تخطى إلى المحتوى

( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه . ) 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ

مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن

يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن

ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } المائدة 90 -91

يذم تعالى هذه الأشياء القبيحة، ويخبر أنها من عمل الشيطان، وأنها

رجس. { فَاجْتَنِبُوهُ } أي: اتركوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فإن الفلاح لا يتم

إلا بترك ما حرم الله، خصوصا هذه الفواحش المذكورة، وهي الخمر

وهـي : كل ما خامر العقل أي: غطاه بسكره، والميسر، وهو : جميع

المغالبات التي فيها عوض مـــن الجانبين ، كالمراهنة ونحــوهـــا ،

والأنصاب التي هي: الأصنام والأنداد ونحوها، مما يُنصب ويُعبد من

دون الله، والأزلام التي يستقسمون بها، فهذه الأربعة نهى الله عنها

وزجر، وأخبر عن مفاسدها الداعية إلى تركها واجتنابها . فمنها :

أنها رجس، أي: خبث، نجس معنى، وإن لم تكن نجسة حسا .

والأمور الخبيثة مما ينبغي اجتنابها وعدم التدنس بأوضارها .

ومنها : أنها من عمل الشيطان ، الذي هـو أعدى الأعداء للإنسان .

ومن المعلوم أن العدو يحذر منه وتحذر مصايده وأعماله، خصوصا

الأعمال التي يعملها ليوقع فيها عدوه ، فإنها فيها هلاكه ، فالحزم

كل الحزم البعد عن عمل العدو المبين، والحذر منها، والخوف

من الوقوع فيها .

ومنها: أنه لا يمكن الفلاح للعبد إلا باجتنابها، فإن الفلاح هو: الفوز

بالمطلوب المحبوب ، والنجاة من المرهوب، وهذه الأمور مانعة

من الفلاح ومعوقة له .

ومنهـا : أن هذه موجبة للعداوة والبغضاء بين الناس ، والشيطان

حريص على بثها، خصوصا الخمر والميسر، ليوقع بين المؤمنين

العداوة والبغضاء .

فإن في الخمر من انغلاب العقل وذهاب حجاه، ما يدعو إلى البغضاء

بينـه وبين إخوانه المؤمنين ، خصـوصـا إذا اقترن بذلك من السباب

ما هو من لوازم شارب الخمر، فإنه ربما أوصل إلى القتل . وما في

الميسر من غلبة أحدهما للآخر، وأخذ ماله الكثير في غير مقابلة،

ما هو من أكبر الأسباب للعداوة والبغضاء .

ومنها: أن هذه الأشياء تصد القلب، ويتبعه البدن عن ذكر الله وعن

الصلاة، اللذين خلق لهما العبد، وبهما سعادته، فالخمر والميسر ،

يصدانه عن ذلك أعظم صد، ويشتغل قلبه، ويذهل لبه في الاشتغال

بهما، حتى يمضي عليه مدة طويلة وهو لا يدري أين هو .

فأي معصية أعظم وأقبح من معصية تدنس صاحبها ، وتجعلــه مــن

أهل الخبث، وتوقعه في أعمال الشيطان وشباكه، فينقاد له كما تنقاد

البهيمة الذليلة لراعيها ، وتحول بين العبد وبيــن فلاحه ، وتــوقـــع

العداوة والبغضاء بين المؤمنين ، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة ؟

"فهل فوق هذه المفاسد شيء أكبر منها؟" ولهذا عرض تعالى على

العقول السليمة النهي عنها، عرضا بقوله : { فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }

لأن العاقل – إذا نظر إلى بعض تلك المفاسد – انزجر عنها وكفت

نفسه ، ولم يحتج إلى وعظ كثير ولا زجر بليغ .

الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

( ص 243 ) للشيـــخ عبد الرحمن السعـدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بارك الله فيك غاليتي
يعطيگ آلعآفيه على آلطرح آلقيم وآلرآئع
چزآگ آلله گل خير وچعله فى ميزآن
حسنآتگ يوم آلقيمه

لاكي

اختك كنزى احمد
احبك فى الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.