان يتصل بي بين الفينة والاخرى
لنخرج سويا نتعشى في احد المطاعم
لنتحدث مع بعضنا عن الدعوة الى الله
ونتذكر ايامنا الجميلة عندما كنا صغارا
حتى كان الواحد فينا تمتلا عينه بالدموع من جمال مافات
عفوا
سابتعد في قصتي عن اثارة العواطف لاني
اخذت على نفسي عهدا وانا اكتب قصة حبيبي
عبدالرحمن ان ابتعد عمن التكلف وساكتب بكل عفوية
بعيدا عن تنميق الاسلوب وانتقاء العبارات المثيرة للمشاعر
لانها قصة من الواقع ومن القلب مباشرة
عذرا على الاستطراد فالافكار تتزاحم
المهم
وفي يوم من الايام
وبالتحديد بعد ستة اشهر تقريبا
من عرس عبدالرحمن
اتتني رسالة من عبدالرحمن
ففتحتها
واذا بها :
(وأخيرا أتى من سيفتح القدس باذن الله؟؟؟)
ياترى ماذا يقصد عبدالرحمن من هذه الرسالة؟؟
ومالذي حصل بعدها؟؟؟
وماهو الموقف الذي هز حياة عبدالرحمن؟؟
هذا ماسنعرفه باذن الله
:
:
:
:
عندما انتهيت من صلاة العصر
وركبت سيارتي أتتني رسالة الجوال
فتحتها وإذا مكتوب فيها
وأخيرا أتى من سيفتح القدس بإذن الله؟؟؟
وإذا هي من عبد الرحمن
مباشرة اتصلت عليه
هلا بالغالي وشهالرسالة؟؟؟
– أبشرك رزقني الله بمولود وأسميته عبدالله
– ما شاء الله تبارك الله ألف ألف مبروك يا عبد الرحمن تستاهل كل خير
فرحت لك ،، عاد عبدالله راح يفتح القدس يعني..
– باذن الله ياوميض…
حضرنا عقيقة عبدالله بن عيد الرحمن
وكان فرحا جدا به وحق له1ذلك
ودائما ما كان عبد الرحمن يحدثني عن ابنه وانه سيعتني به
وسيوفر له الأجواء التربوية
المهم
مرت الأيام واتصل بي عبد الرحمن يستشير في الذهاب للعمرة
وسألني هل نذهب سويا..
فوافقت على الفور
كيف لا وهو أخي الحبيب الذي أحبه وارتاح له
المهم
انطلقنا إلى ربوع مكة المكرمة شرفها الله
واستمتعا بأجواء الحرم لثلاث ليال
ثم قفلنا عائدين إلى الديار
ولا انس حرصه على استغلال الوقت في الطريق
فكنا نراجع محفوظنا من الكويت إلى مكة
فراجعنا أكثر من سبعة أجزاء
يسمع بعضنا بعضا وذاك فضل الله…
اتصل بي عبد الرحمن ذات ليلة
وقال لي : لازم أشوفك اليوم أبيك بموضوع مهم؟؟
قلت: عسى ماشر؟؟
قال:ما في الا الخير لكن متى أشوفك؟
قلت: الليلة بإذن الله في مسجد؟؟؟؟؟؟؟؟
قال : طيب الوعد بعد صلاة المغرب.
قلت: بإذن الله.
ذهبت للمسجد وصلينا المغرب
واذا بعبد الرحمن يصلي في الصف الأول
انتهينا من الصلاة وجلسنا سويا
وكان هذا الحوار.
قال: وميض موضوعي مهم وبصراحة أنا متضايق.
قلت: لاتشيل هم وما هو الموضوع
قال: انا ودي اكمل دراستي وموعاجبني وضعي بوظيفتي المليئة بالفتن.
قلت: طيب لكن انت ما عندك ثانوية .
قال: لذلك ودي أكمل دراستي وادخل الجامعة.
قلت: صراحة واحد مادرس من سنوات ويكمل؟؟؟..هذه همة طيبة وانا انصحك فيها
قال: ابكمل دراستي واذا اخذت الثانوية ابدخل كلية الشريعة لأتفقه في الدين واعدل وضعي.
قلت:نعم الرأي وبصراحة أفرحني قرارك، طيب ووظيفتك.
قال: اذا دخلت الكلية أستقيل وأتفرغ للدراسة.
(للعلم يا أحباب عندنا في الكويت الطالب المتزوج يصرف له راتب بقيمة 7000 ريال حتى يتخرج)
قلت: طيب ورنا همتك وصدقك وطموحك وتستاهل كل خير.
قال: يعني أنت تؤيدني..
قلت: إلا أقولك لاتنتظر أحد شد حيلك ونبي نفرح بتخرجك.
قال: جزاك الله خير ما استغني عنك أبد..
قلت : الله يوفقك .
صراحة انا تعجبت من همة عدالرحمن وهو بعيد العهد بالدراسة
ولكن كنت ارى في عينيه همة تناطح السحاب
سجل عبدالرحمن في السنة الثالثة ثانوية
وهي السنة قبل الاخيرة عندنا
ونجح بتواضع
ثم انتقل الى السنة الاخيرة
فاتصل بي وقال:وميض أودعك فانا في السنة الأخيرة
والتي من خلالها ابحقق حلمي فاعتذر منك
ولن تراني لمدة 8 شهور لأني سأتفرغ للدراسة
قلت: والله ابشتاق لك لكن الحمدلله على كل حال.
وبالفعل اختفى عبدالرحمن عننا 8 أشهر حتى اتى موعد إعلان النتائج
وكلي شوق لرؤية عبد الرحمن ونتيجته المنتظرة
تم إعلان النتائج
وأنا ابحث عن اسمه بين مئات الأسماء
وأخيرا وجدته ففوجئت أن نسبته هي…
:
:
:
:
فرح قلبي كثيرا عندما رايت نسبة عبدالرحمن
80 %
يعني عبدالرحمن سيدخل الجامعة
يعني عبدالرحمن سيحقق حلمه
اتصلت عليه وباركت له
– الف الف مبروك ياعبدالرحمن… تعبت وفزت باللي كنت تتمناه
– الله يبارك بعمرك ياوميض ماتتصور شكثر فرحت للنتيجة
– تستاهل كل خير ياعبدالرحمن..
– وابشرك رحت للجامعة وبشروني بالقبول بهذه النسبة
-اللهم لك الحمد وبالمناسبة الطيبة انا عازمك على عشاء
– اكيد وغصب عليك ياوميض
المهم نال عبدالرحمن مايتمناه وحصل على الموافقة
ودخل كلية الشريعة
بصراحة يااحباب كان عبدالرحمن يقفز قفزات كبيرة
في العلم والدعوة الى الله
بل حتى زوجته كان يعلمها ويحثها على حفظ القران الكريم
والدعوة الى الله
وكان يشتري مجموعة من الاشرطة والمطويات الوعظية
ثم ينطلق هو وزوجته الى السوق
فيوزع هو على المارة من الرجال
ودور زوجته توزيعها على النساء
فجزاهما الله خير الجزاء
ودائما كان يحدثني عن المواقف التي تحصل معه
سواء ثناء ورضى من الناس او موقف سلبي منهم
اقترب بدء الفصل الاول في كلية الشريعة وعبدالرحمن
متعطش كثيرا ليتعلم العلم النافع
وفي هذه الفترة كان قد حفظ 25 جزء وبقي له 5 اجزاء لختم القرأن الكر يم
وعمر عبدالرحمن الحقيقي في الالتزام هو 5 سنوات
5 سنوات فقط ليصل الى ماووصل اليه
بل الى مايريده الله ان يصله اليه…
اتصل بي مرة من المرات واستشارني بأمر..
– السلام عليكم حبيبي وميض الامل
– هلا بالغالي كيف حالك
-الحمدلله بخير حال
– من فترة ماسمعت صوتك؟
– تعرف الحين انا بالكلية وانشغلت بالفصل الاول…
– في اخبار جديدة
– نعم ، ابشرك اني قدمت استقالتي من الوظيفة المنتنة.
– مبروك والف مبروك وشلون وضعك المادي الحين؟
– ابشرك من احسن مايكون، لكن ودي استشيرك بأمر..
– تفضل.
– خطرت ببالي فكرة وودي تقول رأيك فيها.
– وهي
– فكرت اقدم على وظيفة امام وخطيب واتفرغ للعلم تفرغا تاما
– أنعم بها من فكرة وانا اشد على ايدك واقولك توكل على الله
– الظاهر انني راح اقدم آخر السنة هذي واتوكل على الله
– فكرة مباركة وانت كفؤ لهذه الوظيفة الشريفة.
– جزاك الله خير يالغالي …نشوفك قريبا باذن الله…
– باذن الله ياعبدالرحمن حياك الله
================
صراحة .. ذهلت من هذا التطور الكبير في حياة عبدالرحمن
وكأنه يسير بخطى ثابتة الى مايريد؟؟؟
ماشاء الله تبارك الله
في بداية الفصل الاول من دخول عبدالرحمن الى الكلية
حصل امر لم يكن في الحسبان
حدث قد هزنا جميعا
حدث قد هز حياة عبدالرحمن
ووجدانه
ومشاعره
وجميع اركانه
وكان هذا الحدث في أخر العطلة الصيفية
وبداية الفصل الاول
بصراحة
لاتتحمل يداي وصف هذا الحدث
وسأصفه باذن الله
:
:
:
:
سأكمل لكم ماحدث من أمر عظيم في حياة عبدالرحمن
ولكن سأدع قلبي يكتب لكم بمشاعره وأحاسيسه
لأن الخطب عظيم والأمر شديد
وقد سبقتني دموعي قبل حروفي والله المستعان
ذكرت لكم أول القصة مدى تعلق عبدالرحمن بأمه
وانه كان بارا بها كثيرا
ويحبها حبا جما وهو وحيدها في البيت
وجميع إخوته كانوا يسكنون في مناطق مختلفة
ودائما كان يحدثني عنها وعن بره بها
وانه يرجو من رضاها رضا الله سبحانه
نعود لقصتنا المتواضعة أيها الأحباب
صليت المغرب في ذلك اليوم
فأتاني اتصال من عبدالرحمن وكان صوته متغيرا
– السلام عليكم
– وعليكم السلام هلا بالحبيب.
– وميض ضروري أشوفك بعد صلاة العشاء
– ابشر ..أصلي واجيك للبيت بإذن الله.
صراحة لم ارتح لهذا الاتصال واتاني شعور بأنه قد حصل أمر
لعبدالرحمن … فسألت الله تيسير الأمور
انتهينا من صلاة العشاء
ركبت سيارتي وانطلقت إلى منزل الغالي
البعيد من مسجدنا قليلا
ما إن اقتربت من المنزل
وإذا بعبدالرحمن ينتظرني عند باب منزله
توقفت بجانبه فركب مباشرة
وإذا به شاحب الوجه عيناه حمراوتان
ممتلئتان بالدموع
ركب السيارة مباشرة ثم بكى بصوت خافت
سرنا بالسيارة والتزمت الصمت في هذه اللحظات
وأردت بصمتي راحة عبدالرحمن
فان البكاء الهادئ في المواقف التي تستدعي ذلك
من أسباب راحة القلب.
تعمدت إن اسلك طريقا طويلا هادئا بعيدا عن ضوضاء المنطقة
وظل عبدالرحمن يبكي لخمس دقائق هي علي كالسنوات
ثم قال بصوت حزين:
– وميض..
– هلا عبدالرحمن
– ماتت..؟؟
– لااله إلا الله من ياعبدالرحمن
– أمي ماتت ياوميض ….
ثم اخذ بالبكاء بهدوء شديد
– عبدالرحمن شالموضوع الله يرضى عليك تراك قطعت قلبي.
– أمي واخوي صار لهم حادث وقدر الله موتها وزوجته وإحدى ابنتيه…
ونجت ابنته الثانية مع أخي!!!
– لااله الا الله عظم الله أجرك ياعبدالرحمن .. اصبر واحتسب
احتسبها عند الحليم سبحانه
(بصراحة كنت أدرك تماما شدة الموقف على عبدالرحمن لعلاقته العظيمة بأمه رحمها الله
لذلك حرصت على السكوت وتركه يتكلم على راحته)
– عبدالرحمن .. ارض بقضاء الله وقدره
– أنا راضي بقضاء الله والله راضي.. ثم اخذ يبكي
ثم انطلق قلبه يتكلم واستأذنكم سأكتب الكلمات
كما خرجت منه…
– وميض أنا راضي بقضاء الله
لكن تعرف شنو معنى فقد الأم؟
والله إن زوال الدنيا أهون من فقد الأم
أنت حاس شنو معنى فقد الأم الحنون؟
تفقد ضحكتها وبسمتها وسوالفها
تفقد شوفتها وحضنها وتقبيل رأسها
تفقد حنانها ورحمتها ودعوتها
هذي أمي الحنون ياوميض
أمي اللي كانت تدعو لي بصلاتها قبل الاستقامة وبعدها
أمي اللي إذا ضحكت ضحكت لي الدنيا كلها
وإذا بكت بكى معها قلبي وحياتي كلها
أمي اللي كنت اطمع برضاها ليرضى الله عني
يازين القعدة معاها
كانت تخاف علي من كل شي
ماكنت ارتاح لين ادخل البيت واقبل رأسها
وانزل واقبل رجليها
تقوم وتضمني وهي تبكي وتدعو من قلبها بأجمل دعاء
ماكانت تتحمل تفارقني ولاكنت اتحمل فراقها
حتى لما سافرت اسودت الدنيا بوجهي
وأصرت هي على السفر لصلة أرحامها
والله ياوميض الحين عرفت شنو قيمة الأم
إذا دخلت البيت ما اصدق أنها ماتت
والتفت للغرف يمكن أشوفها قاعدة تصلي
يمكن أنا حلمان …
لدرجة إني كنت أفز من نومي قبل الفجر
وأقوم اركض لغرفتها وافتح الباب…
ما ألقاها موجودة ابكي مثل الطفل عند بابها
واجلس بغرفتها ودي أشم ريحها
وأتأمل بسجادتها
آآآه يا وميض راحت أمي
وتسكر هذا الباب من أبواب الجنة
آآآآه ياوميض الدنيا مالها طعم بدونها
يارب ارحم أمي
يارب اغفر لامي
يارب ألطف بأمي الحنون
يارب أكرمها بعفوك
كان هذا الحوار النابض من القلب ونحن نسير إلى طريق طويل
وأحسست إن عبدالرحمن قد ارتاح كثيرا
عندما اخرج هذه الكلمات المؤثرة
وكان لي تذكير بسيط له حتى وقفنا عند باب منزله
وكان الساعة تشير للثانية عشر
فأوصينا بعضنا بالوتر قبل النوم
والدعاء لوالدته ولجميع المسلمين بالرحمة والمغفرة
==============================
كان لوفاة عبدالرحمن اثر كبير في قلبه
وحياته بأكملها
فازداد عبدالرحمن عبادة وعلما
ودعوة إلى عزوجل
وازداد تميزه في المسجد
بالأنشطة الدعوية
وقد حرص على عمل مشروع دعوي لامه
برا بها بعد موتها
ولكن لم يحدد المشروع بعد
بدأ الفصل الأول في الكلية
وبدأت معه أحداث مهمة مع عبدالرحمن
والتي كانت بمثابة تهيئة لما
سيقدم عليه عبدالرحمن من أحداث
:
:
:
:
والله إني كنت أحبه
كيف لا ؟؟وهو أخي الحبيب
وصديق العمر
الذي أحببته في الله ولله
ليس أمرا هينا أن تحب إنسان سنوات في الله
أنعم بها من أخوة ومحبة
خاصة أن هذه الأخوة كانت خالية تماما من أي مصالح دنيوية
أو أمور شخصية … صافية تماما
لذلك ليس من العجب أن يكون الحب مترسخا في أعماق القلب
والشوق يزداد ويزداد كل يوم
بل كل ساعة وكل دقيقة
ولكن
وما أتعس لكن في هذا الموطن
حصل بيننا أمر لم أكن أتمناه
واعترف تماما أن الشيطان هو من أوغر الصدر قليلا
من الضروري جدا
أن اذكر لكم هذا الفصل المهم من القصة
والذي أرقني كثيرا
قبل بداية الفصل الدراسي
اتفقنا سويا أن نسافر للديار المقدسة
إلى مكة المكرمة حرسها الله
لطلب العلم
وتحديدا لحفظ الجزء الأول من بلوغ المرام
وتحديدا 900 حديث ربع العبادات
ووضعنا برنامجا لمدة عشرين يوما لحفظها
سافرنا سويا وانطلقنا إلى مكة المحروسة
وأقمنا في العزيزة
في فندق العطاس
كان نقوم لصلاة الفجر فنركب الباص الخاص بالفندق
لننطلق إلى الحرم ثم نجلس إلى الشروق
ونرجع بعد الشروق بساعة تقريبا
ومن الظهر إلى العصر في الجامع المجاور للفندق
ثم ننطلق للحرم قبل صلاة العصر
ونجلس إلى مابعد صلاة العشاء بساعة
في هذه الأثناء حصلت أمور بسيطة
بيننا وأسبابا تافهة لاتذكر
أعطت للشيطان فرصة لم يكن يحلم بها
فأوغر في الصدر شيئا
وكان هذا في آخر يومين تقريبا
ومع حبي له إلا إني أخذت بخاطري عليه قليلا
المهم
أكملنا الورد المطلوب ومن الله علينا بإتمام حفظ مانريد
وقفلنا راجعين….
هذه وقفة مهمة لابد من ذكرها
وستعرفون أهميتها في آخر القصة
=================
بدأ الفصل الأول
واستنفر عبدالرحمن في طلب العلم
ورفع راية التميز والجدية
وأخذ ينهل من العلم وينافس الطلاب في الكلية
حتى كاد يشار إليه بالتميز
أصدقكم انه في هذه الأثناء أحس عبدالرحمن إني جفوته قليلا
فأتاني شاكيا من هذا الإحساس
فحرصت على إنكار ذلك وأننا أخوة متحابين لايفرقنا شيء
وكنت صادقا فيما أقول
ومع انه قد ملأ قلبه الشعور بالجفاء مني
أتاني وعرض علي مشروع دعوي يخدم المنطقة
وهو عبارة عن لوحات تذكيرية نوزعها في المنطقة
بأماكن لها نفعها للناس
واقترح المساهمة بمبلغ بسيط
وهو يتكفل بالترتيب مع الخطاط
ومن ثم وضعها في الأماكن المناسبة
فأتم تجهيز عشر لوحات في المنطقة
من ضمنها لوحة عند مدرسة البنات
وفيها: أختاه حجابك حجاب من النار
وعند المستوصف الطبي
وفيها:ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاااااااااااااااااااااااااع
وقريبا من المسجد
وفيها : المساجد تنادي ..المآذن تنادي (الصلاة الصلاة)
وغيرها من اللوحات
المؤثرة بشكل جميل جدا وبألوان ملفتة للنظر
أعجبت كثيرا بعمله
وقلت له: من أجمل مارأيت ولكن لااظن أنها ستدوم طويلا
لأنها رسم بالألوان وستتأثر بعوامل الجو
فقال: الحمد لله ياوميض هذي فيها نفع للناس
وان شاء الله ما تختفي وسيبقيها الله؟؟!!
لاحظوا انه قال: سيبقيها الله..
===================
ما أعجب هذا الإنسان
قلبه مليء بحب الله والدار الآخرة
وهمه الدعوة إلى الله
وطلب العلم ونفع للناس
ليبرح من مشروع حتى يبدأ في مشروع آخر
همة عالية لاتكل ولاتمل
همم كأن البدر يخطب ودها ***والشمس ترسم في سماها أحرفا
كان حريصا اشد الحرص على استغلال وقته
فيما ينفع ويفيد
حتى انتهى الفصل الأول وقد حصل على 4 نقاط في الجامعة
وجميع المواد نال فيها شرف الامتياز
وليس ذلك بغريب عليه…
فهو يرنو إلى ماهو أعظم من ذلك…
كان كثير الإحساس بإخوانه المسلمين
وكم كان يؤلمه أحوال إخوانه المسلمين في كل مكان
وكيف أن أهل الإسلام يستصرخون في كل مكان
فكان يحرص على تذكيرنا والدعاء لهم
نعم ، ذلك القلب الرقيق سريع الدمعة
يشعر بإخوانه المسلمين ويتألم لألمهم
فأنعم به من قلب قد تعلق بالله
ودائم مايقول :من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..
هنيئا لك ياعبدالرحمن ذلك القلب الكبير
وهنيئا لك ماانت فيه من خير عظيم…
انتهى الفصل الأول
ولم يهنأ لعبدالرحمن نوم ..
فصورة أمه في مخيلته لاينساها أبدا
وقد أرقه فكرة المشروع الخاص بأمه
والذي عزم على إتمامه…
اجتمع عبدالرحمن بإخوانه وأخواته
وطرح عليهم هذه الفكرة
مع دموع صادقة سكبها أمامهم
بمجرد ذكر أمه الحنون رحمها الله تعالى
ففرح الجميع بها
وتبنى عبدالرحمن هذه الفكرة
ورتب الأمر لبناء المسجد في احد الدول العربية
والتي تحتاج لهذا المسجد
مسجد أم عبدالرحمن
ماشاء الله تبارك الله
أي نعمة انعم الله بها على أم عبدالرحمن أن رزقها مثل هذا الابن البار
يموتون الآباء والأمهات ولاتجد من يبرهم بعد موتهم إلا القليل
والله المستعان
سبحان من بدل حالك ياعبدالرحمن
سبحان من ملأ قلبك إيمانا كالجبال
وهمة تناطح السحاب
وأخلاقا يشهد لك بها القاصي والداني
====================
بالمناسبة هل تذكرون ابن عبدالرحمن والذي
أمل عبدالرحمن أن يفتح القدس على يديه
كان قد رزق بابنة جميلة قد ملأت عليه حياته
وخففت عليه كثيرا من الهموم
وانتم تعلمون جيدا أن تأثير البنت على أبيها
اشد من الابن
فالبنت بطبيعتها تتعلق بابيها
ولا يقطع قلب الأب مثل دلع البنت
حتى إني اذكر خلال وجودنا في مكة المكرمة
كان يخرج في أوقات غريبة
هي الأوقات الوحيدة للراحة
فأسأله من الغد
فيخبرني أن ابنته هي السبب
ويقول: هذي الغالية مااقدر أرد لها طلب
وأحبها حبا شديدا جدا
ولا ألومه بذلك
فمن يرى دلعها وتعلقها بابيها
لايستغرب مايراه من حب وهيام
وطلباتها تنفذ في الحال
اما زوجته الطيبة اليتيمة
فكانت خير معين لعبدالرحمن على استقامته
وقد تأثرت كثيرا بعبدالرحمن وهمته وحبه للعلم
فكان لديها من العبادة والعلم
مايجعلها متميزة على مثيلاتها ومن هن في سنها
من النساء الصغيرات
اللاتي انشغلن بالموضات ومضيعة الاوقات
والتفاخر فيما لايرفعهن عند الله
أما هي فتبارك الله
وليس ذلك بغريب على حليلة عبدالرحمن
ذلك الشاب الطيب القلب
والذي من يراه يذكر الله
ويحتقر تقصيره في جنب الله
==============
بدأ الفصل الثاني
وكثرت رؤية عبدالرحمن لأمه في المنام
وكان يراها وهي بأحسن حال
ويخبرها بشوقه لها وانه يريد الذهاب لها
حيث جنة عرضها السموات والارض
فيجد منها الابتسامة المشرقة
وتبشره انها بخير حال
وهي مشتاقة له كذلك
بالتحديد كانت هذه الرؤى
في نهاية الفصل الثاني !!!
نعم
كانت الجنة هي هم عبدالرحمن الاكبر
كما هي هم كل مسلم موقن بحقيقة الدنيا
وحقارتها ودنائتها
فيها ما لاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر
وكان لاينسى ذنوبه ومعاصيه
ودائم البكاء والابتهال الى الله
وعزم عبدالرحمن على البدء
ببناء المسجد والتنسيق مع أصحاب الأرض
في العطلة القادمة وهي العطلة الصيفية
أي بعد انتهائه من الفصل الثاني
أقف هنا وقد كتبت ما كتبت على عجالة
لأني الآن سأسافر لأداء العمرة
فكم نحن في شوق إليها
وانتظروا الفصل المؤثر والأخير
لهذه القصة الجميلة لحياة عبدالرحمن
ولن يكون بعده فصل او تكملة
لانه لاتكملة للجملة بعد وضع النقطة.
وسنقف وقفات جميلة لنستفيد
من همة عبدالرحمن وحياته الجميلة
والتي ابدلها الله من الظلمات الى النور
وتذكروا
ان عمر عبدالرحمن الحقيقي عند هذه الوقفة
هو خمس سنوات ونصف فقط
منذ تبدل حاله واشراق حياته
:
:
:
:
قبل أن أبدأ النهاية
ونحن في الطريق إلى الديار المقدسة
برفقة ثلاث شباب طيبين
وبينما أنا أقود السيارة
وكان بجانبي احد الشباب
مستقيم خلوق طيب القلب
يحمل راية السنة بمظهره وبقلبه إن شاء الله تعالى
ويحفظ ستة أجزاء من القران الكريم
وحريص على الدعوة إلى الله تعالى
فقلت له بدون قصد وقد كنت أفكر بموضوعي هنا
هل تعرف عبدالرحمن؟؟
فأجابني: نعم اعرفه فأنا استقمت بفضل الله تعالى ثم بفضله!!!
سبحان الله ..
قلت له : كيف؟
قال : كنت أصلي أحيانا في نفس المسجد الذي يصلي فيه
فأتاني في يوم من الأيام
وقال لي كلمة أثرت بي كثيرا
قال:والله يا أخي أنا من فترة مشتاق اجيك وأنصحك
لكن كنت مستحي جدا
وجيتك اليوم لأني تذكرت أن أهل الباطل إذا يبي منك شيء ويبي إفسادك
مايستحي … وتكون عنده جرأة وهو على باطل
فقلت في نفسي أنا أولى بهذه الجرأة من أهل الباطل..
ثم نصحني بأجمل عبارة وكان هذا اللقاء
هو فاتحة خير لي بل ذهب بي إلى احد المشايخ
وأوصاه أن يسمح أن أحفظ عنده القرآن…
واستقمت بعدها مباشرة بفضل الله تعالى ثم بفضله
سبحان الله هذه وقفة مشرقة
لم اعلمها إلا قبل أربعة أيام
================
بأي كلمة أبدا حديثي الأخير
وبأي أسلوب انتهجه للخاتمة
تصور نفسك تريد أن تكتب فتسبقك دموعك
لتمنعك من الكتابة في مكان لاتستطيع فيه البكاء
كيف سأختم موضوعي عنك ياعبدالرحمن
وهل سأختار أجمل العبارات وأروع الكلمات
وأرقى الجمل لختام قصتك
هل سأتكلف الخاتمة لتبكي العيون
لا؟؟ وألف لا؟؟
أنا أريد من سرد قصتك نفع الناس
وان يتعظوا لعل الله أن يمن على احدهم بالهداية
فأكون أنا وأنت ممن عمهم الله بثواب نفع الأمة
عبدالرحمن ….
أنت ارفع من أن اكتب بكلمات من هنا هناك
لأني اعلم أن كل موضوع لايخرج من القلب
حتى وان بكت العيون بعد قراءته فلن يكون له تأثير في القلوب
فما يخرج من القلب سيخترق القلوب رغما عنها
وما خرج من اللسان لايتجاوز الآذان
سأطوي الآن صفحة مشرقة في حياتي
وسيرة طيبة أتشرف بصحبتها
ومعرفتها وحبها
كان لها تأثير كبير على قلبي
لذا سألتزم الصمت تماما
وأدع العنان لقلبي
فهو الذي سيختم بنا
هذه الرحلة القصيرة
في حياة عبدالرحمن
تفضل أيها القلب
واسرد لنا الخاتمة
وارفق بنا أصلحك الله
===============
أعلن الفصل الثاني نهايته
ليعلن نهاية العام الأول في كلية الشريعة لعبدالرحمن
ظهرت النتائج المشرفة لصاحب الهمة العالية
فإذا بها تتقلب في الامتياز والثناء من الدكاترة
لعبدالرحمن على همته والتزامه وعلو أخلاقه
وقف بجانب الباب الخارجي وإذا بأحد الطلبة يمر بجانبه
أهلا بعبدالرحمن كيف الحال؟
– هلا محمد بشر شلون الدرجات؟
– طيبة الحمدلله نويت على الصيفي ؟
– مدري صراحة متردد.(يفكر بمسجد الوالدة رحمها الله)
– أنا سجلت صيفي حتى نخلص ونرتاح.
– اسمع لاتسجل بمادة تجويد 2 ودي نكون مع بعض.
– ابشر نتقابل الفصل الأول بإذن الله.
– بإذن الله .
وينتهي الحوار ،فعبدالرحمن قرر أن يلغي الفصل الصيفي
حتى يتفرغ للسفر لمباشرة مسجد أمه رحماها الله
وقد يجد رحلة لطلب العلم كما هي عادته.
سعد كثيرا للنتائج الطيبة
وكان يحرص على شطب الدرجة
حتى لاتتغير نيته في طلب العلم
وخوفا من العين وما أسهل الإصابة بها في هذا الزمان
بدأت العطلة الصيفية وقرر الجميع مرافقة عبدالرحمن
للسياحة فتجهز للرحلة الجميلة
وتأهب الجميع للسفر
كان عبدالرحمن يتشوق للذهاب
فهو سيحقق حلمه ببر أمه الحنون
راجيا ومن الله أن يرزقه بر أبنائه
عبدالرحمن وشوق
موفق ياعبدالرحمن
فأنت تستحق أكثر من برهم
قبل الرحلة بيومين
صلى صلاة المغرب بجانب احد الشباب
فسلم عليه فسأله الشاب عني
لمعرفته بعلاقتنا فقال عبدالرحمن
وميض جفاني وتركني وما راح اتركه..
كلمات قطعت قلبي تقطيعا
أعيش طعنتها يوما بعد يوم…
انطلق الجميع بسعادة غامرة
ووصلوا بسلامة الله إلى هناك
وقابل عبدالرحمن أصحاب الأرض
وأعطاهم المبلغ المخصص لبناء المسجد
وأوصاهم بطريقة بنائه
ثم حثهم على أن يتسلم المسجد
إمام من أهل السنة لينشر السنة ويحارب البدعة
وسوف يشرف على ذلك بنفسه…
مضت خمسة عشر يوما ..مدة بقائه هناك
كنت حينها في الطائف عروس المصايف
عزم عبدالرحمن على العودة
فهو ليس من هواة السفر للسياحة
بل همه طلب العلم والدعوة إلى الله سبحانه
قبل الذهاب بساعات جلس مع احد الشباب
فقال له الشاب أن هناك من المسلمين
يحتاجون للتبرع وهم بحاجة ماسة للمساعدة
فذهب لزوجته واخبرها بالأمر
فتبرع عبدالرحمن وزوجته ومن كان معه
بكل ما معهم من أموال
ولم يبقوا إلا مايكفيهم للطريق
سبحان الله فتوح من الله تنهل عليه
وخاتمة طيبة أرادها الله له
ركب السيارة وركبت بجانبه زوجته الرحيمة ومعها طفلاها
وركب بعض أهله من عزم العودة لظروف أجبرتهم على العودة
لم يكن يعلم انه على موعد مع زائر
لكن اشهد أن عبدالرحمن كان يؤمل أن يصبح إمام للمسلمين
وان ينفع الأمة بما يستطيع
ركب السيارة وركبت معه آماله وأحلامه
ركب السيارة وركبت معه أهدافه وطموحاته
ركب السيارة وركبت معه أمنياته
ركب السيارة وركبت معه أعماله ودعوته
ركب السيارة وركبت معه سيرته العطرة
وبعد 200 كيلا فوجئ بسيارة شحن كبيرة
قد اعترضت الطريق
ولم يكن يستطيع تفاديها
فاصطدم بها بقوة هائلة
وأصبحوا تحتها بمنظر يقطع القلب
فماتوا جميعا وصعدت أرواحهم إلى باريها
عبدالرحمن وزوجته وابنه ومن كان معه من أهله
إلا ابنته شوق بقيت أبقاها الله..
بقيت شوق لتكمل يتم أمها
فأمها كانت يتيمة وقدر الله أن تعيش ابنتها يتيمة مثلها
كان موتهم كالصاعقة التي نزلت على رؤوس الجميع
فكيف لا ؟ وهو محبوب الكثير من الناس
صاحب البسمة المشرقة
لااله إلا الله
مات عبدالرحمن صاحب القلب المضيء بطاعة الله
وتأملوا كيف ساقه الله الهداية لست سنوات
ليلقى الله وهو في أجمل حلة
في سفر طاعة وختم أعماله بالصدقة
سبحان الله
هنيئا لك ياعبدالرحمن
هنيئا لك هذه الخاتمة الحسنة
هنيئا لك أعمالك الصالحة
كلما مررت على لوحاتك التي عملتها
في المنطقة ولم تتغير أبدا
وألوانها الزاهية باقية على حالها
تذكرت كلمتك لي: سيبقيها الله؟؟؟
صعق أهل عبدالرحمن من هول الخبر
فهم لم تجف أعينهم بعد لفراق أمهم الحنون
حتى يأتيهم هذا الخبر
لااله إلا الله
أتاني الخبر فذهلت ولكن كيف أتاني
عدت من الطائف ومررت منطقة الجوازات
فرأيت أخي فأشار لي بالوقوف
ونزلت وسلمت عليه
فرأيته مترددا
وقال: وميض عظم الله أجرك.؟؟؟
– قلت عسى ماشر؟؟
قال : عبدالرحمن عطاك عمره ويطلب ومنك الحل.
اقسم بالله إني من هول الصدمة جفت عيني تماما
ولم أتكلم بكلمة
وأحسست بهبوط في قلبي
وقشعريرة سرت في جسدي هزت كل ركن من أركانه
وصمت حتى وصلت للمنزل ودخلت البيت
لأجلس في الغرفة لوحدي فمر شريط عبدالرحمن
كله أمام عيني وتذكرت جفوتي له
فتقطع قلبي ألما عليه وشوقا له
ثم أوكلت أمري إلى الله
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن
وإنا لفراقك ياعبدالرحمن لمحزونون
مات أخي الحبيب
وبقيت هنا في هذه الدار النكدة دار البؤس والشقاء
أن أفرحتك يوما أحزنتك أياما
وان أضحكتك يوما أبكتك أياما
دار بلاء وامتحان
دار الكبد والمشقة
والحمدلله رب العالمين
رأينا رؤيا طيبة نحسبها بشارة خير
ومما رئي به
يقول احد إخوته: رأيت عبدالرحمن وهو لابس بشت جميل
يدخل علينا ونحن نبكي في البيت
فرآنا ثم يقول بصوته الحنون: ليه تبكون
تر حنا كلنا بخير وفرحانين ومستأنسين.
الله اكبر
وقد رأيت عبدالرحمن في المنام ولحيته كبيرة وهو مبتسم
وفرح ومسرور ووجه مشرق ومضيء
نحسبها رؤيا خير باذن اله
مات بأجمل حلة وأبهى صورة
وهو متلبس بطاعة
نحسبه والله حسبه
اسأل الله أن يجمعني به في جنات النعيم
ووالله أني كلما سمعت صوت صياح الديك فجرا
وأنا ذاهب للمسجد
لااتذكر إلا عبدالرحمن فأدعو له
أن يتغمده الله بواسع مغفرته
والله المستعان
وعليه التكلان
=================
اللهم ارحم عبدالرحمن برحمتك
اللهم عافه واعف عنه
وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والربد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وارحم أطفاله وزوجته وأهله
يا رب العالمين
ومن علينا بالخاتمة الحسنة
اللهم أنا نسألك حسن الخاتمة
وإلى الله جل وعلا نضرع ..
وهو خير من يرجى ومن يؤمل ..
نسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يسبغ شآبيب الرحمات على عبدالرحمن
اللهم أعظم أجره وثوابه
وأجزل له العطايا في مآبه ..
اللهم ارفع له الدرجات وكفر عنه السيئات
وأعظم له الحسنى في الجنات برحمتك يا أرحم الراحمين ..
وعند ختام هذه القصة نسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يتقبل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم ..
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن تجعل هذا العمل
خالصاً لوجهك الكريم ..
اللهم اجعله خالصاً لوجهك الكريم ليس فيه لأحد سواك حظ ولا نصيب ..
اللهم اجعله خالصاً لوجهك الكريم ليس فيه لأحد سواك حظ ولا نصيب ..
اللهم أحسن عواقبنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وفرج كروبنا
وارحمنا في الدنيا و الآخرة ..
واجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم عظمت ذنوبنا وكثرت عيوبنا .. إليك نشتكي ما كان منا ..
.اللهم كما جمعتنا في هذا المكان نسألك أن تجمعنا في رياض الجنان..
وأن تشملنا بالعفو والرضوان..
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة اللهم إنا نسألك خاتمة السعداء
اللهم لا تخيب رجائنا اللهم لا تخيب رجائنا فيك ..
نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا …
نستغفر الله ونتوب إليه ..
نستغفر الله ونتوب إليه ..
نستغفر الله ونتوب إليه ..
نستغفر الله ونتوب إليه ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
محبكم
وميض الامل
:
:
:
جزاك الله خيرالجزاء على هذه القصه الرائعه
قصه جميله ومؤثره
الله يرحمه ويتغمد روحه الجنه
اشوفكم بنفس اسم العايلة !
الله يرحمه الله يرحمه الله يرحمه
الله يرحمه الله يرحمه الله يرحمه
الله يرحمه الله يرحمه الله يرحمه
الله يرحمه الله يرحمه الله يرحمه
آآآميييين ..
مؤثرة جدااااااا
الله يجزاكِ كل خيير
بارك الله فيكى.. وبما خطته اناملك