حول أسباب فشل برامج التخفيف الغذائية يقول الدكتور محمد صادق الكرماني المتخصص في علم التغذية، إن هناك عشرة عوامل تؤثر في هذا الجانب وتؤثر على الأشخاص في عدم إتمام برامجهم وتتخلص في السفر، حيث يتناسى البدينون برامجهم الغذائية في الرحلات نتيجة للأجواء والمحيط الذي يعيشون فيه، حيث يوازي السفر في مفهومهم الأكل المستمر.
كما وتؤثر أقوال الآخرين في هذا الجانب، فالشخص الذي يصمم برنامجاً غذائياً للتنحيف يواجه موجه من الانتقادات من المحيطين به من الأهل والأقرباء والأصدقاء ينهالون عليه ببعض الجمل مثل "لماذا نحفت إلى هذه الدرجة" "لماذا أوديت بنفسك إلى الهاوية" "لماذا أصبحت تبدو وكأنك أكبر من عمرك"، وغيرها من الملاحظات التي تؤدي بالنتيجة إلى ترك البرنامج الغذائي.
كما وتحدث عن عامل مؤثر أخر يتمثل في الضيافة حيث يتناول الضيوف كميات من الطعام أكثر مما يأكلون في بيوتهم وينسون أو يتناسون برامجهم الغذائية، ولا يغفل الإشارة إلى تأثير الإجازات والعطل في هذا الجانب حيث يترك الإنسان عادة "الحبل على الغارب" في العطل ويفرط في تناول الطعام، إضافة إلى تأثير أخطاء التغذية سواء عن طريق الإسراف في تناول الفواكه أو الخضراوات أو التركيز على عنصر غذائي أحادي.
وينبه الدكتور الكرماني في هذا الصدد حسب مجلة الصحة والطب، إلى سلبيات التعويض غير الصحيح حيث يعتقد بعض البدينين بعد مرور بضعة أسابيع من بداية العمل بالبرنامج الغذائية أنهم أصبحوا أساتذة في علم التغذية فيبادرون إلى إيجاد تغيرات على برامج تغذيتهم مما يؤدي إلى زيادة وزنهم، وفشل البرنامج الغذائي، كما يؤثر الملل والتعب الذي يصيب البدينين نتيجة قلة الغذاء أو نتيجة منعهم من بعض الأكلات المحببة إليهم في ترك البرامج الغذائية.
وينفي الدكتور الكرماني دور "التدليك في تخفيف الوزن"، ويقول إن استعمال هذه الطرق تؤدي إلى تناسب وتناسق بين أعضاء الجسم فقط ولتقوية شعور الشبع لدى البدينين ينصح بتناول الطعام ببطء وتصغير حجم اللقمة وأكل الأرز بملعقة وترك مائدة الطعام بعد الانتهاء من أكل الوجبة فوراً.
وبالتالي كثيرا ما تشكو بعض النساء من عدم فعالية الحميات الغذائية التي يتبعنها في إنقاص أوزانهن أو عدم استجابتهن لها بعكس أخريات يفقدن الكثير من الكيلوجرامات الزائدة باتباعهن نفس الحمية!!
هذا من جانب الفشل في إتمام الحميات الغذائية أما من جانب آخر قالت الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي أستاذة الأمراض النفسية في كلية الطب بجامعة عين شمس في مصر، إن استجابة الجسم للحمية مهما كان نوعها لا تتوقف فقط على الامتناع عن الطعام أو أداء الرياضة، وإنما تعتمد على عوامل أخرى كقوة الإرادة والمثابرة اللتين تعتبران المستوى الأساسي الأول لنجاح برنامج الحمية، ثم يأتي بعد ذلك رغبة السيدة في إنقاص وزنها وعدم رضاها عنه إلى جانب الحالة المزاجية والنفسية للمرأة عند بداية الريجيم، فالنفسية المستقرة تساعدها على الاستجابة للحمية بشكل مقبول.
وأوضحت الدكتورة هبة أن بعض المرضى المصابين بالأمراض النفسية، مثل الاكتئاب لا يرغبون في إنقاص أوزانهم فضلا عن أن بعض مضادات الاكتئاب قد يؤدي إلى السمنة وفي أمراض أخرى كمرض الهوس الذي يكثر فيه المريض من تناول الطعام وخصوصا السكريات والقلق الذي يلجأ المصاب به إلى تناول وجبات سريعة وعديدة يوميا كمحاولة لتقليل التوتر العصبي الذي يشعر به فيزيد وزنه وتكون الحمية غير مجدية كما قد تعاني البنات من زيادة مفرطة وملحوظة في الوزن خصوصا في سن البلوغ.
وترى الدكتورة عيسوي ضرورة استشارة الطبيب النفسي إذا لم يستجب المريض أو زادت معاناته من أعراض نفسية حادة وزيادة مفرطة في الوزن وذلك لمناظرة حالته وضمان فاعلية الحمية ومدى استجابته لها.
أما بالنسبة لأسباب البدانة فهي عدة وأهمها تناول الطعام بشكل زائد إما استجابة لشدة STRESS معينة أو تعويضا لعدم الرضى حول بعض الأمور الحياتية اليومية, ومعظم هؤلاء البدينين يخطئون في تقدير الكميات التي يتناولونها ويعتبرونها عادية ولكنها بالحقيقة أكثر بكثير مما يحتاجون إليه. يمكن أن تنجم البدانة أيضا عن نقصان ملحوظ في استهلاك وصرف الطاقة الطعامية (كمية الحريرات المتناولة عن طريق الطعام) وذلك عن حدوث تغير في نمط الحياة (مثل تغيير طبيعة العمل إلى عمل مكتبي يقضي فيه الشخص وقته جالسا معظم الوقت) ولا ننسى أن هناك أسبابا مرضية نادرة للبدانة مثل نقص نشاط الغدة الدرقية أو أذيات منطقة تحت المهاد في الدماغ وهنا تكون البدانة مصحوبة بأعراض أخرى تدل على هذه الإصابات.
والجدير ذكره انه وقبل إعطاء أي نصيحة طبية للبدينين يجب تقدير مقدار البدانة لديهم وذلك بالاعتماد على القاعدة التالية: معدل (نسبة) كتلة الجسم = الوزن بالكيلو غرام ÷ مربع الطول (بالمتر). فإذا كانت النسبة بين (20-25) فهي تمثل الأشخاص ذوي الأوزان العادية أما النسبة بين (26-29) فهم الأشخاص الذين لديهم زيادة خفيفة في الوزن, والنسبة بين (30-39) تمثل الأشخاص البدينين. أما النسبة فوق (40) فتمثل الأشخاص المصابين بما يسمى البدانة الخطرة المفرطة.
و بالنسبة للإجراءات المتبعة لإنقاص الوزن، يجب دوما أن نضع في عين الاعتبار الأسباب الرئيسية للبدانة ونحاول تعديلها حتى يتم تخفيض الوزن. ويأتي في مقدمة الأسباب الطعام, وهو العامل الأهم في البدانة, وعادة ما ننصح بإنقاص كمية الطاقة المتناولة عبر الطعام بمقدار (500) كيلو كالوري/ يوم عن ما هو معتاد يوميا وهذا يؤدي إلى نقص في الوزن بمقدار نصف كيلو جرام (أو أكثر) في الأسبوع أما الإنقاص الشديد في كمية الطاقة الطعامية المتناولة إلى حوالي 600 كيلو كلوري باليوم فقط فإنه لا ينصح به رغم أنه بلا شك يحدث نقصا مهما في الوزن ولكن أولا فإن القسم الأعظم من نقص الوزن الذي يحدث هو نتيجة فقدان الماء وثانيا فإن ذلك يؤدي إلى حدوث نقصان في نتروجين الجسم الناجم عن التحطم (استقلاب) العضلات الهيكلية كما أن نقصان الوزن الناجم عن الإنقاص الشديد في الطاقة الطعامية يتم تعويضه بسرعة عند العودة إلى الكمية المعتادة من الطعام, وعادة ينصح باستشارة أخصائي التغذية لتمييز وتجنب بعض أنواع الأطعمة الغنية بالطاقة مثل الدهون والحلويات.. الخ