تخطى إلى المحتوى

هاوية الضياع 2024.

كانت لا تسعها الفرحة عندما تقدم لها من يطلبها للزواج ، فهي فتاة شابة، تحلم بما تحلم به كل من في سنها، الزوج ، والإستقرار والأولاد ، والبنات ، والمنزل والكماليات .

وها هو حلمها قارب على أن يكون حقيقة ملموسة. فقد تقدم لها شاب يريد الزواج منها ووافق والدها، فقفز قلبها من شدة الفرح . وأقبل الجميع لتهنئتها ، وأخذ الشاب في تجهيز منزل الزوجية حتى انتهى من تجهيزه ثم حدد موعد الزفاف .

وزفت الفتاة إلى زوجها في فرحة عارمة، وعاشا العروسان حياة سعيدة هانئة، وأخذا يحلمان بإنجاب طفل صغيريملأ الدنيا عليهما سعادة وفرحة وسرورا ، وما هو إلا القليل وإذا بها تشعر بعلامات الحمل وهي غيرمصدقة، هل من الممكن أن يكون قد تحقق حلمها، هل ستصبح أما، هل ستأتي لزوجها بوليد يحمل اسمه ويسعده .

فذهبت إلى الطبيبة كي تتأكد حتى تتم فرحتها وحينئذ أخبرتها الطبيبة بأنها حامل وهنأتها وطارت الفتاة من الفرحة وعانقتها السعادة، فتمنت أن تكون كالبرق في سرعته حتى تصل هي ووالدها بسرعة فائقة إلى منزل الزوجية لتزف إلى زوجها هذه البشرى الندية .

وها هي تصل إلى المنزل ، وتقابل زوجها بفرحة شديدة، وزوجها يسأل : ما الخبر؟! فتجيب قائلة : قد من الله علينا بالذرية فأنا حامل ، فأحس بالسعادة تدق باب قلبه ، وهنأ زوجته وتساقطت دموع الفرحة من مقلتيه.

ظلت الزوجة تعد الأيام تلو الأيام ، وقامت بتجهيز ملابس المولود التي تبعث في النفس الفرحة والسرور، وتنتشلها من متاعب الحياة وكثرة الفتور.

فصممت على خياطة ملابس وليدها بنفسها فهو فلذة كبدها، ونور عينها، ونبض قلبها، وظلت تخيط له أحسن الملابس وتبحث له عن أحسن الأسماء حتى حان موعد المخاض .

فعانت الكثير من الآلام ، حتى أنجاها الله ومنّ عليها بمولود أسمته "هيثم ".

إزدادت فرحة الزوجة وزوجها ، وأنهالت عليهما التهاني من كل الأهل والأحباب وسعد الأبوان كثيرا بطفلهما، وظلت أمه ترضعه مع لبنها الحب والحنان فهو فرحة الحاضر وأمل المستقبل ، ونور الأيام.

وكانت فرحة الأبوين تكبر كلما كبر الابن وخاصة بعد أن أصبح طفلا جميلا يستطيع أن يسعد أبويه بحركاته الرشيقة، ومرحه البريء ، وصوته العذب .

لقد كان أبوه يحبه حبا شديدا ، ولا يطيق له فراقا فإذا ما خرج لعمله أخذ يعد الدقائق والساعات حتى يعود إلى فلذة الأكباد.

فإذا ما رآه تعلق به وأخذ يمرح معه ويلاعبه بلعبه الجميلة، وتزداد فرحة الأب كلما ازدادت فرحة الابن فهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها فالوالدان سعادتهما مستمدة من سعادة أبنائهما، يفرحان ويكونان في قمة السعادة إذا كان أبناؤهما يعيشون في كنف السعادة، ويحزنان أشد الحزن إذا عانى الأبناء شيئأ من الضرر.

ولكن كما هو الحال دائما، دوام الحال من المحال وكما قيل

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأيام كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

يتبع

في الانتظار …
لاكي لاكي لاكي لاكي لاكي لاكي

لاكي لاكي لاكي لاكي

لاكي

لاكي

لاكي

لاكي

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.