فلا يزال العبد تتصل إرادته ومحبته لله عز وجل فلا يحجبها شئ دونه ، وتتصل المعرفة بأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى فلا تطمس نورها ظلمة التعطيل ، كما لا يطمس نور المحبة ظلمة الشرك، وإن يتصل ذكره عز وجل فيزول بين الذاكر والمذكور حجاب الغفلة والتفاته في حال الذكر إلى غير مذكورة. فحينئذٍ يتصل الذكر به ويتصل العمل بأوامره ونواهيه سبحانه وتعالى ،فيفعل المؤمن لأنه أُمر بها وأحبها ، ويترك المناهي لكونه نُهي عنها وأبغضها.
صدق ابن المبارك عندما قال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
والأنس هي ثمرة من ثمار المحبة لله عز وجل ولا يحصل عليه المرء إلاّ من غلب عليه الخلوة والانفراد وأصبح همّه ذكر الله وطاعته.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك. آميــن آميــن.
لا تنسونا من دعائكم الصالح
====
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وجمعنا واياها في مستقر رحمته