من باب يمهل ولا يهمل
-بينما كنت جالساً في كنف الحمٌى ذات يوم, قالت لي أتحملني أم أحملك! لأشير لها بأنه “ما بي حيل” لأحمل
نفسي وطلبت منها أن تحدثني عن باب “يمهل ولا يهمل”.
-فذكرت ما ذكرت في حديثها في هذا الباب عن أناس قد أعماهم الجشع وأنساهم الطمع وقادهم ذلك إلى
الإفراط في الظلم والتعلي والغوص في مغبات “شوفة النفس” وهم لا يعلمون أن الجميع “عبيد” على هذه الأرض
وأن الجميع ملك للخالق.!.
-وهم أيضاً قد جهلوا بأن للمظلوم (مهما كانت ديانته) دعوة قد خصه الرب بها “لا تصد ولا ترد” ولها تتفتح
أبواب السماء على مصراعيها.!. تعس من أرسلت فيه.
-ثم أكملت حديثها المليء بالشجون.. بالخوف.. بالحسرة.. اختر ما شئت قارئي العزيز بعد أن تكمل هذه الكلمات.
-من على طرف صراف الضمان الاجتماعي الآلي خرج عجوز يحمل معونته المالية التي لم يستطع عدها!!.
فقد “نشف ريقه” وأنهكت صحته من وراء “المطامر” خلف بيروقراطيات الجميع لكنه أخيراً نالها.
دقائق معدودة وإذا بيد آثمة اختطفتها من يده واتجهت راكضة بينما هو قد توقف بعد أن أثقله الأسى وأتجه إلى
السماء وبعث برسالة..
وبينما يتباهى “لصنا الظريف” بغنيمته في مكالمة جوال فإذا به قد تعلق على أحد ” صبات الدائري” في حادث
تتناقل خبره الأجيال.
-قاعة النتائج .. “أحل وأرسب لي كم سنة أحل وأرسب –الله لا يوفقه-” طالب منكوب يشرح لزميله طغيان ذلك
المحاضر وقد بطّن حديثة برسالة إلى السماء.
وقت لاحق من مساء ذلك اليوم وعلى أحد أسرة “التخصصي” نوم ذلك المحاضر نتيجة جلطة لم يستطع منها
تحريك أجفانه..!. هكذا حدثتنا الآنسة “جلطة”.
-وزارة الصحة ..! ابن يبحث عن علاج لأمه الذي أثقل المرض كاهلها ليخبره الموظف بأنها لا تستحق التحويل
(رغم أن طبيبها قال بعكس ذلك) ويخبره أيضاً أن الطبيب ليس بأفهم منه!!.
أيام مضت لم يشق سكونها سوى أصوات صراخ الجميع فوالدتهم قد توفاها الأجل.. وأخذت مضاعفات
المرض منها ما أخذت.
وفي العزاء تراءت لأبنها البار صورة الموظف وبعث برسالة لم يعلم أحد بفحواها.. سواه وعلام الغيوب سبحانه .
ومن أحد مصحات ألمانيا المتقدمة طبياً راح الأطباء يقنعونه بأن السرطان قد استشرى بجسده وينصحونه بأن يذهب
ويقضي باقي أيامه –إن كان قد تبقى شيئاً- (نص حديثهم لموظفنا).
وهنا توقف السيد “سرطان” عن حديثه.
-وهنا أيضاً سأتوقف.
كتبه الفقير إلى ربه من على فراشه ودرجة حرارته “تروح وتجي” عند الـ 40.
أيمن الجعفري .. كاتب سعودي.
منقول
ينصر المظلوم ولو بعد حين
شكرا للنقل الجميل
في انتظار مداد كلماتك
وفقك الله