بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب لا يستشفع بالله على خلقه الصفحة 498
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: (جاء أعرابي إلى النبي * صلى الله عليه وسلم * فقال : يارسول اللهﻧﻬكت الأنفس ،وجاع العيال ،وهلكت الأموال ،فاستسق لنا ربك ،فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله ،فقال النبي * صلى الله عليه وسلم * سبحان الله ،سبحان الله !! " فما زال يسبح ، حتى " عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال : " ويحك أتدري ما الله ؟ إن شأن الله أعظم من ذلك ، إنه لا يستشفع بالله على أحد ) رواه أبوداود وأخرجه
تلخيص الدرس الثاني من أسبوع الثلاثون
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# يجب أن لا نجعل الله تعالى شفيعا على الخلق لأن الله تعالى شأنه أعظم وأجل من أن يستشفع به ونجعله واسطة من أجل الأنتفاع من الخلق
# والمعروف بأن الشفاعة يكون أن تأتي أحد وتطلب منه أن يشفع لك عند الأخر الذي يملك بما تريد أن تنفع منه وهذا يكون واسطة لأن هو لايستطيع أن ينفع بنفسه
# والله جلا وعلا لا يجوز أن يجعل واسطة لأحد لأن هذا ظن السوء بالله تعالى ولايأخذ على أحد أو الى أحد من الخلق لأن الله تعالى هو يملك الأمور جميعا وهذا العمل منافي لكمال التوحيد ومنافي لتعظيم الله تعالى تعظيما واجبا وهذا سبب ذكر الشيخ رحمه الله تعالى حديث جبير بن مطعم والشاهد قول الأعرابي منه لنبي * صلى الله عليه وسلم * ( فاستسق لنا ربك ، فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله )
# شأن الله تعالى أعظم من أن يكون واسطة عند أحد لأحد أخر لأن الله تعالى هو الملك الحي القيوم ، الملكالحق المبين ، نواصي العباد بيديه ،يصرفها كيف يشاء ،فشأن الله أعظم من أن يستشفع به على أحد من خلقه وهو الذي يملك الأشياء جميعا وبيده ملك وملكوت السماوات والأرض ومقاليده وخزائنه قال تعالى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } سورة ( الحجر-21 ) فكل العباد محتاجون الى الله تعالى وشأن الله تعالى أعظم من ذلك لأن المخلوق وضيع وحقير بالنسبة الى الرب
# قال النبي * صلى الله عليه وسلم * في الأجابة للأعرابي : ( سبحان الله سبحان الله ) يعني:تنزيها ،وتعظيمالله ، وإبعادا لله عن كل وصف سوء أو شائبة نقص ، وعن كل ظن سوء به – جل وعلا – لآنه * صلى الله عليه وسلم * كان أعلم وأعرف بربه من غيره
# ثم قال ( ويحك أتدري ما الله ؟ " إن شأن الله أعظم من ذلك ؛إنه لا يستشفع بالله على أحد ) فالله جل وعلا له أسماء وصفات خاص به فلا يجب أن يخطر ظن السوء والأنقاض به جل في علا
# وهذا الباب والباب الذي قبله فيه ما ينبغي أن يتحرز منه الموحد من الألفاظ وتنقص التي فيها سوء ظن بالله – جل وعلا – لمقام الربوبية لله – جل جلاله
ـــــ
ربي زدني علما