تفريغ فتوى العلامة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ورعاه
في حكم حلِّ السِّحر بالسِّحر
( الثلاثاء 1 جمادى الآخرة 1445هـ )
السؤال :
كَثُرَ الكلام في الآوِنَةِ الأخيرة عن حُكم حَلِّ السِّحْرِ بالسِّحْر …
فما قولُكُم في ذلك ؟؟؟
الإجابة :
ذَكَرْنَا مِرَاراً أنَّ حَلِّ السِّحر بالنُّشْرَة وجَاءَتْ على لِسَان بعضِ السَّلَف وأنَّهُم أجازُوا النُّشْرَة ، وابنُ القيِّم لهُ تفصِيل في المُرَاد بالنُّشْرَة إنْ كَانَتْ بالأَدْعِيَة والرُّقَى الشَّرعيَّة فلا بأسَ بِها، وهِيَ التِّي يُرادُ بها النَّفْع ،نفعِ النَّاس وهِيَ جَائِزَة ، وإنْ كَانْ المُراد بالنُّشْرَة حَلِّ السِّحر بِسِحْرٍ مِثلهِ فلا يجُوز البَتَّة ؛ لأنَّهُ تَواطُأٌ على الشِّرْكِ الأكْبَر ، تواطأٌ على الشِّرْكِ الأكْبَر فالذِّي حَرَّمَ الذَّهَاب إلى السَّاحِر في المَرَّةِ الأُولَى يُحَرِّمُهُ في المَرَّةِ الثَّانية ؛ لأنَّ السِّحر لا يَخْتلِف لا يُمْكِن أنْ يُوجَد سِحْر إلاّ بِشِرْك ، ولا يُمكِنْ أنْ يُحَل السِّحر عنْ طَريقِ سَاحِرْ إلاّ بِشِركٍ مِثْلِهِ، لا يُمْكِنْ أنْ يَقَعْ هذا ، لا يُمْكِنْ أنْ يُحَلَّ السِّحْر إلاّ بِتقديم وتَقْريب ، والسَّاحر بَدَلاً منْ أنْ يكُون مُجْرِماً أَثِيماً حَدُّهُ القَتْل يَكُونُ مُحْسِناً مُتَفَضِّلاً يَنْبَغِي أنْ تُسَهَّلُ لهُ الأُمُور ويَفْتَحْ عِيَادَاتْ ؛ لأنَّهُ مُحْسِنْ يَكْشِفُ الضَّرُوراتْ عن النَّاس ، يَكْشِفُها بإيش ؟ بالشِّرْك الأكْبَر نسأل الله السَّلامة والعافية … فهل يُمْكِن أنْ يُقَال بِمِثْلِ هذا ؟؟؟ يعني يُحْفَظْ عنْ بعضِ أتْبَاع المَذَاهِبْ أنَّهُ فَهِمْ منْ كلامِ السَّلَف في النُّشْرَة وحَمَلَها على السِّحر ، نعم ، النُّشْرَة حلُّ السِّحْر عن المَسْحُور ؛ لكنْ إنْ كانتْ بِطَريقَةٍ شَرْعِيَّة ، نعم إنْ كانتْ بِطريقةٍ شرعيَّة لا بأْسَ بها وإنْ كانتْ بِطَريقةٍ مُحَرَّمَة فَهِيَ مُحرَّمَة ، يَعْنِي كَمَنْ يُريدُ قَضَاء شهوتِهِ … هل نقُولُ لكلِّ منْ أرادَ أنْ يقضِ شهوتِهِ مُباح ؟ إنْ قَضَاهَا بِطَريقٍ مَشْرُوع أُجِرَ على ذلك ، وإنْ قَضَاهَا بِطَريقٍ مَمْنُوع أَثِمَ بِذلك ، فالشِّرك الأكْبَر لا يُمْكنْ أنْ يُتَساهلُ فيه ولوْ لمْ يَكُنْ في ذلك إلا تَشْريع للسِّحر والسَّحَرَة ، والتَّعَامُل مَعَهُم على هذا الأساس وأنَّهُمْ مُحْسِنُونْ … فالفَتْوَى بِمِثْلِ هذا إقْرَارٌ بالشِّركِ الأكْبَر نسألُ الله السَّلامة والعافية ، وإنْ نُقِلَ عَمَّنْ نُقِلْ عنْ بعضِ أتْبَاعِ المَذَاهِبْ ؛ لكِنْ الشِّرْك لا مُسَاوَمَةَ عليه ، قدْ يَقُول الإنْسَانْ ضَرُورة … ضَرُورة ، لَكِنَّها مُصِيبَة عليهِ أنْ يَصْبِر ويَحْتَسِبْ كما لوْ حَصَلَ لهُ حَادِثْ وَبَقِيَ مَشْلُولاً بَقِيَّة عُمرِهِ … وش يُقال عنهُ مثل هذا ؟ نعم … هذا يَصْبِر وَيَحْتَسِبْ كَمَنْ سُحِرْ واسْتَمَرَّ سِحْرُهُ ما أَجْدَى فيهِ النُّشْرَة المَشْرُوعَة ما انْحَلَّ السِّحْر عنهُ ، عليهِ أنْ يَصْبِرْ ويَحْتَسِبْ ومَنْ يُرد الله بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ هذهِ مُصيبَة … والله المُستعان .
إنتهى كلامه غفر الله لنا وله..
للاستماع وحفظ الفتوى ( من هنا ) المؤشر باليمين واختر ( حفظ الهدف باسم..)
تنسيق وترتيب:
شبكة مشكاة الإسلامية
وشكر خاص للأخ الفاضل / عبد الرحمن بن عبد الكريم الخضير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
:
كتب الله أجركم ونفع بكم أخينا الفاضل ..
وبارك في جهدك ..