ما أعظم أن يعرف المرء نفسه !! معرفة النفس هو كشف ما فيها
من مزايا قائمة ، وتشخيص ما بها من جوانب الضعف والنقص .
ولمعرفة الإنسان بكينونته لابد له أولا من دراسة شخصيته
دراسة وافية، مستكشفة ، جادة ، من كل الزوايا والأبعاد .
وليبحث له عن مرآه تكشف له ولو قدراً بسيطاً عن ظاهره وباطنه .
وكما يبحث كلٍ منا في عيون الناس عن نفسه، وماهيته، ومدى تقدير
الآخرين له، وإعجابهم به، لابد من أن يبحث بنفس اللهفة وبعين الناقد الفاحص عن
عيوبه وجوانب التقصير في حياته . وبعد ذلك يبداء بوضع قائمه بادئاً* أولاً
بنظرته الشخصية لذاته :فليقسم حياته إلى عدة سجلات بمعنى أن يجعل له فرضا
ً سجلاً باسم عقيدتي ،ويناقش فيها عن أدائه لفرائضه الأساسية ،قيامه بالنوافل ،
التزامه بأوامر دينه ، مشروعية مكاسبه ، صلته للرحم ، ……،………الخ ..
وسجلاً باسم علاقتي بعائلتي ، ويناقش فيها عن : ما نوع علاقته بأهل بيته ؟
ماهية إحساسه بوجودهم في حياته ، ماذا يعني كل فرد له ، ماذا يعني هو لهم ،
ما مدى مشاركته لهم ،هل هم يشكلون عبئاً عليه ، أم هو كذلك عليهم ،
ما مدى تأثيرهم في قراراته الشخصية ، ….،………..الخ .
*ثانياً : إن معرفة المرء نفسه تتطلب أن يتحقق من صورته في أعين الناس ،
ومدى تأثر هذه الصورة بالمظهر والمخبر . وان يبحث بصدق وبقدر ما أمكنه
عن نفسه وذاته ، ولا يطيل مدة البحث اكثر من اللازم حتى لا يتعطل خطى تطوير
نفسه . ثم يصب جم حصيلته في قالب التنقية ، ويقارنه مع القائمة الموضوعة مسبقاً
للصفات المثالية للشخصيه المثالية ، وليبحث عما طابقه من صفاته ، ويعد قائمة بما
ينقصه ، وليبداء على الفور بتحقيق ما يصبو إليه . فلم ينطفئ ظماء حب معرفة
الذات بأي حالٍ من الأحوال وفي أي وقت من الأوقات ، بل أصبح هذا الحب نوعاً
من الإصرار ….