عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
الشيـخ / وليـد بن راشـد
***
والدليل على ذلك ما رواه أحمد ، وابن حبان ، والحاكم بسندٍ صحيح من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه- في حديث الكرب وفيه :
( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك… ) فهذا الحديث دليل على أن لله أسماء قد استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فقوله ( استأثرت به ) أي: انفردت بعلمه ، وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن لأحد حصره ، ولا الإحاطة به . فإن قلت : فماذا تقول في قوله – صلى الله عليه وسلم – ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) أوليس هذا دليلاً على الحصر؟ وبيان ذلك بضرب مثالين وهما :
الثاني : لو قلت لك : إن عندي مائة درهم أعددتها للصدقة فهل تفهم من هذا التركيب أنه لا يوجد عندي إلا هذه الدراهم فقط ؟ بالطبع لا. وإنما هذه الدراهم هي المعدة للصدقة فقط ؛ وبناءً عليه نقول : إن الله- تعالى- رتب دخول الجنة على من أحصى من أسمائه هذا المقدار ، فكأنه يقول : إن من أحصى من أسمائي تسعة وتسعين اسماً فله الجنة أي: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة . وهذا واضح … ويقال أيضاً : سلمنا أنه يفهم منه الحصر فإن الحديث الثاني ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) أفادنا أن ما فهمناه من الحصر ليس مقصوداً ، وفهمنا تابع للأدلة ، لا أن الأدلة موقوفة على فهمنا، فما وافقه منها قبلناه ، وما خالفه رددناه فإن هذا مسلك الهالكين من أهل البدع ، وقد انعقدت قلوبنا على أنه لا تعارض بين نصين صحيحين مطلقاً . والله أعلم.
س210 ما حكم السؤال عن كيفية شيءً من صفات الله- تعالى- ولماذا ؟ وكيف الجواب لمن سألنا عن شيءً من ذلك ؟
ج: أقول : السؤال عن كيفية صفات الله محرم ، وجريمة، من إقحام العقل والنفس فيما لا مجال لها فيه ، وهو من زلل القول ، وخطل الفهم الذي ينبغي لصاحبه التوبة النصوح ، والاستغفار الكثير منه ؛ وذلك لأنه مسلك الهالكين من أهل البدع ، ومن أبواب الشر التي لو فتحت لأفسدت على الناس عقيدتهم في ربهم – جل وعلا- ولأنه مخالف لمنهج السلف فإن السلف – رحمهم الله تعالى – لا يعرف عنهم كلمة واحدة في ذلك ؛ ولأنه من الأمور الغيبية التي هي خارجة عن حدود العقل ، وطاقاته فمهما أعملت عقلك في إدراك الكيفية لشيء من صفات الله فلن ترجع إلا بالضلال ، والحيرة ، والتيه ، والشكوك ، والأسئلة الكثيرة ، والإشكالات المحيرة التي لا جواب عنها إلا بردع العقل ، والنفس عن الدخول في ذلك ، فما هلك أهل التمثيل ، والتعطيل إلا لأنهم وضعوا لصفات الله كيفية من عند أنفسهم فرضيها أهل التمثيل فمثلوا ، وأباها أهل التعطيل فعطلوا . فأحذر من سلوك سبيلهم الضال ، وقف حيث وقف السلف في صفات الله العظيم الكبير المتعال ؛ ولأن الكيفية لا تعلم إلا بالرؤية ، أو بمشاهدة النظير ، أو بإخبار الصادق-صلى الله عليه وسلم- عنها ، وكلها منتفية في حق صفات الله- تعالى- وأما الجواب لمن سألنا عن شيء من ذلك فهناك عدة أجوبة :
منها- أن نقول : ما سألت عنه من الصفات معناه معلوم ، وكيفه مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعه . وهذا الجواب صحيح ، سديد باتفاق أهل السنة .
_____________________
الاسئلة التطبيقية:
س2: هل ممكن أن يتعارض حديثين صحيحين؟وضحي ذلك..
س3: ما سبب هلاك طائفتي: الممثلة والمعطلة؟
__________________
و جازاك الله عني كل خير .
ساعود للاجابة عن الاسئلة بعد فهم الدرس.
ما شاء الله على الاجتهاد والاهتمام..
الله يوفقك حبيبتي ويثبتك…
وبانتظار اجاباتك الرائعة..
سوف اقرا الدرس وان شاء الله راح اجاوب بعدها
س1: ما معنى "أحصاها" في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة]، ؟
س2: هل ممكن أن يتعارض حديثين صحيحين؟وضحي ذلك..
لا يمكن ان يتعارض حديثين صحيحين لان الحديث الاول دل على ان اسماء الله الحسنى كثيرة اما الحديث الثاني دل على ان اسماء الله الحسنى ليست محصورة وانما من حفظ منها التسع تسعون اسما دخل الجنة وان الاحاديث الواردة في تعداد الاسماء كلها مرفوعة
س3: ما سبب هلاك طائفتي: الممثلة والمعطلة؟
لأنهم وضعوا لصفات الله كيفية من عند أنفسهم فرضيها أهل التمثيل فمثلوا ، وأباها أهل التعطيل فعطلوا
بعد اطلاعي على الموضوع المطروح اجيب:
س1: ما معنى "أحصاها" في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة]، ؟
اي من وصل الى التسعة والتسعين في الايمان والعمل بهذه الاسماء واخذ شيئا من هذه الصفات في حياته دخل الجنة والله ورسوله اعلم .
س2: هل ممكن أن يتعارض حديثين صحيحين؟وضحي ذلك..
لا تتعارض الاحاديث الصحيحة ، ولكن لكل حديث تفسير يؤدي الى التقاء وليس تعارض.
س3: ما سبب هلاك طائفتي: الممثلة والمعطلة؟
والله هذا الموضوع لا علم لي فيه.
1 ما معنى "احصاها"في قول الرسول صلى الله عليه و سلم:ان لله تسعة و تسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة؟
اختلف العلماء في المراد باحصاها فقال البخاري و غيره من المحققين معناه حفظها وهذا هو الاظهر وقيل احصاها عدها في الدعاء بها و قيل اطاقها اي احسن المراعاة لها و المحافظة على ما تقتضيه و صدق بمعانيها. و عموما معنى احصاء اسماء الله الوارد في هذا الحديث فهو :من حفظها متفكرا في مدلولاتها معتبرا بمعانيها عاملا بمقتضاها مقدسا لمسماها دخل الجنة.
2 هل ممكن ان يتعارض حديثين صحيحين؟ وضحي ذلك.
لا يمكن ان يتعارض حديثين صحيحين لانه صلى الله عليه و سلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .قد تختلف التفاسير لغزارة اللغة العربية و قد يختلف الاطار الزماني و المكاني الذي روي فيه الحديث .ثم بالنسبة للمثال الذي بين ايدينا ليس فيه اي تعارض فالحديث الاول يدل على ان لله اسماء كثيرة قد نعرفها و قد لا يعرفها احد سواه عز وجل اما الحديث الثاني يعني ان من احصى ااسماء الله التسعة و التسعين دخل الجنة و هذا لا ينفي وجود اسماء اخرى لله عز وجل.
3 ما سبب هلاك طائفتي :الممثلة و المعطلة ؟
سبب هلاك طائفة الممثلة:انهم قوم يمثلون صفات الخالق بصفات المخلوق كتشبيه النصارى المسيح ابن مريم بالله سبحانه و كتشبيه اليهود عزيزا بالله وتمثيل المشركين اصنامهم بالله و كتمثيل بعض الطوائف وجه الله بوجه المخلوق
و يد الله بيد المخلوق وسمع الله بسمع المخلوق ونحو ذلك.
سبب هلاك طائفةالمعطلة:انهم قوم ينفون الصفات الالاهية و ينكرون قيامها بذات الله سبحانه كتعطيل الله جل وعلا عن كماله المقدس وذلك بجحد اسمائه و صفاته وكتعطيل معاملة الله عز وجل بترك عبادته و كتعطيل المصنوع من صانعه كمن قال بقدم المخلوقات و جحد ان الله خلقها و صنعها .
اتمنى ان اكون وفقت في الاجابة.
جازاك الله اختي كل خير.
الله يوفقك.. ويرزقك العمل والعلم الصالح..