تخطى إلى المحتوى

ثقافة الفساد ــ فساد متجذر إصلاح متعذر 2024.

ثقافة الفساد ــ فساد متجذر .. إصلاح متعذر

هل للفساد ثقافة ؟ نعم بالطبع وهى ثقافة خطرة ومهلكة وخطورتها أنها تتكون وتنمو بالتدرج ولها خاصية النفاذ إلى نخاع المجتمع والسلوك الاجتماعي ليفتك بهما كما ينفذ الغاز الكيماوي السام عديم اللون والرائحة لجهاز تنفس ورئة الشخص السليم دون سابق إنذار ليفتك بهما , هذا الوباء العضال وإن كان بمثابة ظاهرة عالمية لا تخلو منها معظم بلدان العالم إلا أن نسبة تغلغله وشيوعه هي بلا شك أكبر وأكثر تدميرا ً في منظومة بلداننا التي تسمى بدول العالم الثالث .
وهذه تعنى الدول المتخلفة والأقل تطورا ً في شتى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ,, نعم للدول المتقدمة غربا ً وشرقا ً فسادها ولكنهم على العكس منا يعترفون بوجوده ويشخصون مواطنه ومن ثم يمقتونه ويحاربونه نظما ً ومؤسسات وأفرادا ً عندهم يفضح ويـًحاسب المرتشي والمتلاعب بالمال العام بأي شكل من الأشكال وترفع عنه أدرع الحماية ويواجه بالقانون الذي لا أحد فوقه وكثيرا ً ما نسمع عن مسئولين كبار ووزراء وحتى رؤساء يًـقالون أو يستقيلون أو حتى يًسـجنون عقابا ً على ما اقترفته أيديهم وفى بعض الأحيان ألسنتهم ..
وتلك هي ثقافة النزاهة والمسئولية الاجتماعية ,أما عندنا في منظومتنا المتخلفة فالأمر مختلف بمقدار مائة وثمانون درجة , فالمرتشي وسارق المال العام وإضرابهم لا يطاولهم عقاب أي قانون ولا يـًقالون أو يستقيلون من مناصبهم ووظائفهم الهامة التي يعتبرونها تركة شرعية دائمة بالتوارث لهم والحياة لا تستقيم إلا بهم وهم في مواقعهم مهما كان فسادهم وإفسادهم بل يـًرقون وتـًرفع مكافآتهم من أبرزها تكاثر أصحاب العمارات التجارية والمجمعات السكنية الفخمة التي تقدر بملايين الدنانير من موظفي الدولة مع غياب أية قوانين إشهار ذمم مالية وكيف لموظف براتب حكومي مهما علا أن يًصبح مليونيرا ً بقدرة قادر في ليلة وضحاها ما لم يكن وراء الأكمة ما وراءها .
هذه هي ثقافة لفساد إننا لا نكتفي بعدم محاربة الفساد وعدم كشفه وفضحه بل وهذه الكارثة , نعتبر الفساد والمفسدين ضرورة لدوران عجلة الحياة وركن أساسي من أركان مجتمعاتنا المعاصرة أو في أحسن الأحوال نعتقد أن ذلك شر لابد منه ومع ذلك ما أطول ألسنتنا وأقوى كلماتنا في نقد الآخرين فنحن لا ننفك ننتقد فساد العالم الآخر ونتحفهم بمحاضرات مطولة وموزونة عل طريقة معلقات المدح والهجاء المفخمة بالبلاغة اللغوية عن الإصلاح ويالها من كلمة , فأي إصلاح هذا مع هيمنة الفساد وتجذر ثقافة إلى الحد الذي أصبحنا نراه ضرورة من ضرورات الحياة , ويبدو أن هؤلاء قد أتقنوا الحرفة بشك جيد وأصبحوا بارعين في رفع شعارات محاربة الفساد وتقديم أنفسهم وكأنهم رواد إصلاح وخلق جمعيات وأطر شكلية للشفافية وحقوق الإنسان وهدفهم الحقيقي إنما هو نقيض للهدف المعلن وهو إجهاض أي إصلاح وأي محاولة جادة للتصدى للفساد وتكريس الوضع الفاسد القائم .
هذه الثقافة لم تتنزل علينا من السماء ولم تتكون بيننا هكذا فجأة بل هي نتاج لمنظومة من السياسات والمسلكيات والعناصر التي نمت وتكاملت وغذت بعضها بعضا ً ولعل أهم هذه العناصر هو الاستغلال المفرط والمزمن للسلطة والوظيفة العامة والمناصب الاجتماعية والسياسية الهامة لخدمة المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة ثم حالة الخنوع والانهزامية في شخصيتنا فقد نمت هذه الثقافة وتكرست لأننا لم نعد نستنكرها وقبلناها وأصبحت مألوفة بل اعتبرها البعض ضرورة من صور الشطارة , لم نعد نرى أن الواسطة والمحسوبية تـًجرد المجتمع من مقومات التفكير الإبداعي والتخطيط الموضوعي للحاضر والمستقبل عندما يًهمش المبدعون ممن ليست لديهم واسطة ويًحرمون من مبدأ المناقشة والمساواة وتكافؤ الفرص

تنمو ثقافة الفساد وتترع حينما تـًدفع المواطن للكذب والنفاق وشهادة الزور ودفع أو قبول الرشوة والواسطة ليتمكن من إنجاز معاملاته مع الأجهزة الرسمية في الدولة في هذا الجو وضمن هذه الثقافة التي تقوم بدور الفعل وتبرير الفعل لم يعد غريبا ً .

فعلا هذه ثقافه الفساد
الكل يريد مصلحه شخصيه حتى لوكانت على خطا من صغير الى كبير من رئيس الى وزيرر
ممهما طلع سوف يجد يوما ما انه نزل بدون سلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.