الآية المطلوبة..
( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ))
وهى من سورة النساء…الآية "18"
1-من تفسير السعدي…رحمه الله
———
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} أي: المعاصي فيما دون الكفر.
{حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وذلك أن التوبة في هذه الحال توبة اضطرار لا تنفع صاحبها، إنما تنفع توبة الاختيار. ويحتمل أن يكون معنى قوله: {مِنْ قَرِيبٍ} أي: قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة، فيكون المعنى: أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب وأناب إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفاتٍ راسخةً فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة.
والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه، فإنه سد على نفسه باب الرحمة.
نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة تامة [التي] يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب، ولهذا ختم الآية السابقه "17" بقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}
فمِن علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها فيجازي كلا منهما بحسب ما يستحق بحكمته، ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته توفيقَه للتوبة، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدمَ توفيقه. والله أعلم.
2- من تفسير ابن كثير ….. غفر الله له
————
ولهذا قال " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن"
وهذا كما قال تعالى " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده " الآيتين ;
وكما حكم تعالى بعدم توبة أهل الأرض إذا عاينوا الشمس طالعة من مغربها في قوله تعالى " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " الآية . وقوله" ولا الذين يموتون وهم كفار " يعني أن الكافر إذا مات على كفره وشركه لا ينفعه ندمه ولا توبته ولا يقبل منه فدية ولو بملء الأرض.
قال ابن عباس وأبو العالية والربيع بن أنس " ولا الذين يموتون وهم كفار " قالوا نزلت في أهل الشرك وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدثني أبي عن مكحول أن عمر بن نعيم حدثه أن أبا ذر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يقبل توبة عبده – أو يغفر لعبده – ما لم يقع الحجاب " قيل وما وقوع الحجاب ؟ قال " تخرج النفس وهي مشركة "
ولهذا قال الله تعالى " أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما " أي موجعا شديدا مقيما …
روابط تفسير الآية
==========
معذرة على الاطالة لكن احببت ان اضيف تعليق بسيط على هذه الآيه فوالله قد مستنى جدا…فكلنا ذنوب.
هذه الآية… تحذير قوي للمذنب المصر على ذنبه ..تحذير له أن يسترجع ويتوب لعل الله يتوب عليه ويقبل انابته وعودته….أو أن الله لا يقبلها إن شاء بعلمه وقدرته…فيكون ذاك من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة …
""ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخا سرين "" الاعراف23
"" ربنا وسعت كل شئ رحمه وعلما , فاغفر للذين تابوا وأتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم،، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم،،، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم "" غافر "7,8,9""