ليس كباقي العشاق ..تعرفا صدفة ..وكان كل منهما على بعد مسافة من صاحبه ..حافيا القدمين …يراقبا جمال الشروق بتأمل عابدين ..وسارا كل اتجاه صاحبه وعيناه على البحر ومع السماء والشمس …
فجأة اصطدما واعتذر كل منهما للأخر وسمعا نداء الأهل عليهما ..ومن ذلك الحين شعر الفتى بفضول التعرف يسري اليه وشعرت الفتاة بنفس ذلك الشعور ..من الفضول..
كان فتىً متبعاً للدين والأخلاق فألح على والدته بأن تتعرف على أهل الكبينة التي بجانبهم فقبلت الوالدة وذهبت خاطبة فقبل أهل الفتاة مبدئياً للتعرف على الشاب وأخلاقه ومرت الأيام وحصل اللقاء الثاني بين الشاب والفتاة وحصلت معها مباركة العائلتين وكان الشاب والفتاة على اتصال ودي دائم بعد عقد القران انتظاراً ليوم الزفاف الكبير…وأصبحا أكثر من صريحين فاتفقا على تعريف كل منهما للأخر عن عيوبه بل وحذره منها…لم يكونا يريدان أن يتفاجئا بعد ان يعيشا تحت سقف واحد بأن الأخر كان يخدع صاحبه فيضطرا كما يفعل الكثيرون ان يقررا الإنفصال ..كما انهما يريدا ان يكونا شريكا حياة ومستقبل وليس مجرد تجربةأقرب للفشل أكثر منها للنجاح كما يفعل معظم المتزوجين رغم طول السنين التي يعيشوها سويةً….
كانا كعصفورا ربيع دائم مستمر لاينتهي …كانا عاشقين بل أجمل عاشقين في نظر الكثير ممن لاحظوا اشتعال الحب بينهما في كثيرٍ من تصرفاتهما …فلم يكن الشاب مثل معظم الشباب ممن يعتقدون أن إظهار الحب من المعيبات ومن ما ينقص الرجولة بل كان الشاب يعتقد ذلك جهلاً وادعاءً للحب فمن يحب بصدق لايخشى نظرة المجتمع له…وهناك سبباً أخر جعل الكثيرون يرون انهما أجمل عاشقين وهو توافقهما الفكري والنفسي ولمشاركتهما معاً نفس الطموحات والأحلام الواعدة البناءة …لم يكونا يعرفا للتمثيل طريق كباقي المملوكين لبعضهم بل كانا على طبيعتهما في كل شي مما أثبت صدق حبهما الذي ظل رغم معرفة الأخر لعيوب حبيبه فهما لم يغفلا عن الصفات الرائعة التي يتحلى بها الأخر ولأنه لاإنسان كامل وأحمقٌ هو من يعتقد ذلك…من هنا تعايشا معاً تبلور كل منهما في داخل صاحبه بروحه وعقله وقلبه ……..
وذهبا بملئ إرادتهما ليمتحنا ويؤكدا مقدار الحب والهوى في قلب عقل كل منهما بما أن العقل هو مركز الحواس والقلب هو الذي يترجم تلك الأحاسيس الى مشاعر وعوطف فينبه صاحبه بكل مايلتزم به العقل من أمانات ..وتوجه العاشقين إلى المركز الذي يجري تلك الامتحانات الصعبة والتي غالباً ماأخفق أصحابها فيها …ورغم إعتراض الأهل والأصحاب إلا أنهما لم يعيرا أحد أي انتباه جل اهتمام كل منهما أن يؤكد لصاحبه مقدار حبه وعشقه للأخر بكل صفاته بروحه وشخصه فليس الجاذب هو المظهر وحده وليس الجاذب أبداً أبداً مقدار ماعند الأخر من مظاهر مادية….
وهكذا حصل وكان القرار الصادر من المركز صارماً وحاداً كان يقول فيه ( أتقبلا ..بعملية استعارة بسيطة يستعير فيها كل منكما قلب الأخر ) في البداية كان القرار غريباً بعض الشئ ولم يفهم فقال صاحب المركزموضحاً ( إن هذه الإستعارة تعني أن كل ما يشعر به أحدكما من اضطرابات أو أفراح أو أحزان ويترجمها قلبيكما ..سوف تشعرا به وتتأثرا ولكن بقلب الأخر ..وبدرجة حساسية ذلك القلب الذي استبدل مكانه بقلب صاحبه وإذا استطاع كل واحد منكما الحفاظ على قلب صاحبه سليماً كما استعاره صاحبه أول مرة تكونا قد أنجزتما الإمتحان بجدارة وهناك شئ أخرأنتما تحددان فيه مقدار العشق والحب الذي يكنه الطرف الأخر من خلال هذه العملية ) هنا نظرا كلاهما نظرة ارتقاب إثر هذه اللفتة المهمة فأردف صاحب المركز قائلاً(إن المقادير والمقاييس التي يتمتع بها قلب كل منكما سوف تبقى في حالة الإعارة ومن هنا سيعرف كل منكما مقدار نفسه عند صاحبه بردة الفعل في قلب صاحبه لديه في أي موقف قد تتعرضان له) فصمت كلاهما لحظة ليس لخوفهما من العملية بل للتفكير الرزين في النتائج المثمرة والتي لايمكن إغفالها والتي إطمأنا لها كما أنهما تفاجئا بهذا الأمر …وكان أن تحاورا خارج الغرفة منفردين فقال الشاب(مارأيك ياعزيزتي ..إنني واثق من حبك لي فإذا كان الأمر يخيفك عدنا من حيث أتينا ولابأس بذلك)لكن الشابة قالت(رأيي هو من رأيك إذا أردت العدول عدلت معك وإذا أردت أن نستمر ..فليكن إذاً )لكن الشاب وقد كان ذا دقة عجيبة في لمسه مشاعر من حوله وخصوصاً حبيبته والتي فهم من نبرة صوتها أمراً ومن نظراتها شيئاً قال(لا…سوف نستمر لأننا كلانا يريد ذلك كما أنه من الرائع أن يكون قلبك داخلي وقلبي داخلك …إنها لتجربة فريدة من نوعها وسوف نذكرها لأبنائنا من بعدنا)عندئذٍ ابتسمت الفتاة وقالت(حسناً إذاً هيا بنا ياحبيبي لخوض هذه المغامرة) وكانت البداية بسيطة كما قال صاحب المركز للذين قاموا معه على العملية واندهشوا من تقبل العاشقين لعملية النقل وممارستهما لحياتهما الطبيعية بعد أسبوع مباشرة بينما من المفترض أن يتماثلا للشفاء بعد ثلاثة أسابيع على أقل تقدير لأي حبيبين وأعقب مدير المركز قائلاً(يبدو أن لدينا أسطورة ياجماعة فلنراقب عن كثب فإذا كانا كما نظن فهما لايستحقا أن يقيما في هذا العالم وعلى أرض أي مدينة)وكان المركز كالراصد للأحداث فعلاً فكان وراء الشاب والفتاة في كل تصرف أو انفعال يصدر منهما …واستمرت حياة الإثنين في البداية بحاجة الى الصبر للتأقلم مع الأوضاع الى أن استقرا بل لقد كان كليهما شديد الحرص على الإبتعاد عن كل مؤثر خارجي مؤذي وضار حتى يحافظ على سلامة قلب حبيبه بداخله وكانا معأً يحكيان عن التجارب التي مرا بها والأحاسيس التي شعرا بها فكأن الإستعارة لم تحدث وكأن لهما قلباً واحداً قد انشطر بطريقة ما إلى قلبين متماثلين متطابقين ..فكانت علاقتهما مقدسة بالحب وسامية بالحب وارتباطهما الزوجي رمزاً لمعنى الزواج الحقيقي…حتى أنهما لايستطيعا ان يغمضا جفناً قبل التأكد من سلامة قلب الحبيب بأن يضع كل منهما يده على صدره ليسمع نبضات قلب صاحبه وكيف تعمل فإذا كانت منتظمة غير مضطربة استسلما للنوم بسلام وإطمئنان…….
وبعد المدة المقررة للمراقبة والتحليل من قبل المركز المتخصص الوحيد في العالم العربي في تلك الإمتحانات استدعي الشاب والفتاة ..وفوجئا بعد دخولهما البوابة الضخمة بطاولة تمتد إلى أخر القاعة وحولها اصطف العديد من الوجوه المعروفة والغير معروفة وتقدم ناحيتهما المدير بوجه بشوش فرح فصافح الشاب وسأل عن حال الفتاة …وتساقطت عليهما ورود حمراء وبيضاء وانهالت التصفيقات تلو التصفيقات فلقد نجحا وبجدارةتامة لم يتفوق فيها خلال 40عاماً من تاريخ افتتاح المركزأي إثنان فقال المدير وهو يقدم إمرأة يناهز عمرها خمسون عاماً لمن ينظر إليها أول مرة (أقدم لكما مؤسسة هذا المركز والمشرفة عليه الحاصلة على شهادة أفضل جراحة في العالم السيدة هيام وسوف تقدم إليكما جائزتها …تفضلي ياسيدتي) لقد كانت سيدة نحيلة القوام جذابة الملامح رغم كبر سنها فابتدأت بقولها(أريدكما أن تعرفا انني قد انشئت هذا المركز بهدف تخليص وإنقاذ كل حبيبين عاشقين من هذا العالم المادي القاسي والذي تلاشت فيه العلاقات الإنسانية الجميلة وبقيت المظاهرهي البريق المزيف الذي يتباهى به المغترون ويسعى له كل المتطرفون..عن الحقيقة وعن سمو الإنسان بروحه النقية جوهره الأصيل وأخلاقه المتميزة واعلما أنني حينما افتتحت هذا المركز كنت في الثامنة والعشرين من عمري ورفضت الزواج رغم إصرار من حولي ..قصتي تبدأ حينما تعرفت على شاب عن طريق تدبير إلهي وقد تظنان انني تعرفت عليه بمعنى أنه كانت بيننا إتصالات فتواصل ..لا ياعزيزاي فلقد قرأت داخله الطاهر في كل مرة أقابله فيها صدفة فتلتقي العيون وتكشف المكنون ..مما جعل الشاب يقوم بخطبتي لكن……..
وسكتت هيام برهة ومن خلال عيناها لمسا الألم الذي عانته وبعد أن تأوهت بمرارة أكملت لتقول(كان الشاب على مستوى إقتصادي متوسط فخشي والدي نظرة من هم في رتبة عمله والناس حوله فرفضه بكل بساطة رغم أخلاقه التي وصلتني من مدح الناس له وطموحه الذي أخبر به والدي فلقد كان على إستعداد بتوفير المستوى الذي يريده …وبعد مضي أربع سنوات كنت فيها قد رفضت خاطبي جميعهم حتى أن والدي قرر تزويجي بأول من يدخل منزلنا خاطباً وكان أن تقدم نفس الشاب وقد تغير وأصبح بمستوى وافق عليه والدي سريعاً ..ولكن بعد أربع سنوات رائعة لن أنساها يوماً توفي(فراس) إثر نوبة قلبية نتيجة عمله المتواصل وقد كان يخفي عني أمر النوبة القلبية الأولى فبعد أن تلقى صدمة رفض والدي له..عانى الأمرين وأصيب بأسقام عديدة الى أن أصابته نوبة قلبية فحذره الأطباء من التمادي في إرهاق نفسه فلقد كان يعمل تحرياً وربما سمعتم عنه فهو الوحيد الذي حل أكثر الجرائم تعقيداً وكمالاً …وقد توفي وعمره لم يتجاوز الثلاثة والثلاثين عاماً ..وتركني مع طفلة جميلة كبرت لتمارس مهنة والدها فلقد ورثت عنه ذكاؤه …فقررت تخليداً لذكرى الحب الجميل الذي كان بيننا وتخليداً لذكراه العطرة أن يكون هذا المركز بوابة الأمل لكل العشاق الصادقين الغير متوهمين ..لذا وقبل أن أخبركما عن الجائزة اسمحا لي بإعادة ماقام به هؤلاء الخبراء من الرجال والنساء ) وعندما رأت منهما نظرات الإستفهام أردفت موضحة(أقصد قلباكما) فقال الشاب والفتاة لسنا بحاجة الى ذلك ) ونظرا الى بعضهما بإبتسام فكم من المرات وحصل أن تطابقت أقوالهما فأكمل الشاب( نعم لأن كلٌ منا قد اعتاد على قلب حبيبه وألفه ..فأضافت الفتاة(بل وأغرم به أكثر لتفهمه إحتياجاته وأسراره وعمق حبه وصدق مشاعره..وقالا معاً (شكراً لك على منحنا هذه الهدية وافادتنا من هذا الإمتحان الرائع ) فقالت هيام بحماس ( مذهل مدهش ..لم أكن أتوقع وجود ملكا حب حقيقيين (بمعنى ملائكة) أخرين غيري وفراس هنيئاً لكما هاتان الروحان التي حباكما الله بها فلقد نجحتما فعلاً وما سؤالي إلا إمتحاناً توثيقي لتقدير مدى الحب الذي يكمن بداخلكما وجائزتكما هي مغادرة هذا العالم من مطارنا الخاص الى تلك المملكة الأسطورية التي سوف تكونا فيها الشابين الوحيدين وسوف تستفيدا من خبرات المتقدمين في السن فهم قد عمروا بما يملكون من قوة صفائهم الداخلي وطهارة سرائرهم وسلامة قلوبهم من كل شر) …
وعاشا سعيدين وكأندر عاشقين شابين بل الزوجين الوحيدين اللذين ظلا قرابة الألف عام وذكراهما خالدة في تاريخ عالمنا وتاريخ تلك المملكة الأسطورية….مملكة الحب ………………………………………….. …………..وإذا سمعتم الى القصص النادرة المعمرة بالحب فما أصحابها إلاأحفاد أحفاد أحفاد هذين العاشقين…..
كلمة أخيرةإنما الحب الحقيقي هو رباط مقدس يحدث فيه اتحاد روحي مابين شخصين )
مقولة منقولة لعرفان محمد حمورالذي يحكي في كتابه(أميرة من دمشق) قصته مع حبيبته والتي انتهت نهاية مأساوية…أستطيع القول بأن الذي حرك خيالي هو عرفان الذي أنصحكم وخصوصاً الشباب بقراءة قصته التي يضمها مع (كلمات وبضع قصائد تحكي حكاية حب) ومابين القوسين مكتوب على الغلاف تحت العنوان…
القصة رووووووووووووووووعه
وتخلي الواحد يعيش بخيال
ياليت يكون فيه أحد يقدر المحبة في هذا الوقت(مع إني واثقة أنه مافيه)
وريم …شكراً على إعجابك رغم عدم إكمالك القراءة..فأرجو أن تعجبك …والجايات أكتر بإذن الله
مشكوووووووووووووووورة عزيزتييييييييييييي
القصة في غاية الروعة
وشوف انها خيالية . ياليت في الواقع كذا
لك تحياتي
مشكووووووووووووووووووره
سلاااااااااااااااام