تخطى إلى المحتوى

هل عرفت الآن لماذا أسميك ."أنت" . ؟ 2024.

عندما مسحت يد النهار كل التفاصيل الدقيقة التي يتحملها شاطئ البحر قسرا ,
كانت أسراب النوارس تنبش جرح الرمال التي ظلت تومض رغم نصل الموج وهو
يكرر في ذهابه وإيابه لطم أهداب الرمال ثم تعود ثانية تلك التفاصيل الصغيرة
لتختبئ في حلزونة التوق التي لا تيأس من رمية الرامي حتى وإن خابت في التصويب …

كنت أبحث عن هموم الصيادين داخل القواقع المتفائلة وما يتبقى فيها من شعاع شمس الأصيل المرتبكة الى لمساتها البرتقالية في عودة الغروب المشرد …بينما أنت كنت تمسك بيد البحر لتأخذه المدرسة وتلقنه كيف يوازن منسوبه أثناء حصص المد و الجزر ..كنت مدركا قبل البحارة بأن بحور القلب أوسع وأكثر عمقا من المحيطات ..

فوجدتك لا تهرع مثل الآخرين لملاحقة رنين العملات , كما إنك لا تلهث تملقا لكسب الحلقات الممتلئة بالدخان.. ولا تمارس كرة السلة مع الأقصوصات الطائرة و الخاملة والغير متفاعلة مع أي عنصر أو مادة ….

لم تلهث جالسا مثل النمطيين الذين لا يكفون عن السرد المنفوخ الذي لا يثمر عنه سوى ضحكات صفراء آنية الوقع و لا تقشر الأدمة الميتة من الصدور ولا تسرح خصلات الموجوعين …..

يا ذاك الشغف الصادح صفيرا عندما يتراقص النسيم بين جنبات الأصداف أدرك بأن سكان البحار يتشابهون في أوجاعهم ويختلفون في خصائصهم ….ولكنك تختلف حتى في تماثلك بهم ….

لم تكن مظلة الغيوم تشعر بالغربة عندما ترمي كسوتها على الساحل وعندما تلتحف بها الأمواج في عرض البحر لأنها تعي بأنك هناك ….كان يبدو من هناك شيء مألوف من أبعد نقطة في الأفق قد تكون يد الشراع التي ترواغ المتربصين بك لهفةً كانت تبدو مقبلة و هي مدبرة …

هكذا أيها الصيادين مهنة الصيد أصقلت صبركم وأضفت على ملامحكم النضارة المغسولة من الهموم بعرق التأمل الذي يحيل الملح إلى السكر…لأن الطبع يغلب على التطبع ..

كنت أنت الوحيد الذي بقي واقفا بينما جثا الكل من أجل سمكة قد يقع صيادها في الشبكة أنت الذي لم ينحن لكل هذا العبث العائم فوق الماء …

لذا كانت عيوني فقط تخيط وشاح نظراتها المزركشة من نسج مناداتك بــ يا أنت كم شامخ أنت …………

دعني أتساءل الآن متى يجدر بي أن أتعامل معك بضمير الغائب ؟
أتظنني سأعثر على حبر يتلائم لونه مع المصطلح الجديد ؟
وهل ستطاوعني الأبجدية ؟
وكيف لي أن أتكيف مع هذا النمط من الأسماء ؟
ومن أين أجلب الجرأة على نفي المواطن ومصادرة الوطن؟

قد تتساءل يوما لماذا أستخدم لك ضمير الحاضر وأنت لم تعد بعد من رحلة الصيد ؟
ببساطة ,, لا يتورط قلمي بأقتراف جملة دون أن تكون لديه حجة جلية……

عندما ستجد آثار أقدامك مازالت مزخرفة على جسد رمال الشاطئ ستعي لماذا كان ضمير الحاضر يلزمك في كل رحلة ……هل عرفت الآن لماذا أسميك …"أنت" … ؟

أنعمت بلاغة

اختـي / هدى الجنـه :
بالفـعل صاغ قلمكِ عبارات رائعـة
ذات خيال واسـع ومفردات جليلة
لكِ قلمٌ باذخ فجودي به لاكي

الله الله سأظل أعلق عليه حتى تجف الحروف لإحيائه دائما
الله الله سأظل أعلق عليه حتى تجف الحروف لإحيائه دائما

كلمات جدا رائعه ومعبره

شكرا لك

شكرا على المرور
لاكي
أريد أن أقرأ المزيد عن قلمك في فيضنا الفواح

فجودي علينا

في انتظارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.