قريت قصة لواحدة أنا أعرفها كويس .. أنا مش عارفة بصراحة هى ألفتها ، و لا دى فعلا حكايتها .. لكن اللى أعرفه إنى لما قريتها اختلطت علىّ المشاعر ..
و بصراحة
أنا مش بأحب القصص دى
لكن الحقيقة القصة دى أثّرت فىّ
و بعد اذنها هأنقلها لكم
زى ما بعتتهالى بالضبط
طيب هى الحكاية بدأت امتى ؟
أيوة
كان عندى 7 سنين
كنت فى المدرسة فى سنة تانية ابتدائى
كان يوم خميس .. و كنت بأحب يوم الخميس علشان بنرجع من المدرسة بدرى .. و تانى يوم أجازة .. و هألعب و أسهر براحتى ….
لكن اليوم دة شعرت بحزن شديد ، لدرجة انى حطيت راسى على مكتبى فى الفصل ، واستغرقت فى الحزن .. و بعدين رفعت راسى و استغربت .. فيه ايه ؟ مالى ؟…
و خلص اليوم الدراسى ، و رجعت البيت .. لقيت جدو (بابا ماما) مات
متهيألى دة شئ عادى .. أكيد بتحصل للناس كلها حاجات بالشكل دة …
فاتت سنيين .. بقيت فى تانية ثانوى .. مرض أخو جدو ، و كنت بأحبه نفس حبى لجدو .. بصيت له .. شعرت شعور غريب .. شعرت بالموت .. نفضت الفكرة و قاومتها .. لكنه مات
بردو عادى .. أكيد بتحصل للناس كلها حاجات بالشكل دة …
فاتت سنين .. بقيت فى سنة تالتة فى الجامعة .. كنت متمتعة جدا بحياتى ؛ كل حاجة ممكن تشتهيها بنت عندى : جمال ، رشاقة ، مستوى اجتماعى رفيع ، مال ، أصحاب كتير ، شباب معجب ، عرسان من كل الجنسيات ، رحلات ، معارض ، مسابقات ، لعب ، نجاح ، تفوق ……….. كل اللى ممكن تحلم به بنت كنت بأتمتع به … على طول بأضحك ، على طول بأبعث المرح و الحيوية فى كل من حولى
لكن ..
فجأة بقيت كل يوم أحلم بأنة ( مامة ماما ) ، أحلم بيها 2 : مرة واحدة طيبة و واحدة شريرة .. و مرة واحدة عاقلة و واحدة مجنونة .. و مرة واحدة بتضحك و واحدة بتبكى ……… كنت بأصحى تعبانة و عرقانة و بأنهج …..
أحكى لماما
فتقول لى
" تخاريف " ..
لكن كنت تعبانة .. أروح كليتى ، أو أخرج مع أصحابى أنسى و أعيش حياتى ، و أرجع أنام ….. و أصحى تعبانة …..
لغاية ما فى يوم رجعت من الجامعة .. لقيت أنة ماتت ……..
بردو عادى .. أكيد بتحصل للناس كلها حاجات بالشكل دة …
لما أنة ماتت مرضت ماما ..
فشفت ماما بتاخدنى عند عمتها ( اللى ماتت ) لقيناها على سرير ، و جنبها سرير تانى فاضى
بصت لماما و قالت لها :
" ايه اللى جابك ؟ .. اتطمنى ، دة مكانك (و شاورت على السرير الفاضى) .. بس مش دلوقتى ، ارجعى و ابقى تعالى بعدين "
الحلم كان مفسر نفسه .. لكن ما فهمتوش وقتها .. ماما بتموت .. لكن روحها متعلقة بحاجة ، لما تحصل هترجع للى خلقها ..
يتبع
و فعلا اتخرجت و اتجوزت و انجبت ………
3 سنين طوال اختلط فيهم الألم بالفرح ..
لكن الألم كان بيزيد ، و يزيد ، و يزيد……. لغاية ما ..
شفت صدر ماما بيتنفخ زى البلونة .. لغاية ما فرقعت .. و سمعت صوت بيقول لى :
خلاص .. ارتاحت
صحيت لقيتها ماتت
المرة دى كنت مذهولة .. لدرجة انى ما بكيتش
بالليل ، لقيت نور المطبخ منور .. دخلت .. لقيت ماما بتطبخ .. لما شافتنى قالت لى :
" خلاص .. حضرت كل حاجة .. و سبت لك البصل "
قمت مفزوعة ..
قلت لبابا " ماما معانا فى البيت "
قال لى :
" طبعاً .. روحها معانا "
لكن اللى شفته بعد كدة كان أكتر من ان روحها معانا
بعد العزاء رجعت بيتى ..
لقيت نفسى فى صالون بيتى جنبى جوزى بيقول لى :
" تعالى نمشى من هنا "
و سمعت صوت ماما بتنادينى .. لقيت جوزى بيختفى و تظهر أمى أمامى ، و تقول لى :
" اسمعينى بسرعة لازم أقول لك حاجة مهمة تبلغيها لباباكى "
جوزى ينادينى ، فتختفى أمى و يظهر هو ، فأقول له :
" استنى .. ماما عايزانى "
………. المهم
بلغتنى أمى رسالة لبابا
و سابتنى .. و راحت على أوضة ابنى الرضيع علشان تاخده فى حضنها
صحيت و أنا بأخطف ابنى قبل ما ايديها تلمسه … احساسى كان مختلف عن انى بأصحى ….
شعرت كأنى راجعة من عالم تانى ..
فوّقنى جرس الباب ..
كان بابا .. دخل على الصالون .. قعد فى نفس المكان اللى كانت ماما واقفة فيه .. حكالى مشكلة .. و سألنى :
" مش عارف لو كانت مامتك عايشة ، كان رأيها هيبقا ايه ؟ "
فبلغته رسالتها .. فبص لى و قال لى ببساطة :
" كويس انها بلغتك "
و مشى
صحى جوزى .. حكيتله اللى حصل .. ضحك .. و راح شغله
و مرت بىّ الحياة بعد كدة .. صعبة .. تقيلة .. بألهث .. أنا كنت ملزوقة فى ماما .. مش عارفة أعمل حاجة من غيرها .. عشت 9 سنين ، كل يوم بأتصرف كأنها عايشة ، و فجأة أنتبه :: دى ماتت .. فأبكى .. تجرعت مرارة اليتم كل يوم .. لا سيّما انى مالقيتش كتف أتسند عليه ، أو صدر حنين ياخدنى فى حضنه ، أو قلب يشاركنى همومى …..
يا حبيبتى يا ماما .. كان كل أملها فى الحياة تشوفنى بالفستان الأبيض ..
الفستان الأبيض ؟
أيوة
هى دى البداية اللى كان لازم أبدأ منها
الفستان الأبيض …….
الحلم .. الوردى .. اللى اتحول لكابوس .. اسود ……..
يتبع
لكن بابا اضطر يسافر فجأة .. و كانوا كاتبين كتابهم .. فسافرت معاه .. من غير ما تلبس الفستان الأبيض
و اتولدت أنا .. بنت .. ساعة ما ماما شافتنى رجع حلم الفستان الأبيض يرقص فى عنيها
و كبرت .. و اتخطبت .. ماما أصرت ألبس الفستان الأبيض فى الخطوبة ، و فى كتب الكتاب ، و فى الفرح ….. أول مرة ألبس الفستان الأبيض فى المحل ماما عنيها ضحكت ، و قالت :
" مش مصدقة "
و كل ما ألبس فستان تحلم باللى بعده .. و اللى بعده .. لازم يكون أجمل ، و ديله أطول ، و طرحته أكبر ……
و لما خلص الفرح .. بكت ماما ، و قالت :
" ما لحقتش أفرح "
و سابتنى
لكن حلم الفستان الأبيض ما سابنيش
لا هو و لا ماما
كانت بتجيلى .. بين اليقظة و الحلم .. تبلغنى حاجة ، أو تأنبنى على حاجة ……
لكن لو مافيش أحداث مهمة.. كانت بردو بتجيلى كل يوم
كل يوم .. كل يوم .. أحلام مالهاش معنى .. مش بتأثر فىّ ..
الا حلم واحد .. ما لفتش نظرى فى الأول .. لكن كان له معايا حكاية طويلة ..
كانت ماما تيجى .. و تلبسنى فستان أبيض .. علشان هأتجوز ..
و تقول لى :
" بنستعد للفرح .. العريس زمانه جاى .. "
أصحى أتعجب
" عريس ايه ؟ .. ما أنا اتجوزت خلاص "
و بعد كام مرة يتكرر الحلم .. و ماما تاخدنى ، بالفستان الأبيض .. و نوصل لمكان الفرح .. و الاقى الأهل :: اللى أعرفه و اللى ما أعرفوش .. اللى عايش و اللى مات .. و تشاور لى على راجل .. و تقول لى :
" دة عريسك "
و رغم انه فرح الا ان جو الحلم بيكون كئيب .. و بأكون متضايقة جدا .. و خايفة .. و بأتعجب
" بس أنا يا ماما متجوزة فعلاً .. هأتجوز تانى ازاى ؟ "
و أصحى و أنا بأسأل نفس السؤال
و أفضل طول اليوم عندى نفس الإحساس المؤلم
و فى يوم .. اتوفى جوز بنت خالتى فى حادثة فجأة .. أول ما خالتى شافتنى قالت لى :
" مامتك معايا بقالها أسبوع و بتحضر للفرح "
فهمت :: هو دة الفرح ؟ .. هو دة العريس ؟
و من يومها تحول الحلم الوردى .. بالفستان الأبيض .. لكابوس اسود
كل ما ماما تيجى تلبسنى الفستان الأبيض أترعب :
يا ترى مين اللى عليه الدور ؟ .. يا رب ما يكونش بابا .. يا رب ما يكونش جوزى .. يا رب ما يكونش ابنى ….. مين العريس يا ماما ؟ .. مين العريس يا ماما ؟
كانت بعد ما ماما تلبسنى الفستان بأسبوعين تيجى و تشاورلى على العريس ، اللى يموت تانى يوم ..
و أرتاح لفترة لغاية ما ألبس الفستان اللى بعده
سمعت ان لما حد ربنا بيبعت له هبة و يحكى عنها تروح
ابتديت أحكى عنها .. قلت لجوزى .. ضحك .. لا ، دة سخر منى .. لكن مرة ورا مرة ابتدى يلاحظ .. و ابتدى يشاركنى القلق ..
و يرتاح لما حد يموت .. زى ما كنت .. بأرتاح
لسة بأحلم بالفستان الأبيض .. اتصلت ببرنامج دينى على الهوا .. و حكيت .. و شرح لى الشيخ :
" لما حد بيموت بتتقطع صلته بالأرض ، ما يقدرش ييجى .. لكن لو كان شديد الإرتباط بإنسان مازال عايش ، فاللى عايش روحه هى اللى بتروحله فى البرزخ .. لأن النوم نُص موت .. "
" بس أعمل ايه علشان أرتاح من القلق اللى بيقتلنى دة ؟ "
" ربنا معاكى "
أدينى حكيت على الهوا
لكن ماما جاءت تانى .. و لبستنى الفستان الأبيض تانى .. و تالت .. و رابع ..
الهبة ما راحتش .. لكن سنة ورا سنة كانت المدة بتزيد .. بعد ما كان حد يموت تانى يوم .. بقى يموت بعد أسبوعين .. بعد شهر .. شهرين .. 3 شهور ..
و القلق يزيد ، و الرعب يقتلنى .. يا رب بلاش بابا .. بلاش جوزى .. بلاش ولادى ، بلاش ولادى ، ولادى
يتبع
" تعالى شوفى بيت عريسك .. عريسك انجليزى .. و بيته على نهر ال Tames "
" ماما أنا خايفة .. مين الراجل اللى فى الجنينة ؟ "
" ما تخافيش .. دة الخدام بتاعه "
مين الراجل دة ؟ .. أنا ابتديت أخرف و لا ايه ؟ .. فات شهر و 2 و 3 …… و 10 ….. الحمد لله .. الهبة راحت …..
و جاء قريب زوجى .. اللى خد الجنسية الإنجليزية من 40 سنة .. علشان يموت و يتدفن فى بلده .. بعد ما صارع المرض ….. لمدة 10 شهور ……
بكيت.. الكل اتعجب .. للدرجة دى زعلانة عليه ؟ .. صحيح كانت له مواقف جميلة وقف فيها جنبى
لكن بكائى .. رغم ان فيه حزن عليه .. لكن .. كان فيه .. خوفاً من …………… الفستان الأبيض
و استسلمت ..
ما فيش فايدة
و بدأت صحتى تتدهور بسرعة .. كل يوم قلقى بيزيد .. و خوفى بيكبر ..
صحيت فى يوم على جرس التليفون .. بابا بيستنجد بىّ ..
و بدأت نفس رحلة العذاب اللى قضيتها مع ماما و هى بتصارع المرض .. اتعادت بتفاصيلها مع بابا ..
4 سنين ماما تلبسنى الفستان الأبيض .. 4 سنين أتصور انه بابا .. و أخاف بردو على جوزى و ولادى ..
لكن كل مرة كان حد تانى هو اللى يموت …
و اشتد المرض على والدى ، و زادت آلامه .. و زادت معاناتى .. مش قادرة أتحمل .. وقعت .. دخلت المستشفى أكتر من مرة .. الدكاترا فى الآخر قرروا :
" ماعندكيش أى مرض عضوى .. عندك توتر عصبى .. ابعدى عن أى حاجة ممكن تسبب لك قلق .."
إزاى .. أعمل ايه ؟ .. أروح فين ؟ .. الآلام أصبحت فى كل حتة فى جسمى .. بتشرح روحى و نفسى .. و أنا وحدى .. غرقانة .. بين والدى .. وجوزى و ولادى ….. و الفستان الأبيض ..
اللى جاءت ماما و لبسته لىّ و حطت ايدى فى ايد جوزى ، علشان الزفة .. بصيت على جوزى .. دة جوزى .. دة جوزى .. جوزى المرة دى هو اللى كان فى الحلم ..
و ولادنا هما اللى بيزفونا ..
لكن ماما قالت لى :
" لا استنى .. الفرح مش هنا "
اتنقلت لمكان تانى ، فيه حاجة بأعملها ، و لما تخلص هنروح الفرح ..
و رن جرس التليفون .. كانت ماما .. قلتلها :
" ماما .. انتى فين ؟ ما جتيش ليه ؟ .. "
قالت لى :
" معلش .. المرة دى مش هاجى .. اسبقوا انتم على الفرح .. بس عايزة أقول لك حاجة .. العريس اتغيّر "
اتعجبت .. ازاى اتغيّر ؟
" عريسك المرة دى أصغر ، و أقصر "
و بكت .. أول مرة ماما تبكى ..
……………. يا الله …….. يعنى ايه ؟ .. أصغر يعنى ايه ؟ ….. أقصر ازاى ؟ طولاً و لا سناً ؟ ..
هل هو جوزى فعلا زى ما شفته بوضوح ؟
لا .. دة اتغيّر …. ابنى ؟ لااااااا .. يا رب لاااااااا .. سيبلى ولادى يا رب .. طيب و جوزى ؟ .. طيب خلاص يا رب .. خد بابا .. بابا ؟ ………………… بابا ……..
قد ايه عذبتنى الفكرة دى .. خد بابا ؟ .. يا حبيبى يا بابا .. بس ولادى ؟ .. و جوزى ؟ ..
سكاكين بتقطع فى بطنى .. جوزى شالنى بالعافية على المستشفى ..
" قلنا لك ما عندهاش حاجة .. التحاليل و الإشاعات كلها سليمة .. دة توتر عصبى ، و إتحول لإكتئاب شديد ما نقدرش نعمل لها حاجة .. كل اللى نقدر نعمله نكتب لها مسكنات .. و ابعدها عن أى حاجة بتضايقها .. "
خدت المسكنات و ارتحت كام يوم فى المستشفى .. و خرجت على بابا .. قابلنى و عنيه كلها خوف و لهفة علىّ .. يا حبيبى يا بابا .. سامحنى يا بابا .. يا رب .. ارحمنى .. خدنى أنا .. خدنى و ريحنى من العذاب دة ..
يتبع
" بابايا دخل المستشفى و حالته خطر .. ربنا يستر "
حمايا ؟ .. جوزى صورة طبق الأصل من والده .. هو دة العريس ؟
لا .. دة العريس اللى هيتغيّر .. فعلاً .. طلع حمايا من المستشفى .. و مات بابا ..
بابا أصغر .. و أقصر .. طولاُ و سناً ..
كان نفسى أتدفن جنب بابا .. ضميرى بيخنقنى .. بيعصرنى .. هل أذنبت انى اتمنيت له الموت فداء أولادى و جوزى ؟ .. يبقى فى يوم ولادى هيتمنولى الموت .. ياه ، احساس مؤلم .. سامحنى يا بابا .. سامحنى يا رب
رقدت فى سريرى من الآلام اللى كانت بتقطع فى بطنى ..
الكل قال لى :
" خلاص ارتاحى بقى .. و استعدى لفرح ابنك "..
حاولت أتغلب على أحزانى .. و أتحامل على آلامى .. و أتصل بأصحابى .. و أعمل نشاطات خيرية و اجتماعية …… و أحضر لفرح ابنى …………..
لكن.. بعد وفاة والدى بشهرين .. مات حمايا ..
صرخت حماة ابنى ..
" دة العريس الأولانى اللى كان اتبدل .. أنا ابتديت أخاف من أحلامك .. حلمتى بحاجة ؟.."
" لا .. الحمد لله .. من يوم ما بابا مات ، لا هو و لا ماما بقوا بييجوا "
لا .. ماما بعد ما رحبت ببابا .. جاءت .. و شاورتلى على واحدة ست ، واقفة قدامنا .. على يمينها و شمالها شابين .. و قالت لى :
" دى أختى (ز…) "
قربت منها و بصيت فى وشها ..
" مش هىّ يا ماما "
" هىّ .. دى أختى (ز…) "
و (ز…) اسم ل 2 من بنات أعمام ماما .. واحدة أكبر من ماما .. و الأصغر هى الأقرب لىّ .. حكيت لها .. قالت لى :
يا خوفى لأكون أنا
قلت لها :
"ما تخافيش ، أولا أنا فى الحلم ما لبستش الفستان الأبيض .. ثانيا مش ملاحظة ان من يوم ما ماما ماتت مافيش ست من دمها ماتت ؟ .. كل اللى ماتوا من عيليتنا رجالة بس .. "
سبحان الله .. ربنا نبهنى على لسانى لحاجة أول مرة أخد بالى منها بعد أكتر من 20 سنة ……
لكن بعد يومين جاءت ماما و لبستنى .. الفستان الأبيض ..
لا .. المرة دى كان فيه حاجة زيادة ………..
الطرحة
يتبع
يمكن علشان بأحضّر لفرح ابنى ؟ ..
بس الحلم كان حقيقى غريب ..
الفرح ما كانش بيبدأ زى كل مرة .. دة كان بيخلص.. و مع ذلك فضل مستمر .. و كان فيه بوفيه كبير .. حد عزم علىّ آكل .. بصيت على الأكل ، ماليش أى شهية .. قلت :
" لا .. مش هاكل .. كلى انتى يا ماما .. أنا لازم أعرف فيه ايه ؟ .. هو الفرح مش بيخلص ليه ؟ "
سمعت صوت بيقول لى :
" فعلا هو خلص .. بس الفرح اللى خلص كان أهل العروسة هما اللى عاملينه .. و ما عجبش أهل العريس .. علشان كدة هيعملوا فرح تانى "
بصيت لقيت العريس واقف على راس ترابيزة مليانة أكل .. و أهله حواليه ..
شعرت بالإهانة ( على أساس انى أنا العروسة ).. و قلت :
"ليه ؟ .. الفرح كان كويس .."
فواحدة دخلتنى حجرة و قعدتنى على كنبة و قالت لى :
" معلش ما تزعليش .. أقعدى استنيهم هنا .. و لما هيخلص الفرح هيدخلوا عليكى "
بصيت على فستانى و طرحتى و سألتها :
" هو أنا شكلى فيه حاجة غلط ؟ "
قالت لى :
" أبداً انتى زى القمر .. و استنى .. دلقوقتى لما يدخلوا هيشوفوا قد ايه انتى جميلة .. "
و صحيت و أنا بأبص لفستانى و طرحتى و شايفاهم فى منتهى الجمال ……..
غريب أمر الطرحة .. هل معنى كدة إنه آن أوان موت سيدات العيلة ؟ .. ممكن .. لا سيما ان كتير منهم عدى ال 80 ..
عموما فكرة موت الستات أريّح لىّ .. مادام بعيد عن جوزى و ولادى خلاص …..
و اتجوز ابنى .. و مرضت حماته .. نفس مرض أمى .. افتكرت لما ماما قالت لى :
" دى أختى (ز…) "
ما هى طانت (ز…) كانت عندها نفس المرض اللى ماتت بيه ماما ولكن هى شفيّت منه و عاشت – ما شاء الله .. يبقى حماة ابنى هتشفى بإذن الله .. يا رب اشفيها .. يصعب علىّ قوى مرات ابنى تمر باللى مريت به .. يا رب يكون الشفاء هو التفسير ..
تانى يوم اتوفى والد واحدة من أصحابى المقربين .. تالت يوم مات جوز عمتى …….. كدة يبقا الحلمين اتفسروا ….. حماة ابنى هتخف ، و رجلين ماتوا ….أشوف نفسى بقى ..
أروح للدكتور و أعالج نفسى .. و ابتديت أعمل التحاليل و أخد الأدوية و أتابع … و التحاليل تتحسن ……. لكن الأعراض تزيد ..
الدكتور قال لى طيب نغيّر الدوا ..
لكن النتيجة لسة زى ما هىّ ..بل بتسؤ .. قال لى :
" انتى فيه حاجة قلقاكى .. أو عملالك توتر ؟ "
حكيتله تاريخ مرضى و كلام الدكاترا .. فقال لى :
" يبقى علاجك هو حالتك النفسية .. أى حاجة توترك ابعدى عنها فوراٌ .. واضح انك عانيتى كتير "
خرجت و أنا عازمة على انى أعيش حياتى بقى .. خلاص .. الدنيا بدأت تحلو .. و ماما و بابا اجتمعوا مع بعض و نسيونى .. و مرات ابنى حامل .. أيامى الحلوة بتاعة زمان قربت ترجع تانى ……
يااااااااااااااااااااااه
المشوار كان طويل .. و قاسى .. لكن الحمد لله
صحيت من النوم على تليفون قريبتى ( ز…) ، قالت لى :
" هأقول لك خبر وحش .. جوز بنت طانت (ز…) مات .. فاكرة لما مامتك قالت لك ( دى أختى (ز…) ؟ ) هو دة تفسير حلمك ..لأن (ش…) بنت طانت (ز…) هى أكتر واحدة شبه مامتها.. لا و إيه ، عندها ولدين تؤام ، دول الشابين اللى كانوا على يمينها و شمالها فى الحلم بتاعك "
يا ربى .. ممكن بردو يكون دة هو التفسير .. معقولة ؟ ..
معنى كدة إن الحلم التانى اللى كنت لابسة فيه الطرحة لسة ما اتحققش ؟ ..
يعنى فيه 2 لسة هيموتوا ؟
يا ترى مين ؟ .. أكيد المرة دى ستات .. أنا المرة دى كنت لابسة طرحة ..
و فعلا .. ماتت .. حماة ابنى .. حماة ابنى يعنى أم عروسة ابنى …..
أم العروسة ؟
يا الله ………
طيب و الفرح اللى هيعملوه أهل العريس ؟ .. أى عريس ؟ .. ابنى ؟ .. يعنى ايه ؟ .. ابنى العريس ؟ لآ يا رب لا اااااا …… أتوسل إليك يا رب
بس اللى ماتت كانت من أهل العروسة .. هل اللى هيموت من أهل العريس ؟ ..
مين يا رب ؟ .. جوزى ؟.. و لا حد من ولادى ؟ .. و لا حفيدى اللى لسة ما شافش النور لالالالالالالالالالا .. لا يا رب .. أرجوك لا يا رب .. أتوسل إليك لا يا رب ..
يا رب أنا كنت لابسة طرحة يا رب .. يبقا ست هى اللى تموت المرة دى بقى يا رب ..
بس مافيش ست من عيلة ماما بتموت ..
الظاهر انى لازم أفتح لهم الباب ..
يبقى أنا اللى لازم أموت .. أنا اللى لازم أموت
أرجوك يا رب .. سامحنى .. عارفة ان تمنى الموت مكروه فى الإسلام ..
لكن يا رب .. أنا عشت حياتى كلها .. ميتة ..
ما تحملنيش ما لا طاقة لى به يا أرحم الراحمين ..
أعمل ايه و أروح فين يا رب ؟ ..
طيب بس ..
لو أنا اللى هأموت .. هل أكملت واجبى نحوك يا رب ؟ .. راضى عنى يا رب ؟ ..
طيب .. ؟ .. هل صليت ؟ ….. الحمد لله
هل صمت ؟ ….. الحمد لله
هل تصدقت ؟ ….. الحمد لله
هل قرأت القرآن و التزمت بما فيه ؟ .. الحمد لله
هل زرت بيت الله ؟ .. الحمد لله
سبحت و استغفرت و حمدت الله ؟ .. الحمد لله
هل كنت زوجة صالحة ؟ …. الحمد لله
هل شلت أمى و أبويا ؟ …. الحمد لله
هل صنت ولادى و رعيت ربنا فى تربيتهم ؟ …. الحمد لله
هل احتاجنى حد و اتخليت عنه ؟ …. أبداً ، و الحمد لله
هل أذيت حد ؟ …. ما أفتكرش ، و الحمد لله
……. هل ربنا قبل منى ؟ ….
اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنى و عن ذريتى و أهلى يا رب …….
يتبع
" هايل !!.. تحاليلك كلها هايلة .. "
" أومال يا دكتور .. أنا حالتى بتتأخر ليه ؟ "
" أنا كدة اللى علىّ عملته .. علاجك تبعدى عن أى حاجة بتكئبك .. أى حاجة أو أى حد بيتسبب لك فى اكتئاب يبقى بيقتلك .. ابعدى عنه .. و استمرى على الدوا اللى كاتبهولك "
" طيب آجى لحضرتك تانى امتى ؟ "
" ما تجيش .. أو لو عايزة تعالى بعد شهرين .. أنا قلت لك علاجك ايه .. الإكتئاب هيقتلك "
أنا فعلا شاعرة بايدين بتخنقنى ..بتموتنى .. بس موت بطييييييييييييييييييييييييئ ..
لازم أنا اللى هأموت .. بس أنا مش عايزة أموت .. لكن لازم أنا اللى أموت .. ما هو لو مش أنا اللى هأموت ، مين اللى هيموت ؟ .. لا .. خلاص ، خلاص موافقة ، أنا اللى أموت .. بس أنا نفسى أعيش .. بس أنا مش عارفة أعيش .. أنا مش قادرة أعيش .. مش قادرة أتحمل .. تعبت .. تعبت .. أكتر من 25 سنة غرقانة فى بحر هايج ، لوحدى ، أموجه بتلطمنى ، بتحطمنى …..
أنا خايفة من الموت ليه ؟ ..
علشان هأبقى لوحدى ..
طيب ما أنا طول عمرى لوحدى :: لا فى يوم لقيت عقل يفهمنى .. و لا قلب يحس بىّ .. و لا حضن يحمينى .. و لا حب يروينى .. الناس يا اما بتسخر منى ، أو بتتسلى علىّ .. و أقرب الناس لىّ ( بابا و جوزى ) داسوا علىّ .. شايلونى فوق طاقتى و اتكوا علىّ بالقوى .. ماحدش كان شايفنى .. ماحدش كان حاسس بىّ ..
أنا ما عيشتش حياتى ، نفسى أعيش و أتمتع بيها و أشوف لى و لو حفيد ….. لا بلاش .. مش مهم .. أحسن حد منهم هو اللى يموت ..
بس أنا لسة ما عشتش حياتى ..
بس أنا مش قادرة أعيش حياتى ..
خلاص يا رب .. قوينى .. ساعدنى .. ساعدنى أفتح صدرى و أتقبل الموت .. ساعدنى أفتح ذراعاتى و ألبس لآخر مرة ………………..
.. الفستان الأبيض ..
لا أعرف اختي بماذا أرد و لكن سعات الإنسان هو من يضع نفسه في اوهام و يجعل حياته تسير على الأحلام و تفسيرها ..
ممكن يكون حقيقة ما قرأته .. لا اعرف بماذا أرد و لكن فعلاً القصة مؤثرة ..
تحياتي و تقديري ..
ما أجمل أن نعيش الحاضر ونترك المستقبل للمدبر
سبحان الله…
مشكورة على النقل