[الدرس الثاني]
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
ج194: أقول : اعلم – رحمك الله تعالى – أن نصوص الصفات لنا فيها نظران : نظر من ناحية معانيها ، ونظر من ناحية كيفياتها .
فأما باعتبار معانيها : فإننا نعلم معانيها ولا نجهلها، لأن هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين ولأن الله تعالى أمرنا بتدبر كتابه وغالبه آيات الصفات ، فكيف يأمرنا بتدبر ما لا يفقه معناه ؟ فلما أمرنا بتدبر ذلك علمنا جزمًا أنه مما يمكن تدبره وتفهمه وتعقله ، وهذا يقضي علينا أن نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي ،وبه يتضح أن السلف يعلمون معاني الصفات ، فيقولون مثلاً : الوجه معناه ما تحصل به المواجهة ، والسمع إدراك المسموعات ، والبصر رؤية الأشياء…وغير ذلك من الصفات..، فهذا من ناحية المعنى اللغوي لا إشكال فيه ، بل معناه في غاية الوضوح والبيان .
والجهل بمعانيها هو مذهب المفوضة أهل التجهيل الذين قال عنهم أبو العباس : « إن قولهم من شر أقوال أهل البدع » ا.هـ
وأما باعتبار كيفياتها : فهي التي لا نعلمها ولا سبيل لنا إلى علمها ، وذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث ، وإذا أردت أن تحفظ القاعدة في ذلك فهذا نصها : « أهل السنة والجماعة يعلمون معاني الصفات ويجهلون كيفياتها » ، والله أعلم .
فتقول مثلاً : أنا أعلم معنى الوجه وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى الاستواء ولكن أجهل كيفيته ، وأعلم معنى اليد وأجهل كيفيتها ، وأعلم معنى النزول وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى القدم والرجل والساق وأجهل كيفيتها ، وهكذا والله أعلم .
__________________________________________________ _________
س196: ما منهج أهل السنة والجماعة في الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ؟ مع توضيح ذلك بالأمثلة ؟
ج196: مذهبهم في ذلك هو إثبات هذه الصفات لله تعالى في حال كونها كمالاً ، ونفيها عنه جل وعلا في حال كونها نقصًا ، وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها ، هذا هو الجواب من ناحية التنظير ، وأما الأمثلة فدونك بعضها ، فأقول :
المثال الأول : صفة المكر ، فإنها ليست من الكمال المطلق ولا من النقص المطلق ، بل من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، فهي نقص باعتبار الابتداء ، أي المكر ابتداءً بمن لا يستحق أن يمكر به فهذا نقص ؛ لأنه ظلم فينزه الله تعالى عن المكر بهذا الاعتبار لأنه تعالى لا يظلم أحدًا وما ربك بظلام للعبيد ، وأما المكر من باب الجزاء والمقابلة ، أي المكر بمن يمكر فهذا كمال ؛ لأنه دليل على كمال القدرة والعلم والحكمة ، فيوصف الله به حينئذ، أي أن الله تعالى يوصف بالمكر الذي من باب الجزاء والمقابلة لا بالمكر ابتداءً ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في الجزاء والمقابلة كقوله تعالى : ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾[آل عمران:54] ، وقال تعالى : ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾[الأنفال:30] ، والله أعلم . وعلى هذا تبنى أيضاً الأمثلة الآتية:
المثال الثاني : الكيد، فنقول : الكيد ابتداءً نقص لا يوصف الله به ، والكيد جزاءً ومقابلة كمال فيوصف الله به ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في باب المقابلة كما قال تعالى : ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾[الطارق:15-16]
المثال الثالث : الاستهزاء فتقول : لا يوصف الله بالاستهزاء ابتداءً ويوصف به من باب الجزاء والمقابلة ، ولذلك فإنك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا من باب الجزاء والمقابلة كما في قوله جل ذكره : ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿ 14 ﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾[البقرة:14-15] .
المثال الرابع : السخرية ، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[التوبة:79] .
المثال الخامس : المخادعة ، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾[النساء:142] .
فهذه بعض الأمثلة، ولكن ننبهك على أمر مهم ، وهو أن هذه الصفات التي تثبت لله في حالٍ دون حال يقال فيها حال إثباتها لله جل وعلا ما يقال في سائر الصفات من إثباتها على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، الله أعلم .
– كذلك النسيان، من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار،وبيان ذلك أن يقال : إن النسيان له في لغة العرب معنيان :
الثاني : النسيان بمعنى الترك عن علمٍ وقصدٍ جزاءً ومقابلة للمتروك ، فهذا الترك يقال له في لغة العرب نسيان ، وهو كمال فيوصف الله به، ولذلك لا تجده في القرآن مضافًا إلى الله إلا في الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى : ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾[التوبة:67] ، وقوله تعالى : ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾[السجدة :14] ، وقوله تعالى : ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾[طه:126] ، فالنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد جزاءً ومقابلة ، ومنه أيضًا قوله في الحديث : ﴿ فإني أنساك اليوم كما نسيتني ﴾ ، وأما النسيان المنفي عن الله تعالى فإنه الذي بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء ، فهذا هو تفصيل منهج أهل السنة في هذه المسألة، والله أعلم .
– كذلك أيضاً صفه العجب:من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار،، وهي تعتبر مثالاً يضاف مع الأمثلة السابقة ، ولكن أفردتها بالذكر ؛ لأن القول فيها يختلف قليلاً ، فأقول :
اعلم – رحمك الله تعالى – أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .
الأسئلة التطبيقية:
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟
ولي عودة لحل الاسئله بعد قراءة الدرس مرة يعد ومرة
ان شاء الله لي رجعه بالاجابات
وكمان حبيبتي عندي اختبار في سورة الأنعام
بس إن شاء الله
أكتب الدرس وجزاكي الله خير
على الدرس القيم والاكثر من رائع
الأسئلة التطبيقية:
س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟
لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..
أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟
وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها
الله يوفقك غاليتي. ويعينك .. بانتظار حلك للأسئلة..
الله يحفظك " أم رغودة".. وبانتظار اجاباتك حبيبتي…
الله يعينك "عتاب قلم" ويوفقك.. -وإن شاء الله تكوني فهمتي الدرس .. وباتظار اجاباتك..
أهلا أختي… الله يوفقك..
جزاك الله خيرا حبيبتي..
تعقيب:
الأسئلة التطبيقية:
س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟
لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث
تعقيب:
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..
أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .
أيضاً أشكرك على اجتهادك.. بمسارعتك.. لحل الأسئلك..
غاليتي رغودة.. ممكن تعيدي نظر لاجابتك لسؤال الأخير؟؟؟
تعقيب:
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟
وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها
1: ذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..
2: من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار
وأن العجب له سببان
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟
ج3: فإننا نعلم معانيها ولا نجهلها، لأن هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين ولأن الله تعالى أمرنا بتدبر كتابه وغالبه آيات الصفات ، فكيف يأمرنا بتدبر ما لا يفقه معناه ؟ فلما أمرنا بتدبر ذلك علمنا جزمًا أنه مما يمكن تدبره وتفهمه وتعقله ، وهذا يقضي علينا أن نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي ،وبه يتضح أن السلف يعلمون معاني الصفات ، فيقولون مثلاً : الوجه معناه ما تحصل به المواجهة ، والسمع إدراك المسموعات ، والبصر رؤية الأشياء…وغير ذلك من الصفات..، فهذا من ناحية المعنى اللغوي لا إشكال فيه ، بل معناه في غاية الوضوح والبيان .