فَلِمْ بايعتنا؟
جئناك ألفَ صبيحةٍ ونهارِ
أبناءُ جدبِكَ في انتظارِ أميرهم
ويسبحونَ ببردةِ الأسرارِ
يتعلمونَ تلاوةَ الريحانِ
من صفصافِك العشرينَ قافيةٍ
تروضُ مغرياتِ الحلمِ
تقتُلها الكهولةُ
كلما غنَّوا بفصحى الابتكارِ
أبقوكَ سرَّا
مثلما أبقيتَهم سرَّا
بصدرِك تختلي الأوطانُ
بالوهنِ المرادفِ للبطولة
أبناءُ هذا الجدبِ ينتظرونَ أن يجدُوا
رياحَ قميصِك الموصوفِ في ورقِ النبوءة
ماذا تريدُ الآنَ
ما أبقَوا على أبراجِنا طيراً
وما أبقَوا رسولا
****
ستكونَ مذبحةً لنا
سيكونُ هذا العزفُ من أحبارِنا ذهباً
سيخرجُه اضطرابُ مدينتين
نت البعيدُ وكلُّنا
رغمَ اقترابِ الشمسِ لسنا مبصرين
ستجيء ألفُ غمامةٍ سوداءَ
ألفُ علامةٍ لمجيئِنا
لكننا رغمَ اتباعِ الخطوِ ساعتَها
نكونُ مكبلين
هو ذلكَ التأخيُر فوقَ جباهِنا
حتى وإن أدركتَه يغتالُنا زهوُ السِّنين
يا كلَّ هذا الموتِ ما أرهقتَنا
سنعودُ قافلةً فلسنا عابرِين
كيف اتباعُ الوردِ للشوكِ الملاحقِ حكمةً
كيف الحقيقةُ كلَّما أزهقتَها
عادتْ تنيُر السائلين
يا كلَّ هذا الموتِ أنتَ قتلتَنا
لكننا في كلِّ مقصلةٍ
سننجبُ أولياءَ ومرسلِين
****
أنت الغريبُ
ورغمَ هاءِ الضحكِ يقتُلك الأنين
فلمَ تأخرَّ بعثُك المولودُ في دمِنا جنين ؟
ولمَ تريدُ اللهَ أن يؤتيْك معجزةً ؟
أو يرسلونَ إليكَ أصغرَنا ذبيح
كلُّ الذينَ دعوتَهم أبناءُ جدبِكَ
عُذِّبوا مثلَ المسيح
الآنَ باسمِك يقتلونَ قصائدِي
الآنَ باسمِك يقتلونَ الريح
أخشى إذا انتحرَ النهارُ على يديْك
وأُنْسِيَتْ رئتاك طعمَ هوائنِا
أخشى إذا انحشرتْ ثمارُ التوتِ
في فمكَ المملحِ غربةً
****
جبريلُ هذا الشعرِ
لن يأتيْك في روما
ودماءُ هذا القصرِ
لن ترديْك مكلوما
و الشعرُ إن لم تقترفه بنا
استباحَك عنوةً
نحن اشتهينا جُرحَك
الدموي
إن الجرحَ بادئةُ الكلامِ
فقل دمي لغتي
و قل شعري الملوما
****
أيا باريسُ لن ننسى
وكيف دموعُنا سالت
وكيف خيولُك انطلقت
وفي أعناقنِا جالت
فكم جُرحت شوارعُنا
وكم أنَّت وكم قالت :
أنا لم أنس هذا الجرح
بل من فرط ما انسالت على أوجاعه لغتي
تداعت
شعر محمد كارم
20/9/2017