إن الأمر بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه يعني أن ذلك عبادة لله عز وجل وقربة إليه سبحانه. والعبادة التي أرادها الله تعالى ويرضاها من العبد هي ما ابتُغي به وجهه. وهذا كمال التعظيم وغاية التوقير. وأي توقير أو تعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره أو استنكف عن طاعته أو ارتكب مخالفته؟!
"من كان لا يحب إلا نفسَه، ولا يمجد سواها، ولا يشتغل بغيرها، ولا يسعى إلا في مبتغاها فليس من المِلة الحنيفية حقا. والحنيفية إخلاص الوجه والوِجهة والعبودية لله عز وجل وحدَه لا شريك له." [6] ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم بالقلب بتقديم محبته على من سواه؛ إذ لا يتم الإيمان إلا بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" . ثم إنه لا توقير ولا تعظيم بلا محبة ولا طاعة، وإن ما يزرع هذه المحبة والطاعة في قلوبنا معرفتنا لقدره ومحاسنه صلى الله عليه وسلم.
وإذا استقرت تلك المحبة الصادقة في القلب كان لها لوازم هي في حقيقتها مظاهر للتعظيم ودلائل عليه، ومن صور ذلك التعظيم:
1- الثناء عليه صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه عز وجل به، وما أثنى هو على نفسه به، وأفضل ذلك الصلاة والسلام عليه لأمر الله تبارك وتعالى وتوكيده: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ .
() دمتِ بخير