أولاً / المسلم الصادق المخلص في إسلامه يجب أن يعلم علم اليقين أن الإسلام لا يأمر إلا بالخير ولا ينهى إلا عن الشر ، ثم يسلِّم بعد علمه الأمر لخالقه الذي أمره ونهاه ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًامِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ).
ثانياً / فيما يتعلق بسؤالك : أحب أن أوضح لك المسألة من كلام خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم الذي حذر غاية التحذير من خطر المرأة على الرجل فقال عليه الصلاة والسلام: ( واتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) وقال صلى الله عليه وسلم مخبراً -وهو الصادق المصدوق- : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) وعن ابن مسعود عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم قال: "المرأةُ عورةٌ، فإذا خرجتِ استشرفَهَا الشَّيطانُ".رواه الترمذي وقال هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ غريبٌ. ، والأحاديث في ذلك كثيرة ، ومن هنا يتأكد ضرورة ألا يربط المسلم بعلاقات مع أي امرأة أجنبية عنه لما في ذلك من المفاسد والمخاطر عليه وعليها . ومن ذلك :أن الشهوة مركبة في كلا الجنسين والرجل بطبيعته ميال إلى المرأة وهي كذلك ، ومن يضمن لنفسه أن يميل لامرأة كان يظن أن علاقته معها مجرد حب وتقدير واحترام متبادل ، وإذا بهما يقعان في الحرام والعياذ بالله ، وقد نهى الله عز وجل عن مقدمات الزنى فقال (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى) ومنها النظر للمرأة الأجنبية فكيف بمصافحتها والحديث معها .
أرجو أن تربأ بنفسك عن هذا العمل وتشغل نفسك بالحديث مع الرجال والعمل معهم ، ولك فيما أباح الله من النساء الغُنية والكفاية ، وأخيراً يجدر أن أنبهك إلى أن الحديث مع المرأة الأجنبية للحاجة الملحة مع أمن الفتنة لا حرج فيه . والله أعلم .
هل يجوز التخاطب مع الرجال عن طريق الإنترنت بكلام في حدود الأدب ؟
الجواب :
الحمد لله
من المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " .
وفي هذا يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } [ النور / 21 ] ، ومن الثاني : قوله تعالى { و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [ الأنعام / 108 ] ، وفيها ينهى الله تعالى المؤمنين عن سبِّ المشركين لئلا يفضي ذلك إلى سبهم الربَّ عز وجل .
وأمثلة هذه القاعدة في الشريعة كثيرة ، ذكر ابن القيم رحمه الله جملة وافرة منها وفصَّل القول فيها في كتابه المستطاب " أعلام الموقعين " ، فانظر منه ( 3 / 147 – 171 ) .
ومسألتنا هذه قد تكون من هذا الباب ، فالمحادثة – بالصوت أو الكتابة – بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع في حبائل الشيطان .
ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان : وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .
ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط :
1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة للإسلام .
2. عدم ترقيق الصوت ، أو تليين العبارة .
3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر أو الطول أو السكن …الخ .
4. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة – بالنسبة للرجل – ، وأخوات – بالنسبة للمرأة – حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطِبين .
5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
جزاكم الله جميعا كل خير…
وهناك بعض الفتيات يتهاون في اضافة الرجال للماسنجر بحجة أنه مشرف المنتدى أو غير ذلك من الأسباب وأنا أرى أن البريد يكفي….وان كان هناك حاجة ملحة…فالبشروط التي نقلها الاخ في الفتوى..ولا أرى أي حاجة للمحادثة الصوتية بين الرجل والمرأة….وفق الله الجميع لما يحب ويرضى….
الاخت حنين …التاج …نجمة الكويت …
جزاكم الله خير على المشاركه …