تخطى إلى المحتوى

شهر رحب بين السنة والبدعة 2024.

جمع وترتيب
الفقير إلى عفو ربه المنان
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

قال تعالى :
{ إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرآ فى كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم وذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم واعلموا أن الله مع المتقين } التوبة 36

س : ماهى الاشهر الحرم ؟

الأربعة الحرم : ذو القعدة ، ذو الحجة ، والمحرم ، ورجب الفرد .. وقد نهى الله سبحانه عباده عن الظلم أبدآ طوال الحياة وأكد النهى عن إرتكاب الظلم والوقوع فى وباله وخطره فى الاشهر الحرم الأربعة فقال تعالى : { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } فالظلم من كبائر المحرمات أبدآ وهو فى الأشهر الحرم اشد تحريمآ .
قال الإمام اليفوى :
قال قتادة العمل الصالح أعظم أجرآ فى الأشهر الحرم والظلم فيهن أعظم من الظلم فيمن سواهن وإن كان الظلم على كل حال عظيمآ قال ابن عباس رضى الله عنه " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " أى يريد إستحلال الحرام والغارة فيهن .
فإرتكاب محارم الله كلها والفواحش ما ظهر منها وما بطن ظلم للنفس حرمه الله تعالى ونها عنه كما نهى الله تعالى عن ظلم الإنسان لغيره وأعد { للظالمين نارآ أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوة بئس الشراب وساءت مرتفقآ } الكهف 29
فظلم النفس الذى هو ترك طاعة الله وترك الإنقياد لإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه محرم بنص القرآن الكريم وأيضآ ظلم الناس بعضهم لبعض محرم على الدوام ولكنه فى شهر رجب أشد تحريمآ وكذا فى بقية الاشهر الحرم .
وفى الحديث القدسى يقول الله : يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرمآ فلا تظالموا " الحديث رواه مسلم والترمذى .وقال النبى صلى الله عليه وسلم : " الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه البخارى.
المشروع فى شهر رجب

المطلوب من كل مسلم فى هذا الشهر " رجب الفرد الحرام " ترك الظلم ظلم النفس ويكون بالبعد عن إتباع الكتاب والسنة المحمدية والإعراض عنهما .
وظلم العباد ويكون بشتمهم وقذفهم وأكل أموالهم وسفك دماءهم وإغتيابهم والسعى بينهم بالفساد كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال ان المفلس من أمتى ياتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم ثم طرحت عليه ثم طرح به فى النار " رواه مسلم والترمذى .
الصوم فى شهر رجب

روى الإمام احمد وابو داود وابن ماجه واللفظ له عن رجب من باهله قال : " أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنا الرجل الذى أتيتك عام الأول فقال فمالى أرى جسمك ناحلآ قلت يا رسول الله ما أكلت طعامآ بالنهار وما أكلته إلا بالليل قال من امرك ان تعذب نفسك ؟ قلت يارسول الله إنى اقوى قال صم شهر الصبر ويومآ بعده قلت إنى أقوى قال صم شهر الصبر ويومين بعده قلت إنى أقوى قال صم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده وصم أشهر الحرم " وفى لفظ لأبى داود قال : " صم من الحرم وإترك " ثلاثآ .
قال الإمام الشوكانى فى هذا الحديث قد ضعفه بعضهم وقال أيضآ فى السيل الجرار لم يرد فى رجب على الخصوص سنة صحيحة ولا ضعيفة ضعفآ خفيفآ بل جميع ماورد على الخصوص إما موضوع وإما مكذوب أو ضعيف شديد الضعف .
وغاية ما يصلح التمسك به من إستحباب صومه ماورد فى حديث الرجل الباهلى المذكور آنفآ وهو لا يدل على رجب بعينه ولكن على الحرم جميعآ والله أعلم .
البدع فى شهر رجب
قال صلى الله تعالى عليه وسلم كما فى الصحيح عنه :" من عمل عملآ ليس عليه أمرنا فهو رد "
ومن البدع المنكرات التى سيحاسب عنها الرجال والنساء جميعآ :

خروج النساء إلى المقابر فى نصف رجب أو فى آخره فهذة من اسوأ وأقبح البدع المنكرة التى يجب على كل عالم بل على كل مسلم أن يحاربها وأن أرباب البيوت فرض عليهم ألا يقروا نساءهم على مثل هذة المنكرات والنساء لابد أن يتقين الله سامعين لقوله تعالى { وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } الأحزاب 33
وليعلم الرجال ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذى يقر فى أهله الخبث " رواه أحمد النسائى والحاكم وصححه .
الأحاديث المكذوبة فى شهر رجب
1- حديث : " رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى " ضعيف ولم يصح فى رجب حديث كمال قال ابن رجب وغيره وهذا الحديث ذكره بن الجوزى فى الموضوعات بطرق عديدة .
2- حديث : " كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان " ضعيف كما فى الجامع وشرحه.
3- حديث :" فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام " قال ابن حجر موضوع ولم يصح فى رجب خبر .
4- حديث : " إن فى الجنة قصرآ لصوام رجب " ضعفه شارح الجامع الصغير وفيه إنقطاع .
وأحاديث آخرى لا تصح والخلاصة .
أن المشروع فى هذا الشهر الحرام رجب الفرد ترك الظلم ظلم النفس والغير وهو يقتضى الانكباب على الطاعات وترك المحرمات والمخالفات والصوم قد رايت ما فيه وهو جائز إذا وافق عادة كصيام الإثنين والخميس وصيام يوم وإفطار يوم وثلاثة ايام من كل شهر – القمرية .

والله سبحانه ولى التوفيق وهو الهادى إلى سواء الصراط والحمد لله رب العالمين .
وجزاكم الله خيرآ
محمد بن عبد المنعم
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
آمين

بارك الله في الكاتب وفي الناقل….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.