:
باب ماجآء في ذمةِ الله وذمةِ نبيه
قال تعالى (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا
وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) النحل 91
وعن بريدة قال:كان رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية
أوصاه في خاصته بتقوى الله,ومن معه من المُسلمين خيراً,
فقال (اغزوا بسم الله في سبيل الله ……… ثم ذكر إذا حاصرت أهل حصن
فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه,
فلاتجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه,ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك,
فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه,
وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكمِ الله,
فلاتنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك,فإنك لاتدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا) رواه مُسلم
هذا الباب مُتعلق بالتعامل مع الناس في الحالات العسرة الصعبة وهي حالات الجهاد
ودل ذلك أن تعظيمِ الله ومن كمال التوحيد يجب أن يكون في التعامل ولو في أصعب الحالات بأن العبد
يكون موقِراً مُجلاً له,مُعظماً لأسمائه وصفاته ومن ذاك أن يُعظم الله ويُعظم نبيه.
*الذمة:بمعنى العهد
وذمة الله يعني: عهد الله وعهد نبيه
من كان يعطي بعهد الله وعهد نبيه ثم يخفر فقد خفر عهد الله وفجر في ذلك,
وهذا منافِ لكمال التوحيد الواجب.
*الواجب على العبد أن يُعظم الله وألا يخفر عهده وذمته لأنه إذا أعطى بذمة الله
فإنه يجب عليه أن يوفى بهذه الذمة مهما كان حتى لاينسب النقص لذمةِ الله
مثل كثرة الحلْف فلايجـــوزللعبْد أن يجعل في العهد ذمة الله ونبيه كما لايجوز كثرة الأيمان
لأن في كل منهما نقصاً في تعظيمِ الربْ.
قوله تعالى (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا
وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) النحل 91
فالعهد بمعنى العقد
فيجب الوفاء بالعقد والوفاء باليمين,والعقد تعظيماً لحقِ الله لأن من أعطى اليمين بالله
فإن معناه أنه أكد وفاءه بهذا الشيء الذي تكلم به,فإذا خالف وأخفر
فمعى ذلك أنه لم يُعظم الله تعظيماً خاف بسببه من أن لايقيم مايجب لله من الوفاء باليمين,
ولهذا قال تعالى:
(وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) النحل 91
ولهذا كانت كفارة اليمين على ماهو مُفصل في موضعه من كُتُب الفقه. والله أعلم
*وعن بريدة قال: كان رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية
أوصاه في خاصته بتقوى الله,ومن معه من المُسلمين خيراً,
فقال (اغزوا بسم الله في سبيل الله ……… ثم ذكر إذا حاصرت أهل حصن
فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه,
فلاتجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه,ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك,
فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه,
وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكمِ الله,
فلاتنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك,فإنك لاتدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا)
رواه مُسلم
ففي هذا الحديث تعظيم الله بأن لايعطي العبد الناس بذمةِ الله وذمة نبيه بل!
أن يعطي بذمته هو,
وهنــــا تنبيه عظيم لأهل التوحيد وطلبة العلْم الذين يهتمون بهذا العلم ويعرف الناس منهم
أنهم يهتمون بهذا العلْم ألايبدر منهم ألفاظ أوأفعال تدل على عدم تخلقهم بهذا العلْم .
*قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(…….إذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه,
فلاتجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه) رواهُ مُسلم
لأجل أنه قد يدخل على أهل الإسلام أو على الدين نفسه من جهة فعلهم لأنهم إذا خفروا هذه الذمة
رجع إخفارهم إلى ماحملوه من الإسلام ومن الدين,
فعلى المُسلم المُعظم المُوحد لله وعلى طالب العلم أن لايُعامل الناس إلا بشيء فيه تعظيمِ الربْ,
وحتى يجعل أولئك يُعظمون الله بتعظيمه لله وأن لايستهين باليمين ولايخفر ذمة الله
لأن ذلك منقص لأثرمايحمله من العلْم والدين.
*قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكمِ الله,
فلاتنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك,فإنك لاتدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا) رواهُ مُسلم
وذلك حتى إذا حصل غلط فيكون الغلط منسوباً إلى من حكم إلى هذا البشرولايكون منسوباً إلى الله,
فكم ممن يحملون سنة وعلماً أو يُشار إليهم بالإستقامة فيسئون بأقوالهم وأفعالهم لأجل عدم تعظيمهم لله.
نبرأ إلى الله من كل نقص ونسأله أن يعفو عنا ويتجاوز عنا ويرحمناجميعاً برحمته الواسعة.
تم بحمدالله وتوفيقه
إن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله والله ورسوله بريئان من ذلك
وإن أصبت فمن الله فله الحمد والشُكُر
: