تجربَة متميّزة .. بُوركتِ يا عطاء ~ الإشراف
|| [ لـ < تجربتي مع التدريس > ـكِ ] ||
كيف الأحول إن شاء الله أنكم بألف خير
أحببت أن أشارككن إحدى تجاربي وأتمنى الإفادة لأحلى طالبات مدرسة بيتي الثاني ..
كانت شهور قليلة وتُتوّج كل مجهوداتي الدراسية بالشهادة التي كنت أنتظرها أياماً وليالي ..
في صباح احدى الأيام وبعد إنتهاء أول حصة لي إذا بالسكرتيرة تقول لي أن المدير يطلبني لم أستغرب كثيراً لأنه كان مديرنا ومدرسنا في آن واحد ..
توجهت بعدها إلى مكتبه طلب مني الجلوس جلست و هو يتكلم يذكرني كيف كان دخولي وقبولي للدراسة أنّ جميع طلاب المدرسة يدفعون المصاريف للدراسة وأنني من بين الطلاب الذين اجتازوا الإختبار ونجحت وتم إعفائي من المصاريف لم أكن الوحيدة كان طالب آخر لكن للأسف لم يتمم دراسته والسبب صرامة التدريس حتى للطلبة الذين يدفعون.
لم أحس يوماً أن هناك فرق بيني وبين أي طالب أو طالبة والحمد لله كنت من المتفوقين و بعد هذه النبذة من التذكير تفاجئت به يأمرني بأنه لإكمال دراستي يجب أن أقوم بتدريس مجموعة من الطلبة الذين كانوا يقصدون المدرسة عطلة نهاية الأسبوع لتقوية معلوماتهم في المعلوميات فقط ..
ولأن المدرسة تمر بظروف مالية ولا تستطيع توفير مدرّس أو زيادة حصص التدريس لمدرسيها هذا ما جعله يفكر بي وأنه يجب علي القبول من أجل دراستي وأمامي يومان وأرد عليه وإن قبلت فلقد كلف أحد أساتذتي بالإشراف علي لأنه ليس لدي خبرة وأن كل الدروس التي سأدرسها هو ما تلقيته العامين الماضيين في دراستي ..
تخيلوا كيف نزل الخبر علي والله أحسست بأني لم أعد موجودة ..! لم أجد كلمة أقولها سوى جزاك الله خيراً وخرجت وأنا تائهة وذهبت مباشرة للبيت تاركة باقي الحصص وأنا في طريقي لم أعدّ كم سيارة كادت تصدمني والله لأنه كل ماكان يشغل تفكيري هو :
أنها آخر سنة لي بل كيف ومتى ولم يبقى على الإمتحانات إلا القليل ومشروع آخر السنة من يحضّره ؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة راودتني حتى وجدت نفسي في البيت مرّ علي يومان الدموع لم تفارق عيوني وبعده سبحانه وتعالى كانت أمي بجانبي تشجعني بأني أستطيع ذلك ولو أني كنت أجده أمراً صعباً ليس عمل علي إنجازه
وإن أخطأت يمكنني تصحيحه إنه التدريس رسالة يجب أن تبلغ صحيحة إن أخطأت فلقد أخطأت في حق طلبة أبرياء أنا أيضاً طالبة وأحس بذلك لا لا لا لن أستطيع !!!!!!
وكل هذا وأنا ألجأ إلى الله استخرته ودعوته وبفضله عز وجل عزمت وتوكلت وجدتني في صباح اليوم الثالث ذاهبة إلى مدرستي توجهت مباشرة إلى أستاذي الذي أشرف علي كان من الأساتذة الصارمين لا يقبل أي عذر من أي طالب لا ينجز فروضه سألتهُ ما المطلوب مني ؟
أجابني أنه كان متأكداً أنني لن أتخلى عن دراستي وأنه يثق بقدراتي شجعتني كلماته لكن لن أكذب الخوف لا يزال يراودني المهم طلب مني كتابة تقريروأعطاني معلومات عن الطلبة استغرب كانت أعمارهم من عمري يالله ؟؟؟؟
المهم مرّ أسبوع كامل وهو يطالبني بإعادة التقرير وكل يوم يستخرج لي خطأ ولو بسيط ( ألم أقل لكم صارم ) وكان دائماً يطالبني بإعطاء المزيد وفي هذه الفترة لن أنسى صديقاتي اللاتِي كن دائماً بجانبي ولو بالكلمة الطيبة ..
وُفّقتُ أخيراً في التقرير وطلب مني أن أستعد لتدريس أول حصة..
يــــــــــــاه ..!
لن أنسى تلك الليلة كيف مر الوقت فيها ولم يغمض لي جفن وأنا أفكر كيف سأستقبل الطلبة كيف سأعاملهم كيف سأشرح الدرس كيف وكيف …..؟؟؟؟
حتى أذن الفجر صليت ودعيت وبعدها نمت و جاء صباح الغد ..
كانت الحصة في المساء من شدة خوفي ذهبت قبل الوقت المحدد بكثير جاء الطلبة في وقتهم .. دخلوا حجرة التدريس بعد السلام والتحية وجدت الأستاذ المشرف يدخل هو أيضاً دعاني إلى الخارج كلمني طلب مني أن أثق في نفسي وأنه هنا فقط لطلب من المدير ليشرف على أول حصة ..
كان عمر الحصة خمس ساعات في بداية الحصة شعرت بتوتر ولأخفي ذلك تعرفت على الطلبة وعرفتهم بي وهنا أحسست بالارتياح وأكملت الحصة بالشرح حتى أن الأستاذ غادر باكراً ..
قبل انتهاء الحصة سألتهم إن لم يفهموا شيئا أعيد شرحه و الحمد لله أخبروني أنهم فهموا بعد مغادرتهم أدمعت عيناي .. وشكرت الله عز وجلعلى كل شيء ..
عدت إلى البيت نمت مباشرة أحسست أنه مر علي عام لم أنم .
في الغد كانت لدي أولى الحصص حصة الأستاذ المشرف وكانت من أهم المواد والتي أحبها و كنت متفوقة فيها وهنا بدأت مأساة دراستي لم أنجز الفروض في الأول تعاطف معي الأستاذ لكن مرت أسابيع وأنا همي الأول والأخير استعداداتي لحصة التدريس..
كنت كلما تذكرت واجبات المدرسة لا أجد سوى البكاء حتى وإن حضّرت بعض المواد باقي المواد قصّرت في حقها الكل لاحظ تراجعي صديقاتي أساتذتي أمي كلما رأتني تجدني أبكي..
الحمد لله على كل حال كنت كلما اقتربت حصة الأستاذ المشرف ههههه أختبأ تحت الطاولة لأنه كان كل آخر حصة يجعل الطلبة الذين حضروا دروسهم يخرجون والبقية التي أصبحت منها يسمعون توبيخ طويل عريض ..
الحمد لله في هذه المدرسة وجدت صحبة طيبة كنت أنا وصديقتين لي من الأوائل كنا نتنافس تنافساً شريفاً وجميلاً ..
تقريبا كان كل الصف كذلك في أحد الأيام أخبراني صديقتَيْ أنهما توجها إلى المدير و طلبا منه أنهما سيتقاسمان معي حصص التدريس ولأنه يثق بقدراتهما وافق وهذا كله من أجل أن أستجمع كل دروسي وأستعد للإمتحانات كان أجمل خبر سمعته كل تلك المدة حضنتهما وقبلتهما و دعوت الله أن يكتب لهما السعادة ..
تركت لهما المهمة وشرحت لهما كل شيئ طبعاً كان هذا لفترة وجيزة لكن كان مفيداً لي لأني كنت مبعثرة الأفكار لم أستطع الجمع بين دراستي والتدريس لأني لم أكن مستعدة لخوض التجربة في تلك المدة أو لأنها جائت فجأه كل هذا دائماً كان الله بجانبي ..
في هذه الفترة أدركت كل دروسي وكل واجبتي ولم أنسى دائماً كنت أخصص وقتاً لأحضر جزء من حصة التدريس ..
طبعاً هذا كان يتطلب جهدا كان يومي كاملا أقضيه بالمدرسة هذا كان اعتياديا لنا ..
(هـمـــــســـــ إن شاء الله سوف أحكي لكم ذلك في موضوع جديد عن مدرستي بيتي 2 ـــــة)
أما الليل لم يكن للنوم لأنها كانت فترة صعبة خصوصا وقرب الإمتحانات ومشروع آخر السنة ..
كنت دائما أسئل صديقتَيْ عن الطلاب وكيف مرت الحصص وكانتا يخبرانِي بأن الطلبة يسألون عني كنت دائما أضحك وأجيبهما أنهما يقولان لي ذلك للرفع من معنوياتي فقط ..
حتى جاء يوم رجوعي وإذا بي أتفاجأ بالطلبة فرحون لعودتي و أنهم اشتاقوا لي وأنهم فعلاً سئلوا عني ظناً منهم أني تركت الحصة ..
كان أروع إحساس أحسسته في حياتي كاد قلبي يطير من فرحتي هنا عرفت أني كنت على الأقل مدرسة طيبة .
كنا بعد انتهاء أي درس نعمل له اختبار بعد أول اختبار عملته للطلبة طلبت من الأستاذ المشرف أن يصححه خوفاً مني أن أظلم أحدا فرفض لأنه كان واجبي كنت كلما صححت ورقة أعيد التمعن فيها مرات عدة وفي الأخير وضعت النقط بقلم الرصاص وكانت النقاط جيدة فرجعت للأستاذ و طلبته أن يراجعهم فقط..
وفعلاً لبى طلبي و قال لي النقاط في المستوى هذا يعني أن الأستاذ في المستوى و أجبته لما لا تقول الطلبة في المستوى ضحك لي وقال صحيح ..
ربما كان مدحاً منه ولكن عني فعلاً كان الطلبة في المستوى.
أتممت جميع الحصص المبرمجة لم يبقى إلى حصتين للمراجعة يعني أي سؤال عن أي شيء غير مفهوم لجميع الدروس سوف يكون في الحصتين كانت آخرهما قبل موعد الإمتحان أتفاجأ بالطلبة لم يأتو الحصة الأولى ..!
في اليوم الثاني قصدت الإدارة أخبرتهم أن يستطلعوا الأمر اتصلوا بهم فوجدو إجابتهم أنهم اكتفوا بالحصص المحددة وأنهم لا يحتاجون الحصتين الباقيتين وأن كل شيئ لديهم مفهوم ..
لم أصدق قلت يمكن فيه مشكلة ..!
إتصلت بنفسي على إحدى الطالبات وجدت لديها نفس الإجابة سألتها لماذا؟؟؟
فشرحت لي أنهم اتفقوا على ذلك لعلمهم بأنه لدي امتحانات وأنهم يتمنون لي التوفيق.
وجدته أجمل تعاطف منهم لم نكن مدرّسة وطلاب بل أصدقاء وإخوة في الله فمثلا فترة الراحة التي كانت تعطى في كل حصة و التي كانت وقت صلاة العصر بعد الصلاة كنت أستغل الدقائق المتبقية في الدردشة معهم عن دراستهم وعن كل شيئ جديد تعلمته أضيفه لهم ….
الحمد لله بعد كل هذا أتممت امتحاناتي وبعدها وضعت مشروع آخر السنة أمام لجنة التحكيم ..
نجحت بتميز والحمد لله وإضافة إلى شهادتي المدرسية قرر المدير إعطائي شهادة تقدير كمدرّسة ..
ولو أني خضت غمار التدريس لمدة قصيرة إلا أنها أجمل تجربة مررت بها في حياتي كسبت خلالها ثقتي بنفسي وتعلمت الكثير والكثير و كان أهمه أن التدريس رسالة سامية ومهنة صعبة لا تقتصر على نقل المعلومات فقط.
وفي الأخير التدريس جملة خبرات نكتسبها بالممارسة بدوري كنت أستفيد من تجارب وهفوات المدرسين
ويجب على كل مدرس اعتبار أن كل طالب ابن ..
وكلّ طالبَة هيَ كأخت ..
أخص بالشكر كل من الغالية الدّرَرْ ساعدتني على تنسيق الموضوع وطرحه
والغالية القلب الأبيض على صنع الفواصل جزاهما الله خيرا
قصتك رائعة تحمل من المشاعر الطيبة واللحظات المرة والحلوة معا الكثير الكثير
ذكرتيني بنفسي ايام كنت أدرّس وأدرس معا ً
كانت ايام عصيبة ولكنها جميلة جدا
وتبقى ذكرى حلوة في القلب
وخاصة ذكرياتك مع طلبتك وصديقتيك اللطيفتين
هنيئا لك وألف مبروك
ربي يجعل الخير ممشاك يا رب ويوفقك لكل خير
ذكرتيني بنفسي ايام كنت أدرّس وأدرس معا ً
كانت ايام عصيبة ولكنها جميلة جدا
وتبقى ذكرى حلوة في القلب
وخاصة ذكرياتك مع طلبتك وصديقتيك اللطيفتين
هنيئا لك وألف مبروك
ربي يجعل الخير ممشاك يا رب ويوفقك لكل خير
:
وعليكـم السلآم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله كانت تجربــة حلـوة وعدت على خير
أعجبني ما تمتلكيه من قوة إرادة + أمانة
نــدرَ أن توجد إلا من رحم ربي ..
لك الحق إنك تفتخــري بإنجازك
ونجاح مشروعك بامتيــآز ..
جعل الله تجربتــك في ميزان حسناتك
وربـّي يوفقــك أختي
:
*
ماشاء الله عليكِ يا غالية ..
بالفعل أعجبتُ بهمّتكِ القويّة وإرادتكِ ..
وبلا شكِ أنتِ تميّزتِ بأسلوبكِ وطرحكِ للدرس
لذلكَ أحببنكِ الطالبات وفضّلن حصّتكِ ..~
بارك اللهُ فيكِ ..
ووفّقك الله لما يحبّه ويرضاه ..
تسلمي حبيبتي وفقك الله
هذا ما نتمنى أن نفتخر بعملنا ودراستنا بعيدا عن التذمر
هذا ما نتمنى أن نفتخر بعملنا ودراستنا بعيدا عن التذمر
وبارك فيكي الله حبيبتي
شرفني مرورك الجميل للموضوع
وأعيد الشكر لكي ع كل شيئ و على إضافة الوسام
شرفني مرورك الجميل للموضوع
وأعيد الشكر لكي ع كل شيئ و على إضافة الوسام
تجربة رآآئعه و متميزة
ربي يجعلهآ بميزآن حسنآتك