يجب أن نقول أولا أن المسلمون الأوائل هم أول من برع في العلوم الإنسانية، وكتبهم زاخرة بذلك العلم، ومن قرأ لهم عرفهم، وعلومهم تلك مستمدة من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في أسلوبه لإدارته لمجتمعه ومن هم حوله.
ورسم الشخصية لشخص ما، يساعدنا ويساعده على فهم نفسه وتوجيهها نحو الأفضل , فالإنسان مثلا كثير الأمنيات ، واسع الخيال ، بعيد الطموح يحب الخير لنفسه كما أنه يحب المعالي ( هذا من حيث العموم ) , ولكن هناك من يريد أو يطلب أو يتمنى شيئا لا يصلح له، بل يضره ولا ينفعه ولكنه لقصورعلمه ونظرته وقلة خبرته في الحياة فإن يسيئ الإختيار من حيث لا يشعر , لذا جاءت أهمية التربية والقدوة .
ولنراجع الأنماط الثمانية السابقة مرة أخرى ونحاول أن نضع أمامها ما يناسبها من مجالات عملية :
1- فالنمط الأول مثلا ، تصلح له الأعمال الفنية واليدوية أكثر من المكتبية ، فهو مدير جيد لكنه قاس و صلب .
2- أما الثاني فإنه يصلح في الأعمال المكتبية والإدارية والمدارس والأعمال الإنسانية مثل هيئات الإغاثة والمعونة للفقراء وجمع ا لتبرعات فهو يحب أن يكون مشاركا في مجموعة لامنفردا .
3- أما الثالث فهو المدير الناجح والقائد المتميز والذي لا يقبل بأوساط الحلول ولا التواني في انجاز الأعمال، وهذه الشخصية لا تصلح في مجال التجارة لأنه إن كان كذلك صار منافسا ظالما لغيره وخاصة إذا نزعت منه صفة الدين والخوف من الله .
4- أما الرابع فهو يصلح أن يكون محاميا أو فقيها أو قاضيا أو كاتبا أو مصلحا إجتماعيا أو مدرسا أو مديرا لمؤسسة علمية كما أنه لا يصلح للتجارة.
5- وهذا عسكري الطبع قوي الشخصية قائدا يفتقر إليه الناس وقت الأزمات الحربية ، ويكسب إحترام الغير دون تكلف.
6- وهذا شبيه بالشخصية الرابعة إلا أنه لا يصلح في مراكز القيادة فإدارته غير ناجحة وقراراته غير حازمة ، بل سريعة التغير بحسب الناس اللذين حوله .
7- وهذه الشخصية تتميز بالوضوح والنظام والجدية الزائدة بحيث تفرض احترامها على غيرها بقوة الإعتداد والثقة بالنفس ولا تتعامل مع الناس إلا بحدود وهذه الشخصية مديرة تصلح للأعمال الإدارية العالية المؤسسات التي يكون قرارها مهما لمصحة المجتمع كالوزارات وغيرها , ولكن هذه الشخصية قد تهلك نفسها وغيرها إن لم يكن بها دين أو خوف من الله .
8- وهذا النمط شبيه بالنمط الثاني ، فهو يصلح للأعمال الفنية واليدوية والحرفية والميكانيكية والإلكترونية والتجارة الخفيفة ، كما أنه لا يصلح أن يكون تاجرا كبيرا ولا مديرا ، لأنه متقلب الآراء يتردد ويقف لأي رأي مخالف .
كما أننا يجب أن ننبه على أن هناك فرق بين البنات والأولاد , فالبنات لا يصلحن للمراكز القيادية الحساسة (من حيث العموم) ولكنها في أعمل المشاركة أفضل بكثير من الأولاد ، وأكثر تنظيما كما أنها بطبعها تميل إلى أن تكون مرؤوسة من قبل الرجل أكثر من المرأة .
و أيضا أحب أن أقول أن هذه الدراسة تساعد فقط للتقريب لمعرفة الشخصية ، لا الحكم عليها 100% أنها لا تصلح للإدارة أو العمل الفني أو كذا أو كذا ، ولكني قصدت أن ميول هذه الشخصيات هو هذا ، وهي تبدع فيه أكثر، ويستفيد المجتمع منه أسرع , ولكن لو قدر لشخصية أن تكون مديرا لشركة بسبب مال ورثه أو منزلة حصل عليها فهذا لا يمنع ولكن القرارات والتطور فيما بعد لن تكون كما لو كان الشخص الكفؤ والأولى.
والجامع لخير الدنيا والأخرة هو الخلق الحسن والدين ، وأما الصفات الأخرى من علوم الدنيا فإن الإنسان بإمكانه أن يتعلمها مع الأيام بالقراءة والممارسة .
ونقطة أخرى وهي هل هناك من جمع من تلك الصفات أغلبها و أحسنها في شخصه وسلوكه ؟
الجواب : نعم ولكن نادر جدا جدا . ومن قال عن نفسه نعم أنا هو , فهو مغرور ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .
ولكم مني تحياتي …