لدي موضوع أحتاج لمعلوماتكم وآرائكم حوله، وأرجو أن أجد لديكم ما يُعين.
يجد الكثير من الباحثين عن الإسلام -ضمن ما يجدون من عقبات- نقطة حرجة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم، لا نواجهها نحن من نشأنا على الإسلام، بل إنها من المسلّمات البديهيّة عندنا، مما يجعل شرحها للآخرين صعبًا بعض الشيء.
وهذه النقطة هي:
يذكر القرآن في أكثر من موضع أنه واضح وكامل وفيه تفصيل لكل شيء، بينما لا يمكننا فهمه ولا فهم الإسلام دون الاستعانة بمصادر خارجية كالتفسير والسنة وأسباب النزول والسيرة. وبما أنه محور الإسلام الأساسي فلماذا نحتاج للكثير من الكتب الخارجية لنفهم تعاليمه إذا كان مفصلاً كما يذكر؟
والآيات التي يشيرون إليها عادةً هي:
"أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" الأنعام 6:114
"وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" الأنعام 6:126
"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" يوسف 12:111
"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" النحل 16:89
وغيرها الكثير..
عمومًا، فكرتُ في مناقشة الموضوع معكم علّنا نصل إلى طريقة مناسبة لشرح ما نؤمن به لمن لا يؤمن به، أي إضافات أو إحالات ستكون محل ترحاب.
الأمر مثل مقولة عالم أجاب حين سُئل عن ماهيّة الوقت "أنا أعرف تمامًا ما هو، لكن لا أستطيع شرحه حين تسألني عنه"
بانتظاركم.. وشكرًا لوقتكم
يا أهلاً أهلاً
بصراحة الموضوع يحتاج لأهل علم ، ولكن سوف أشارك بالأفكار التي دارت في رأسي ..
بداية ،،
وبما أنه محور الإسلام الأساسي
المصدر الأول للتشريع نعم، و لكنه ليس المحور الأساسي ..
( لألفين أحدكم متكئا على متكئه يصل إليه عني حديث فيقول : لا نجد هذا الحكم في القرآن . ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه.) حديث صحيح
هذا الحديث يحتمل وجهين :
أحدهما أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أوتي من الظاهر المتلو .
والثاني أن معناه أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى , وأوتي مثله من البيان ، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص وأن يزيد عليه فيشرع ما ليس في الكتاب له ذكر
فيكون ذلك في وجوب الحكم ولزوم العمل به كالظاهر المتلو من القرآن .
بالتالي ، فإن محور الإسلام هو القرآن و السنة معاً .
السؤال ؛ لماذا ؟ لماذا الاستعانة بالسنة ؟
يمكن لأن القرآن كتاب نتعبد به ، فلا يعقل أن يدخل في تفصيل كل أمر ، و المعلوم أن الإسلام دين دقيق و شامل ..
يعني لو دخل القرآن بتفصيل كل حكم فقهي و غيره ، لتضاعف عدد أجزائه ، فكيف لنا أن نحفظه لنكون من حملته و ندخل به الجنان إن شاءالله ؟ يعني هذه رحمة من ربنا ..
النقطة الثانية ،،
وفيه تفصيل لكل شيء،
ما معنى كلمة "تفصيل" أو "مفصلا" أو ما شابه من آيات ؟
التفصيل ليس الشرح فقط ، بل التفصيل يعني أنه أعطى الكثير من الأمثلة (التبيان)، و حاكى كل فئات البشر بأساليب متنوعة ( الموعظة ، القصص ، الترهيب، الترغيب …) .
"وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" الأنعام 6:126
أي : فَقَدْ بَيَّنَّا الْآيَات وَالْحُجَج عَلَى حَقِيقَة ذَلِكَ وَصِحَّتَهُ .
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" الأنعام 6:96
يَقُول : قَدْ مَيَّزْنَا الْأَدِلَّة وَفَرَّقْنَا الْحُجَج فِيكُمْ وَبَيَّنَّاهَا أَيّهَا النَّاس .
نلاحظ سلسلة الآيات الكونية في سورة الأنعام ، تتكرر بعدها " قد فصلنا الآيات" ، أي أعطى الأدلة على ألوهيته و كون هذا الكتاب هو الحق .
النقطة الثالثة ،،
الاستعانة بمصادر خارجية كالتفسير
أظن أن هذا الأمر نحتاج إليه اليوم لجهلنا بأصول اللغة العربية التي تغيرت و تبدلت الكثير من مصطلحاتها مع الوقت و مع دخول غير المسلمين للإسلام .
كما أن لعله من الأفضل في عصرنا هذا الذي تسوده فتنة العلم ، أن يكون استناط الأحكام محصوراً بالمتعلمين و الفقهاء لكي لا يستنبط كل منا أحكاماً "على كيفه" ..
وفقكِ الله يا مرمر ،،
الموضوع جميل و يستحق النقاش ..
أرجو من الأخوات التفاعل لكي نستفيد جميعنا ..
موضوع هام للنقاش
لعل لى عودة بإذن الله بعد عرض الموضوع على أهل الأختصاص
وأيضًا لأنه لابد من مثال حي لتطبيق هذا القرآن ليكون قدوة للعالمين.
لا خلاف على الحاجة إلى السنة في التشريع، وإنما ذكرها هنا جاء في معرض الحاجة إليها مع التفسير وأسباب النزول وغيره في فهم القرآن، في الوقت الذي يقول فيه القرآن أنه كامل التفصيل، أو على الأقل هذا ما تقوله ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية.
والمشكلة والله أعلم في الترجمة.. (وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها سوء فهم بسبب الترجمة). فكما ذكرتي معنى التفصيل ليس ذكر التفاصيل بل التوضيح والتبيين:
لكن الترجمة تقول "كامل التفصيل" وهذه مشكلة!
يعني من الترجمة يُفهم أن القرآن يقول أنه كامل التفصيل بحيث يُمكن أن يُفهم الإسلام منه قائمًا بذاته، بينما الأمر ليس كذلك في الواقع!
وهذه هي نقطة الاعتراض، فلا اعتراض لديهم على دور السنة في التشريع ولا دور التفسير في الفهم، ولكنه أمر مُقلق أن تكون هناك حاجة إليهما فيما لو ذكر القرآن أنه كامل التفصيل وقائم بذاته.
نقطة الوحي التي ذكرتِها جاءت في وقتها تمامًا سبحان الله فهذا موضوع آخر تحت البحث اليوم
بارك الله فيكِ ياسمينة
زهرة الإسلام.. جزاكِ الله خيرًا بانتظارك.
بالبحث توصلت إلى نقطتين لا أدري إن كنت على صواب فيهما:
الأولى: أن الآيات التي ذُكر فيها "تفصيل لكل شيء" كانت عن ما أوحى الله إلى موسى عليه السلام:
"ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ" الأنعام 6:154
"قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ، وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ" الأعراف 7:144,145
ما عدا آية واحدة عن القرآن ولكنها مختلفة:
"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" يوسف 12:111
وكما نلاحظ "تفصيل كل شيء" وليست "تفصيل لكل شيء" كالسابقتين، مع إنني لم أجد في التفاسير ما يشير إلى وجود فرق، ولكن التفصيل في الآية الأخيرة يعني التبيين والتوضيح:
وبما أنها جاءت في ختام سورة يوسف، ألا يُمكن أن تعني التفصيل الوارد في السورة لقصة يوسف عليه السلام؟ أي أن التفصيل في الآية خاص بهذه السورة؟ الله أعلم
الثانية: أن القرآن يشير إلى وجود الحاجة للتفسير وأنه يمكن أن يساء تفسيره:
"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ" آل عمران 3:7
بغض النظر عن الأقوال المتعددة في المحكم والمتشابه، ألا يُفهم من الآية أنه يمكن أن يفسّر بشكل خاطئ، وبالتالي مادام هناك تفسير خاطئ فيقابله تفسير صحيح؟
والله أعلم.
يهمني الآن نقطتين:
*إثبات أنه لم يُذكر في القرآن كونه مفصلاً وشاملاً بشكل لا يُحتاج معه إلى مصادر ثانوية لتوضيح الدين.
*توضيح معنى التفصيل والتبيين في الآيات.
جزاكم الله خيرًا، وأسأل الله أن يفتح لنا في هذا الأمر بما يزيدنا إيمانًا ويساعد من لديه شك ليهتدي إلى الصراط المستقيم
http://islamtoday.net/questions/show…nt.cfm?id=6393
إذًا الحل والحمد لله هو توضيح معنى التفصيل المذكور في الآيات، وتقديم الدليل على الحاجة إلى تفسير القرآن وهو الآية من سورة النحل،
طبعًا هناك أدلة أخرى من السنة، وأرجو أن تلاحظوا أن الأمر ليس حول الحاجة إلى السنة وإنما حاجة القرآن إلى تفسير.
أرجو أن يُنتفع به
جزيت خيرا اختي
حيث طرح الموضوع على أن القرآن كتابا مفصلا لجميع الاحكام والعبادات
السؤال : لماذا لا نفهمه بمعزل عن السنة النبوية وكتب التفسير
أقول وبعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى بأن هذا الموضوع تناوله الكثير من الباحثين وكانوا يقولون لماذا لا نكتفي بالقرآن وحده وهؤلاء أطلقوا على أنفسهم بـ "القرآنيين" أي لا يقرون إلا بما ورد في القرآن .
ومن الكتب التي ظهرت كتاب " القرآن وكفى " لمؤلفه الدكتور أحمد صبحي منصور
وحتى نفهم منهجية "القرآنيون " يتكلم الدكتور عن الكتاب في النقاشات التي أثيرت حول موضوعه في الكتاب
أولا : يتكلم الدكتور عن نفسه
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]فى عام 1977 قدمت مخطوطة رسالتى للدكتوراة بعد 18 شهرا فقط من تسجيل موضوع الدكتوراة ، وكان عن اثر التصوف فى مصر العصر المملوكى. وقدرت أن معارضة الشيوخ ستستغرق عاما ونصف العام حتى يقتنعوا بما كتبت. كانت مخطوطة الرسالة حوالى 1500 صفحة ، تتناول اثر التصوف العقيدى و الفكرى و الحضارى و السياسى و الثقافى ..الخ فى العصر المملوكى وتحتكم الى القرآن الكريم. ثارت ثائرة الشيوخ وتم تعطيلى عن المناقشة ثلاث سنوات الى ان وصلنا الى حل هو الحذف بعد أن صممت على عدم تغيير ما كتبت. حذفت ثلثى الرسالة ونوقش الثلث فقط وأجيزت بمرتبة الشرف الأولى فى 21 اكتوبر 1980. وترقيت من مدرس مساعد الى مدرس فى قسم التاريخ الاسلامى كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر.
لماذا هذه المقدمة ؟
لأنها هى السبب فى تحولى الى قرآنى.
قبل كتابة الرسالة كنت لا أرى باسا فى التصوف ذاته ، وأعتقد ان العيب فى بعض الصوفية وتطبيقاتهم. ولذا كنت حريصا على البحث عن الحقيقة. وبالبحث تبين لى أن التصوف دين أرضى شيطانى كامل الملامح عقيديا وأخلاقيا و شعائريا. وعندما كتبت رسالة الدكتوراة فيما بين ( مارس 1976 : اكتوبر 1977 ) كنت سنيا معتدلا أرجو اصلاح السنيين بالقرآن دون انكار للسنة كمبدأ، ولكن مع النظر فى نقد الأحاديث. وقد خصصت فصلا فى رسالة الدكتوراة لأثر التصوف فى وضع[/FONT]
الأحاديث و فى التأويل و التفسير. كنت أحفظ القرآن الكريم منذ الثامنة من العمر ولكن لم تكن صلتى به وثيقة شأن معظم الأزهريين.
الانقلاب الذى حدث فى حياتى وتحولت به الى قرآنى ـ بالتدريج ـ هو ذلك الاضطهاد المروع الذى وقع علىّ أثناء تعطيل مناقشة رسالة الدكتوراة( 1977 : 1980 ).
كنت مجرد مدرس مساعد يواجه الأزهر كله فى وقت كان شيخه هو الامام عبد الحليم محمود، وكان صاحب أكبر نفوذ فى تاريخ أئمة الأزهر. كان بامكان المشرف على الرسالة ـ وقد أصبح أعدى أعدائى ـ أن يكتب سطرين يقول فيهما إننى لا أصلح باحثا، وعندها يتم تحويلى من مدرس مساعد الى موظف ـ بل و قبل أن أستلم العمل موظفا سأفقد التأجيل من التجنيد ويتم تجنيدى لأصبح جنديا وأفقد مرتبى . وكنت وقتها متزوجا ومعى ابنى محمد ثم رزقت بابنى شريف.
هذا الاضطهاد المروع الذى قاده ضدى شيوخ لا يرقبون فى مؤمن إلاّ ولا ذمة زلزلنى ـ فى وضعى الحرج ـ ووضعنى امام اختيار صعب ـ لم يكن منه على الاطلاق التنازل عن الرأى أو المسايرة استعمالا لرخصة ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) ولكن كنت أريد أن أستوثق هل أنا على الحق ـ وحدى ـ وهم جميعا على الباطل ، أم أننى على الباطل وهم على الحق؟
هذا الاجماع الأزهرى أدخل الشك فى نفسى .. هل معقول اننى (صح وهم جميعا خطأ ؟)
كان المخرج هو فى الاحتكام الى القرآن الكريم.
قلت لنفسى أننى أومن بالله تعالى وحده لا شريك له ، وأومن بالأنبياء. وأومن بالقرآن بحكم العادة و التوارث . ولكن قبل أن أحتكم الى القرآن لا بد أن أدرسه نفس الدراسة النقدية التى درست بها كتب التصوف المقدسة عند أصحابها. لا بد أولا أن يتولد عندى يقين بأن القرآن فعلا كتاب الله . ليس يقين المؤمن المقلد ولكن يقين الباحث الناقد الذى إذا قرأ أى كتاب فى التراث أكتشف سريعا ما فيه من سقطات وتناقضات.
قلت : إن لم يكن القرآن من عند الله فهو من تأليف محمد طالما نفينا عنه صفة النبوة والرسالة. وأذا كان من تأليف محمد فلا بد أن أستخرج منه أخطاء وتناقضات. و اننى كباحث أكثر علما من محمد . محمد كرجل عربى عاش فى الجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادى لديه محصول ضئيل من المعرفة. والذى وصل لى بالتراكم المعرفى أضعاف ما وصل لمحمد. وما قرأته وما تعلمته يفوق ما تعلمه. وإذن أستطيع أن أكتب أفضل منه لو كان هذا القرآن من عند محمد ـ إذا لم يكن نبيا ،وكتب
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]القرآن بنفسه .
ومن هنا بدأت فى عام 1977 أقرأ القرآن من جديد كما لو كنت أقرؤه لأول مرة . أقرؤه آية أية متوقفا مع كل آية فى قراءة بحثية نقدية تدقق فى كل شىء، ليس تحاملا و لا تعاطفا ولكن بموضوعية باردة تريد التوصل الى حقيقة هذا الكتاب ، هل هو من تأليف بشر هو محمد بن عبد الله القرشى أم هو كتاب سماوى معجز للبشر.
قضيت فى هذه الدراسة عامين متفرغا ـ وقتها كان الاضطهاد على أشده، وكنت لاهيا عنه بالعيش فى رحاب القرآن.
خرجت من دراسة القرآن ساجدا لله تعالى مؤمنا بأن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المعجز للبشر، واكتشفت أننى كنت متهاونا فى رسالتى العلمية وكنت متهاونا فى مواجهة شيوخ الأزهر وانه لا بد أن أكون قاطعا أكثر فى قول الحق. وبعدها دخلت فى اصلاح السنة بالقرآن فتحولت الى رفض السنة و ان أكون قرآنيا لا أؤمن بغيره مصدرا للاسلام.
واكتشف علوما جديدة فى القرآن ، وأفكارا لم يقل بها أحد من قبل. وقمت بتحويلها الى مشروعات كتب ـ والى أفكار لأبحاث. منها ما ظهر ومنها ما لا يزال . وكل ما كتبته ونشرته وكل ما سأنشره هو فى معظمه حصيلة التدبر القرآنى فى هذين العامين 1977 ـ 1978 . وبعدها صار سهلا حين يطلب من تاليف كتب ما يتصل بالقرآن ان أرجع الى ذخيرتى فأكمل الكتاب فى اسبوعين أو أكثر.
ومن الكتب التى كتبتها بسرعة بناء على تلك الذخيرة القرآنية : الصلاة فى القرآن ( الجزءالأول ) مصر فى القرآن الكريم ـ النسخ ـ حد الردة ـ النبى كان يقرأ ويكتب ـ والقرآن وكفى ، المسلم العاصى ـ القصص القرآنى ـ حقائق الموت فى القرآن ..الخ .. أما مالم ينشر فهو الأكثر.
– اذا كانت كلمة ( سنه) معناها تشريع , فما الفرق بين (السنه العمليه للرسول) وسنه الله التى
جاءت بالقرآن؟ وهل كان الرسول مشرعا فيما يتعلق بسنه الرسول التى يؤمن بها ( اهل السنه)
6 – كيف نفرق بين السنه العمليه , وبين ما ينسب الى الرسول من سنة؟
فى خاتمة بحث الاسناد قلت مايلى :
1. معنى السنة فى القرآن هو المنهج او الطريقة وذلك فيما يخص تعامل الله تعالى مع المشركين .كما ان معناها هو التشريع الالهى ،وبالمعنيين فان السنة فى القرآن تأتى منسوبة لله ، اى سنة الله ، يقول تعالى فى تشريع خاص بالنبى (صلي الله عليه وسلم)((ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له ، سنة الله فى الذين خلوا من قبل وكان امرا الله قدرا مقدورا :الاحزاب 38 ))وفى الاية الكريمة يتضح ان ((فرض الله ))يعنى(( سنة الله ))يعنى ((امرا الله))هى ((شريعة الله))اى أن السنة معناها الشرع..
2. وهذا يتفق مع المعنى اللغوى لكلمة السنة ،تقول ((سن قانونا ))اى شرع قانونا ،واذا تم سن القانون اصبح شريعة واجبة التنفيذ.
3. وهذا ايضا يتفق مع المعنى الفقهى لمصطلح ((السنة العملية))اذ تعنى السنة العملية العبادات من الصلاة وزكاة وحج وصيام..
4. وفى كل ذلك فان الله تعالى هو صاحب التشريع الذى نزل فى القرآن الكريم، والنبى عليه السلام هو القدوة لنا فى تطبيق ذلك التشريع ،لذلك يقول تعالى ((لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة :الاحزاب 21 ))لم يقل كان لكم فى رسول الله سنة حسنة ،لان السنة هى سنة الله، اما النبى عليه السلام فهو القدوة الحسنة فى تطبيق سنة الله وشرع الله..
5. الا ان بعض فقهاء التراث يقولون ان السنة العملية هى العبادات التى اشرنا اليها ، اما السنة القولية للنبى فهى تلك الاحاديث التى اسندوها اليه بعد موته بقرون فيما يعرف بكتب الصحاح وغيرها . وهنا نختلف معهم ،لان السنة القولية للنبى عليه السلام هى ما ورد فى القرآن فى كلمة "قل "التى يتميز بها القرآن .
6. وقد تكررت كلمة "قل "للنبى فى القرآن (332)مرة ..وكانت الموضوعات التى ترددت فيها كلمة
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]"قل" تشمل كل ما يحتاجه المؤمن من امور الدين ،وبعضها يؤكد ما جاء فى القرآن ايضا بدون كلمة "قل".وكان النبى عليه السلام مأمورا بأن يقول ذلك القول المنصوص عليه فى القرآن كما هو دون زيادة او نقصان ،اذ لايملك ان يتقول على الله تعالى شيئا فى امر الدين ((ولو تقول علينا بعض الاقاويل ،لاخذنا منه باليمين ،ثم لقطعنا منه الوتين ،فيما منكم من احد عنه حاجزين :الحاقة44 :47 )).باختصار ان السنة القولية للنبى هى كلمة ((قل )) لان السنة تعنى الشرع المفروض اتباعه .
7. ويقولون أن تلك الاحاديث هى مصدر المعرفة بالصلاة والعبادات .وهذا خطأ ظاهر لان تلك الاحاديث اقاويل ،والسنة هى طريقة تأدية للعبادة وكان معروفا تأدية العبادات ليس فقط قبل عصر البخارى وغيره ،بل كانت معروفة قبل نزول القرآن ،اذ كانت هى الملامح الاساسية لملة ابراهيم التى امر الله تعالى النبى والمسلمين باتباعها حنفاء ،بل ان تلك الاحاديث التى رويت فيما بعد النبى بقرون لم تتعرض بالتفصيل لكيفية تأدية الصلاة. وأكثر من ذلك أنها تشوه الصلاة وتشكك فيها.
8. ومن الطبيعى ان النبى عليه السلام وهو يقيم دولة وينشئ امه ويواجه مكائد اعدائه ان تكون له اقوال وتعليمات،كما كانت له تطبيقاته فى تنفيذ شرائع القرآن خارج العبادات ،مثل اعداد الجيش والقوة الحربية .وذلك كله يدخل ضمن التاريخ والسيرة ،وليس ضمن الدين الذى يعلو فوق الزمان والمكان .
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]قوله تعالى (لتبين للناس مانزل اليهم) لايقتنع البعض بتفسيركم لمعنى كلمة الناس على انها اهل الكتاب خاصة في هذه الايه كما يقتضي السياق,عليه لما لايكون المعنى هو التطبيق العملي للعبادات مثلا (الاسوة الحسنة) بحيث لايختلف المعنى ايضا مع عدم وجود مصدر اخر للتشريع في الاسلام؟
ليس من شأنى إقناع الناس . شأنى أن آتى بالحجة القرآنية بكل ما لدى من مقدرة عقلية وعلمية. وإن ظهر خطأ فأنا مستعد للرجوع عن الخطأ.
السياق القرآنى هو الحكم بيننا. ولن أزيد عما جاء فى كتاب ( القرآن وكفى ) وهو الآتى :
– القرآن هو الذكر الذى نزل على النبى محمد (عليه السلام )
يقول تعالى ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾ (النحل 43: 44).
يسىء الناس فهم قوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم..﴾ والسبب أنهم يقطعون هذا الجزء من الآية عما قبله ويتخذونه دليلاً على وجود مصدر آخر مع القرآن، وعندهم أن هناك ذكراً نزل للنبى يبين به القرآن الذى نزل للناس. وحتى نفهم الآية الفهم الصحيح علينا أن نتدبر السياق القرآنى، فالله يقول عن الأنبياء السابقين ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر﴾ أى أن الله تعالى أرسل الأنبياء السابقين لأهل الكتاب وأنزل معهم البينات والزبر- أى الكتب- ثم يوجه الخطاب للنبى فيقول ﴿وأنزلنا إليك الذكر﴾ أى القرآن ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ أى لتوضح لأهل الكتاب ما سبق إنزاله إليهم من البينات والزبر لعلهم[/FONT] يتفكرون.
إن كلمة (الناس) فى قوله تعالى ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ لا تدل هنا على عموم البشر وإنما تفيد حسب السياق أهل الكتاب الذين نزلت فيهم الكتب السماوية السابقة فاختلفوا فيها وحرفوا فيها بعض ما جاء بها.
واستعمال كلمة (الناس) لتدل على طائفة معينة أشار إليها السياق ـ ورد فى القرآن كثيراً كقوله تعالى ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا﴾ (آل عمران 173).. وكقوله تعالى ﴿يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون﴾ (يوسف 46). فكلمة الناس هنا لا تعنى عموم البشر وإنما تعنى طائفة معينة ورد ذكرها فى السياق القرآنى الذى يتحدث عن الموضوع.
وبالنسبة لقوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ فإن المقصود بكلمة الناس هو أهل الكتاب طالما تتحدث الآية عن الأنبياء السابقين وما أنزل الله عليهم من البينات والزبر وأهل الذكر الذين لديهم علم بالكتب السماوية السابقة.
وتقول الآية عن سبب من أسباب نزول القرآن ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ فوظيفة القرآن لأهل الكتاب هى تبيين الحق فى الكتب السماوية السابقة بعدما لحقها من تحريف وتغيير وإخفاء وكتمان، وفى ذلك يقول تعالى ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين﴾ (المائدة 15). ويقول تعالى عن دور القرآن فى توضيح الحق لبنى إسرائيل ﴿إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون﴾ (النمل 76). ويقول أيضاً ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلم يتفكرون﴾ (النحل 43: 44).
والآية السابقة فى سورة النحل فسرتها آية لاحقة فى نفس السورة. يقول تعالى ﴿تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم. وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه﴾ (النحل 63: 64). وكل ذلك يؤكد أن القرآن هو الذكر الذى نزل على النبى ليبين لأهل الكتاب ما نزل لهم من قبل واختلفوا فيه.. وذلك يعنى أيضاً أن الذى نزل على النبى كتاب واحد وذكر واحد وقرآن واحد لا مثيل له ولا شىء معه.
وقد جاء وصف القرآن بالذكر كثيراً، منها ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴾ (يوسف 104) (ص 87)، ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ (الحجر 9). ﴿وهذا ذكر مبارك أنزلناه﴾ (الأنبياء 50). ويقول تعالى يؤكد أن ذكر الله فى القرآن وحده ﴿وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا﴾ (الإسراء 45: 46).
فالمشركون كانوا ينفرون من النبى لأنه يذكر ربه من خلال ما ورد فى القرآن الكريم فقط. فقال تعالى ﴿وإذا ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا﴾. والشاهد هو قوله تعالى ﴿وحده﴾ التى ترجع لله تعالى والقرآن معاً. ومن الإعجاز البلاغى أن تأتى كلمة ﴿وحده﴾ ليعود الضمير فيه على الله وكتابه بضمير المفرد وذلك يؤكد لنا أن المسلم هو من يكتفى بالله ﴿وحده﴾ وبالقرآن ﴿وحده﴾ أو من يكتفى بالله وكتابه ﴿وحده﴾ . أما المشرك فيحلو له دائماً أن تتعدد لديه المصادر والآلهة ﴿وإذا ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا﴾ وهذا ما توضحه الآية..
نسأل الله تعالى لنا جميعاً الهداية…!!
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]وقد قلت فى كتاب ( القرآن وكفى ):
(وحتى لا يقول قائل أن الرسول محمد عليه السلام قد مات وترك لنا غير القرآن كلاماً نحتكم إليه فإن القرآن الكريم أوضح لنا أن الرسول كان فى حكمه ينطق بالقرآن وحده . وبعد موت النبى وغيابه عنا فإن القرآن لا يزال بيننا لمن أراد الهدى والاحتكام إليه، وهذا ما نفهمه من موقف المنافقين من الرسول عليه السلام، المنافقون كانوا يحتكمون للرسول إذا كان الحق فى جانبهم، أما إذا لم يكن الحق معهم أعرضوا عن حكم الرسول مع أنهم يدعون أنهم مسلمون ينبغى أن يدينوا بالولاء لله ورسوله. ويفصل القرآن موقفهم هذا فيقول ﴿ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين. وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن[/FONT]
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]لهم الحق يأتوا إليه مذعنين﴾ (النور 47: 49)
ويقول تعالى ﴿وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا﴾ (النساء 61)
وقد كانوا يصدون لأن الرسول يحكم بينهم بما أنزل الله فقط، فقوله تعالى ﴿وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول﴾ لا تفيد وجود مصدر آخر مع ما أنزل الله، لأن الرسول هو الذى ينطق بما أنزل الله وهو الذى يحكم بما أنزل الله.
ويؤكد ذلك آيات سورة النور ﴿وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون﴾ ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا..﴾ (النور 48، 51) فلو كان الرسول شيئاً آخر منفصلاً عن كلام الله لجاء الفعل مثنى ولقال تعالى "وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكما بينهم" ولقال "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكما بينهم.."
ولكن لأن الله هو الحكم وحده ولأن الرسول هو الذى ينطق بكلام الله وحده جاء الفعل مفرداً يعود الضمير فيه على واحد لا إله إلا هو فقال تعالى "ليحكم بينهم". وصدق الله العظيم ﴿وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياى فارهبون. وله ما فى السماوات والأرض وله الدين واصباً أفغير الله تتقون﴾ (النحل 51: 52)
12- .(عالم الغيب فلا يطلع على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول) , على ضوء مقالتكم الاخير عن الدين والخرافة والغيب , ما هو الغيب الذي اختص الله به الرسول؟ حتى يميز اصحاب عقيدة الدجال وغيرها.
كى تفهم هذه الاية إقرأ ما قبلها وهو ينفى علم الغيب عن النبى محمد عليه السلام:
(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ) يعنى أنه عليه السلام يعلن أنه لا يعلم غيب الساعة الذى يسأله المشركون عنه، ثم تقول الايات التالية : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) ( الجن 25 : 28 ). أى ليس هناك غيب اختص به خاتم الأنبياء عليه وعليهم السلام.لأنه لم يكن يعلم الغيب.[/FONT]
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]- ارجو توضيح معنى الاسوة الحسنة, وهل هي مقصورة على الاخلاق ام تدخل في اطارها العبادات؟
طبقا لما جاء فى القرآن الكريم فالتأسى و الاقتداء كان فى مواقف الشدة ، كما حدث مع النبى محمد اثناء محنة الحصار فى غزوة الأحزاب (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( الأحزاب 21 ـ )
وكما حدث مع ابراهيم والمؤمنين معه حينما وقفوا ضد قومهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ( الممتحنة 4)
14- لماذا اختفى القرانيين على مدار التاريخ الاسلامي ؟ على الاقل لم نسمع الا عن الامام ابي حنيفة النعمان والذي يصنفه اهل السنة انه منهم وفيهم رغم ما الصقوه به من تهم وسب شنيعين , هل هذا دلالة على تزوير التاريخ الصارخ؟ وان كانت الاجابة بنعم , فكيف نصدق السيرة النبوية الشريفة؟ وما هو الفيصل في تصديق بعض الروايات في السنة وتكذيب البعض؟(اهمية هذا السؤال تنبع من انه من اول الاسئلة التي تسال لنا عندما نحاجج بكفاية كتاب ربنا (اين كنتم طيلة هذه الاف والاربعمائة سنة؟).
أقدم باب ( نوادر التراث ) لأسباب منها إثبات ان التاريخ لا يهتم إلا بشرار الناس من الحكام المستبدين وأعوانهم من القادة و الفقهاء او ما يسمون برجال الدين ( الأرضى)
وفى سلسلة القصص القرآنى و مقارنته بالتاريخ أوضحت هذه النقطة قائلا أن الرجل العادى لا[/FONT]
[FONT=’Times New Roman’,’serif’]يستحق اهتمام المؤرخ إلا أذا تعرض للقتل على يد السلطان.
فى اعتقادى أن هناك مهتدون فى كل زمان ومكان ، وبهم سيقيم الله تعالى الحجة على أكثرية الخلق الضالة المضلة يوم القيامة، حيث سيكونون أشهادا على قومهم . والقرآنيون لم ينقطع العهد بهم فى التاريخ مع ما نالهم من تجاهل و اضطهاد. ونقصد بالقرآنيين هم أولئك الذين اكتفوا بالقرآن الكريم ورفضوا من أجله أى مصدر آخر للاسلام، ومنهم من توسط ومنهم من تمسك بالحق. وأبوحنيفة هو أول إمام للمسلمين فى نبذ الأحاديث وتعرض للموت بالسم ، وقد كتبت بحثا عنه أرجو ان ينشر بعونه تعالى قريبا. ومصير أبى حنيفة من اضطهاد وسجن وضرب ثم قتل بالسم جعل تلميذيه ابا الحسن وأبا يوسف يعملان خدما للدولة العباسية ، وأرعب بالتالى كل من تسول له نفسه المجاهرة بالحق خصوصا وأن أغلبية الناس اتفقت مع الحاكم فى اتباع الأديان الأرضية من سنة أو تشيع أو تصوف. ومع ذلك فان الشافعى كتب فى ( الأم ) ردا على أحد القرآنيين دون أن يذكر اسمه. وهناك أفراد قلائل مذكورون فى التاريخ يصدق عليهم وصف القرآنيين ـ وقد تعرضوا للهجوم بدرجات متفاوتة من العصر العباسى الى العصر العثمانى ، وما تجاهله التاريخ أكثر بلا شك. وقولهم (اين كنتم طيلة هذه الاف والاربعمائة سنة؟) يدل على جهل بالتاريخ وبالقرآن الكريم . والتفاصيل فى مقال ( دراسة حالة ) .
السيرة النبوية ليست شيئا واحدا. تختلف كتابتها من عصر الى عصر ، وهى كالتفسير و الحديث تعبر عن ثقافة عصرها ومعتقداته . كل عصر يكتب فى السيرة النبوية طبقا لما يعتقده فى شخص النبى محمد وتصوراته عنه. ولذلك فالسيرة النبوية المكتوبة فى العصر المملوكى أو العثمانى مليئة بالتخريف أكثر من الكتابات الأولى للسيرة فى العصر العباسى الأول و الثانى. الأكثر إضحاكا وخرافة هو ما يعرف بقصص الأنبياء الذى يتحدث فيها المؤلفون عنهم خارج القرآن الكريم فيأتون بالخرافات .
وعموما فان السيرة الحقيقية للنبى محمد وسائر الأنبياء مذكورة فى القرآن الكريم. وما هو خارج القرآن هو كلام بشر و ليس جزءا من الدين و يدخل فى إطار الأخبار و الروايات و الحقائق النسبية أو الأكاذيب النسبية.
– هل يمكن الجمع بين رؤية فضيلتكم ورؤية الاقدمين في موضوع حادثة الافك ؟ خاصةاني لا ارى وازعا عند المنافقين من اتهام امنا عائشة لانهم اصلا منافقين.
لو كان لحادث الآفك أى صلة بالسيدة عائشة لذكره القرآن فى حديث مباشر واضح . ولقد رأينا القرآن الكريم يتكلم فى سورتى الأحزاب و التحريم فى خطاب خاص وموجه لامهات المؤمنين فى أمور أقل شأنا من الاتهام الكاذب الذى أتت به اسطورة الافك.
16- ماهو حكم السيرة النبوية ؟ وما هو الدور الذي تلعبه في توجيه حياة المسلمين ؟ وهل تدخل في معنى (الاسوة الحسنة) اي تعامل الرسول الكريم مع اهل الكتاب وزوجاته والخ …ام ان المقصود بها هو الاخلاق فقط؟
السيرة النبوية مجرد تاريخ لا صلة له بالدين السماوى ، وانما هى انعكاس لرؤية الناس وتصوراتهم عن حياة النبى محمد، وفيها شىء من الصدق النسبى و الكذب النسبى ضمن ما يعرف بالحقائق التاريخية و الأكاذيب التاريخية. ولو اكتفينا بالقرآن الكريم ما احتجنا لغيره ـ وبعض الناس ينتقى من المواضع الحسنة من السيرة ما يراه قدوة حسنة، ويعطى حجة للآخر لأن يتهمه بالانتقاء لأن من المكتوب فى السيرة ما يطعن فى شخص النبى محمد . ولهذا نحرص على مناقشة تلك الروايات التاريخية عن النبى و الاحتكام فيها للقرآن. وقد استفتانى أحدهم عما جاء فى السيرة من اسطورة قتل النبى محمد لأسرى بنى قريظة فأجبت عليه من القرآن الكريم.
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
يبدو أني أتيت متأخرة رغم أني حاولت أرد أكثر من مرة ولكن يحدث أمر وأغلق الصفحة دون ادراج الرد..حتى هذه المرة قطعت الكهربا قبل أن أضيف الرد..
[QUOTE]في الوقت الذي يقول فيه القرآن أنه كامل التفصيل، [/QUOTE]
** طالما أنهم يصدقون القرآن رغم اللبس الحاصل في تفسير معنى "التفصيل"..فالقرآن أيضا يقول:
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) ) سورة النحل
** القرآن والسنة هم من مشكاة واحدة ومصدرهم واحد والدليل أيضا من القرآن:
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْآيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِإِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُالْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَوَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)
(وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِيَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
(وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَوَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)
(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِوَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً)
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَوَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
والحكمة هي السنة عند كل المفسرين..كما يُفهم ذلك من سياق الآيات.
** الرد على شبهة كفاية القرآن الكريم لقوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء):
الجواب: استدل بعض منكري العمل بالسنة، بهذه الآية على كفاية القرآن، فهذا لم يقل له سلف الأمة، ولو تأمل القائل ما يقول لبان له فساده من أول وهلة، إذ لو كانت الآية معناها استقلال الكتاب في بيان كل شيء، فعليه أن يقدم من القرآن تفصيل أحكام العبادات التي يقوم بها أركان الإسلام، فما بالك وأقوال علماء التفسير مجمعة على ما نقض دعواه، ومنها:
* قول الأوزاعي: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ) أي: بالسنة ".
* قول ابن الجوزي في زاد المسير: " فأما قوله تعالى لكل شيء فقال العلماء بالمعاني: لكل شيء من أمور الدين، إما بالنص عليه، أو بالإحالة على ما يوجب العلم مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين ".
* قول الجصاص في أحكام القرآن: " يعني به – والله أعلم – تبيان كل شيء من أمور الدين بالنص والدلالة، فما من حادثة جليلة ولا دقيقة إلا ولله فيها حكم قد بينه في الكتاب: نصًا، أو دليلا فما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فإنما صدر عن الكتاب بقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقوله تعالى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله)، وقوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) فما بينه الرسول فهو عن الله عز وجل، وهو من تبيان الكتاب له لأمر الله إيانا بطاعته، واتباع أمره، وما حصل عليه الإجماع فمصدره أيضا عن الكتاب ؛ لأن الكتاب قد دل على صحة حجة الإجماع وإنهم لا يجتمعون على ضلال ".
* قول الشوكاني في فتح القدير: " ومعنى كونه تبيانًا لكل شئ أن فيه البيان للكثير من الأحكام، والإحالة فيما بقى منها على السنة، وأمرهم باتباع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يأتى به من الأحكام، وطاعته ؛ كما فى الآيات القرآنية الدالة على ذلك، وقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إنى أوتيت القرآن ومثله معه " [ (تخريج 4) ].
والمزيد من التفصيل تجديه في الرابط التالي
http://www.offok.com/rad/rad1.htm
** نقطة أخيرة:
الله تعالى بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالإسلام ، وهذه النعمة العظيمة ليست القرآن وحده ، بل هي القرآن والسنَّة ، ولما امتنَّ الله على الأمة بإتمام الدين وإكمال النعمة لم يكن المقصود منه إنزال القرآن ، بل إتمام الأحكام في القرآن والسنَّة ، بدليل نزول آيات من القرآن الكريم بعد إخبار الله تعالى بمنته على عباده بإكمال الدين وإتمام النعمة .
قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ) المائدة/من الآية3 .قال بدر الدين الزركشي – رحمه الله – :
قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) أي : أكملت لكم الأحكام ، لا القرآن ؛ فإنه نزل بعد ذلك منه آيات غير متعلقة بالأحكام .
" المنثور في القواعد " ( 1 / 142 ) .http://www.islam-qa.com/index.php?ref=93111&ln=ara
وهنا محاضرة مكتوبة بعنوان (السنة النبوية وحي من الله إلى نبيه )
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=106315
روابط مفيدة أيضا,
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=78&version=1&template_id=105&parent_id=16