عذاب القبر ونعيمه
مذهب سلف الأمة وأئمتها : أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه وأن الروح تبقي بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبه وانها تتصل بالبدن وأحيانا ويحصل له معها النعيم أو العذاب فأهل السنة والجماعة يتفقون على النفس وتنعم وتعذب منفردة عن البدن وتنعم وتعذب بالبدن والبدن متصل بها فيكون النعيم والعذاب عليها في هذه الحال مجتمعين كما
يكون ذلك على الروح منفردة عن البدن وهل يكون النعيم والعذاب على البدن بدون الروح ؟ هذا
فيه قولان مشهوران لأهل الحديث والسنة وأهل الكلام .
أدله عذاب القبر ونعيمة من القران الكريم
قال الله تعالي (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ))
هذا خطاب لهم عند الموت .وقد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون
ولو تأخر عنهم ذلك إلي انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون .فدل على المراد به عذاب القبر .
وقال الله تعال (( فلولا اذا بلغت الحلقوم # وأنتم حينئذ تنظرون# ونحن أقرب إليه منكم ولكن
لا تبصرون # فلولا ان كنتم غير مدينين # ترجعونها إن كنتم صادقين # فأما إن كان من المقربين # فروح وريحان وجنة نعيم # وأما ان كان من أصحاب اليمين # فسلام لك من أصحاب اليمين # وأما أن كان من المكذبين الضالين # فنزل من حميم # وتصليه جحيم ))
فذكر ههنا أحكام الأرواح عند الموت وذكر في أول السورة أحكامها يوم المعاد الأكبر وقدم ذلك على هذا تقديم الغاية للعناية اذ هي أهم وأولي بالذكر وجعلهم عند الموت ثلاث أقسام كما جعلهم في
الأخره ثلاثة أقسام
أدلة عذاب القبر من السنة النبوية
إذا تأملت أحاديث عذاب القبر ونعيمة وجدتها تفصيلا وتفسيراً لما دل عليه القران وأحاديث عذاب القبر كثيرة متواترة عن النبي r منها
مافي الصحيحين عن ابن عباس أن النبي r مر بقبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول , وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فشقها
نصفين فقال : لعله يحفف عنهما ما لم ييبسا "
في صحيح مسلم وجميع السنن عن أبي هريرة أن النبي rقال : " إذا فرغ أحدكم من التشهد
الأخير فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر . ومن فتنه المحيا والممات , من
فنته المسيح الدجال "
وتذكر احنا هنا لنشارك فلا تبخلو عليا بردوكم
اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال ومن عذاب النار