الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
أيتها الأخت المسلمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلمي أن الوقت نعمة لمن شغلوه بالصالحات ، ونقمة لمن جعلوا منه سياحة في الدنيا والشهوات والملذات : وقتلوه بالسفاسف والترهات ، حيث قضوا الليالي والأيام في الاجتماعات الآثمة وسماع الأغاني الماجنة ، ورؤية الأفلام المحرمة .
والمسلمة تدرك ـ ولا شك ـ أنها مسئولة بين يدي ربها عز وجل عن وقتها وعن شبابها . وتسمع هاتفاً في قلبها يهتف في كل يوم جديد :
( يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح رشيد ، فإذا مضيت لا أعود ) ولذا تجد الأخت المسلمة دوماً حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها وحسن استثماره ، كما قال البصري رحمه الله : ( أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ).
أيتها الأخت المسلمة : من الوسائل التي تستثمر بها الأوقات في البيوت :
أولاً : المحافظة على الصلوات الخمس والإكثار من السنن والنوافل : قال الله تعالي ] فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فأرغب [ .
وقال قائل :
اغتنم في الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكون وقتك بغته
كم صحيحٍ رأيت من غير سقم ذهبت نفسه الصحيحة فلته
ثانياً : القيام بالواجبات وتأدية المسئوليات :
· فإن كانت بنتاً قامت بحق والديها وأحسنت صحبتهما وخفضت لهما جناح الذل من الرحمة وذلك بمساعدتهما وخدمتهما مع الدعاء لهما.
· وإن كانت متزوجة قامت بحق زوجها ، فأطاعته بالمعروف وأحسنت تربية أبنائها ، واتقت الله تعالي في تدبير شئون بيتها : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .
ثالثاً : القراءة في الكتب الإسلامية للتفقه في الدين وعبادة الله تعالى والدعوة إلية على بصيرة .
رابعاً : متابعة أحوال المسلمين في العالم من خلال الإطلاع على المجلات ذات الصبغة الإسلامية كمجلة الدعوة ، والإصلاح ، والمجتمع ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) روي موقوفا على عبد الله بن مسعود .
خامساً : الاستماع إلى الأشرطة الصوتية المفيدة ، كتلاوة القرآن ، ودروس المشايخ والدعاة وطلبة العلم ، وكذلك الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم لتعلم العلم النافع .
سادساً : العكوف على حفظ كتاب الله ، وتدبر معانيه والالتحاق ـ إن استطاعت بمدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية بعد العصر ، قال صلي الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) صحيح .
سابعاً : صلة الأرحام وذلك عن طريق الهاتف ، فالسؤال عن أحوال ذوي الرحم مما يحقق الألفة ويقوي أواصر المحبة ، وصلة الرحم تزيد في الرزق وتنسأ في الأجل .
ثامناً : اتقان فن الطبخ والخياطة والحياكة وغيرها من فنون التدبير المنزلي فالمرأة الصالحة (ربة بيت ) تقوم بأعمال بيتها وتحسن تدبيرها ، وقد كانت فاطمة بنت محمد رضي الله عنها تطبخ وتنظف وتستقي بالقربة حتى أثر ذلك في بدنها وثيابها رضي الله عنها .
تاسعاً : استضافة الصالحات من بنات جنسها ودعوتهن للزيارة وإقامة حلقات أسبوعية في البيوت لدراسة العلم الشرعي والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل كما أن المرأة قليلة بنفسها كثيرة بأخواتها .
عاشراً : القيام ببعض المسابقات الترفيهية في حدود الشرع لا سيما مع أخواتها أو أبنائها لتستجم النفوس ، وتنبسط القلوب .
هذا غيض من فيض وسائل استثمار الوقت في البيت ، وقليل من النساء من توفق للعمل بهن فكوني أنت ـ ايتها الأخت المسلمة من هذا القليل ، قال صلي الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) . صحيح .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكن من الذين وفقهم الله للعمل بطاعته ، وجنبهم معصيته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
((( منقـــول )))
ولكم تحياتي .
ونفعنا وإياك بما نقرأ ونكتب
جـزاك الله خـيرا الجزاء ..