قال الله تعالى :
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه
وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث
والنسل والله لايحب الفساد ) [ سورة البقرة آية 204 – 205 ]
ومما يذم من الالفاظ : المراء , والجدال , والخصومة ..
قال الإمام " حجة الاسلام " الغزالي رحمه الله : " المراء طعنك في كلام لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه ..
وقال : وأما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها ..
قال : وأما الخصومة فلجاج في الكلام ليستوفي منه مقصودا من مال أو غيره وتارة
يكون ابتداء وتارة يكون , والمراء لايكون إلا اعتراضا .. هذا كلام الغزالي رحمه الله ..
وقال النووي رحمه الله : اعلم أن الجدال قد يكون بحق وقد يكون باطل , قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) [ سورة العنكبوت آية 46] ,
وقالى تعالى : ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) [ سورة النحل آية 125 ]
وقالى تعالى : ( ما يجادلوا في آيات الله إلا الذين كفروا ) .. قال : فإن كان الجدال
للوقوف على الحق وتقريره كان محمودا , وإن كان في مدافعة الحق أو كان جدالا بغير علم كان مذموما ..
قال بعضهم : ما رأيت شيئا أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أشغل للغلب من الخصومة ..
وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد ولا إذاء , ففعل هذا ليس حراما , ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا , لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر , والخصومة توغر الصدر وتهيج الغضب , وإذا هاج الغضب حصل حقد بينهما حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الآخر ويحزن لمسرته ويطلق لسانه في عرضه ..
ومن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات , وأقل مافيها اشتغال القلب حتى يكون في صلاته , وخاطره متعلق بالمحاججة والخصومة فلا تبقى حاله على الاستقامة ..
فعليك أختي أن تتجنبي الجدال والمراء حتى لاتكون بداية للوقوع في الذنب والاشتغال عن ذكر الله بما يغضبه ..
روينا في كتاب للترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفي بك إثما أن لا تزال مخاصما ) ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من جادل في خصومه بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع ) ..
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدال ثم تلا ( ما ضربوه لك إلا جدلا ) ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المراء في القرآن كفر ) ..
يكره التغيير في الكلام بالتشدق , وتكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون , فكل ذلك من التكلف المذموم , بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظا يفهمه جليا ولا يثقله ..
عن جابررضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أحبكم وأقربكم
مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا , وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيقهون ؟ قال : المتكبرون ) ..
قال الترمذي حديث حسن قال : والثرثار هو كثير الكلام , والمتشدق من يتطاول على الناس بالكلام ويبذو عليهم ..
جزاك الله خير ..
بارك الله فيك أختي الحبيبة شمالية ..