السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
۩ العـلـيـم ۩
و قد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في أكثر من مائة و خمسين موضعا ، قال تعالى : ( يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ ) ، و قال تعالى : ( وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً) ، أي : الذي أحاط علمه بالظواهر و البواطن و الإسرار و الإعلان ، و بالعلم العلوي و السُّفلي ، بالماضي و الحاضر و المستقبل ، فلا يخفى عليه شئ من الأشياء علم ما كان و ما سيكون ، و مالم يكن أن لو كان كيف يكون ، أحاط بكلِّ شئ علما و أحصى كل شئ عددًا .
و للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار مباركة على العبد ، بل هو أكبر زاجر و أعظم واعظ .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : ( أجمع العلماء على أنه أكبر واعظ و أعظم زاجر نزل من السماء الى الأرض ، … و لا تكاد تقلب ورقة واحدة من أوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر و الزاجر الأعظم ( بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، ( وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، ( يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ ) ، ( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ) ، ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) ، ( وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ ) ، ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) .
فينبغي علينا جميعا أن نعتبر بهذا الزّاجر الأكبر ، و الواعظ الأعظم ، و أن لا ننساه لئلا نهلك أنفسنا ).
–