*
*
*
*
طرقت خيوط الشمس أجفاني المحملة بأكوام كبيرة من النعاس , فتحت عيني بتثاقل و ألقيت نظرة نحو الساعة المتكئة بالقرب من سريري .. اووه يا ألهي .. إنها السادسة .. لقد تأخرت عن المدرسة للغـــاية .. قفزت بسرعة و رحت ارتب نفسي على عجل .. إنه اليوم الأول بعد إجازة العيد .. عادة لا أذهب إلى المدرسة أول يوم بعد الإجازات .. لكن هذه المرة ..لدي من يجبرني على الذهاب .. بل يجعني أتمنى البقاء في المدرسة طول اليوم ..!!
اعني معلمتي هناء .. المشرفة على ( مصلى ) المدرسة .. ذات الأسلوب الجذاب ..و الحنان الفائض ..و القلب الكبير .. منذ قدومها للمدرسة ( العام الماضي ) سكنت قلبي .. فهي بتدينها و خلقها الجميل تستحوذ على القلوب ببساطه ..حبي لها حب طاهر .. حب في الله .. إلا أن صديقاتي و على رأسهن صديقتي المقربة ( منال ) يتعقدن أني معجبة بها ..؟؟
لأزال أتذكر اليوم الأخير من العام الماضي .. حزنت بشدة لفراق معلمتي .. وهذا ما عزز شكوك صديقاتي .. صرخت عندما قالت لي منال في ذات اليوم :
– يا عيني عليك .. تكسرين الخاطر .. راح تفارقين حبيبتك و عمرك و روحك ..الأستاذة هناء ..!!
ثم ابتسمت بخبث .. اندفعت الكلمات نحوا فمي هاربة من النيران المشتعلة في قلبي .. فقلت بصوت عالي :
– مناااااااال .. بلا سخافة .. أنا اعرف وش تقصدين ..بس أنا أحبها في الله ..وحبي طبيعي جدا و طاهر .. أساسا أنت وش عرفك ؟؟ فتحي قلبي و شفتيه ؟؟
برغم من كسلي في جميع المواد الدراسية إلا أنني الأفضل في مواد الدين .. لسبب بسيط وهو أن أستاذتي هناء هي من تدرسنا هذه المواد .. لدرجة أن أمي في العام الماضي لم تجد مدحا لي من معلماتي باستثناء الأستاذة هناء .. فقد قالت بأني أفضل طالبة في صفي .. شعرت بفرح عارم عندما أخبرتني أمي بذلك .. الطريف في الأمر أن أمي كانت تعاتبني عندما أخبرتني بذلك .. فما كان مني إلا أن قفزت لشدة فرحي أمام أمي الغاضبة .. اووه .. أحسست أن أمي احترقت من شدة غضبها ذاك اليوم ..
– أسيل .. كم الساعة اللحين ؟؟
قالت ذلك منال , أجبتها :
– تسع و عشر ..
– طيب وش عندنا اللحين ؟؟
– مادري .. الله يستر لا يكون علينا أستاذة حليمة المصرية ..
ما إن أتممت جملتي حتى دلفت إلى الفصل ( هنائـــي ) , آآآه .. اشعر بارتباك .. يا الهي أن قلبي يرقص بشدة .. كما لو كان يود تمزيق جسدي ..ليطير نحوها .. ألفتت إلي منال و على ثغرها بسمه ماكرة .. فاشتد ذعري .. خلت أن منال سمعت ضربات قلبي المجنون ..تجمدت أطراف أناملي و في الوقت ذاته سرت حرارة و رعشة في أنحائي .. و احتقن الدم في وجهي .. أطرقت في خجل محاولة الفرار من نظراتها .. في الحقيقة أتمنى لو بقيت تنظر إلي طوال الحصة ..و أن افعل أنا الشيء ذاته .. لكني لا املك الشجاعة التي تخولني لفعل ذلك ..
انتهت الحصة بسلام .. و ليت هذا لم يكن ..وددت لو أنها طرحت علي أي سؤال .. فقط أود أن تخصني بالحديث وحدي ..قطع حبل تفكري مشاكسة الفتيات لي .. أحداهن قالت :
– أسيل ذابت يا جماعه ..وين الثلاجة يا هووه ؟؟ .
– أسيلوه ..وين صوتك و لعبك طول الحصة ؟؟ولا عشان هنو ؟؟.
– ما اصدق إنك قدرتي تعقلين حصة كـــــــاملة .. بس الحب و ما يسوي .
..اووف .. كم اكره هذي التعليقات السخيفة ..
عقرب الساعة يشير إلى نهاية دوام المدرسة .. أجواء الرياض الساخنة و الرائحة النتنة المنتشرة في الساحة تعجلني أفكر بحمام باااادر حال وصولي إلى المنزل ..لكن الجوع الساكن في منتصفي يجعلني أفكر في تأجيل الحمام بعد الغذاء ..!!
في محاولة لإهمال هذه الأفكار الباهتة قالت لمنال :
– منال .. بتجين بكرى ؟؟
– …………………..
كانت منال تشد على ورقت الامتحان الأخير بقوه , وقد علقت دمعه في عينيها , انه الامتحان الأسوأ لها هذا العام .
– منال .. لا تضيقين خلقك عشان امتحان ما يستاهل .. يا بنت الحلال طنش تطش ..
– وش إلي اطنش يا اسيل ؟؟ اساسا لو كنت ماخذة مثل درجاتي كان ماقلتي طنش تطش .. و ..
قاطعتها مرام .. التي قالت بصراحة شديدة و ( مؤلمة ) :
– خلي هذا درس لك .. عشان المرة الثانية تسدرين صح ..الدرجات ما تجي من فراغ يا حلوة ..
– من قال إني ما درست ؟؟ ابصم بالعشر إني دارسة أكثر منكم كلكم ..بس الأسئلة صعبة ..و الأستاذة حاقدة علي ..
قالت مرام ببرود :
– حنا دايم نغلط و نعطي أعذار لأنفسنا , مع إنني متأكدين من إنها أعذار وهمية في قراره أنفسنا ..
شعرت وكأن مرام تعنيني .. لدرجة أني فتحت فمي باستغراب .. و همست ببلاهة ..
– هاه ..؟؟
– سلامة عمرك .. يلا بنات بطلع ..باي ..
مرام فتاة صريحة .. لكنها في الوقت ذاته طيبة القلب و حنونة .. جملتها السابقة لم تكن غريبة منها ..فهي تقول الحقيقة دائما و إن كانت جارحة أحيانا .. لكن مرام برغم من كل ذلك ..تعود وتعتذر إن سببت أي الم لأحد .. متأكدة من أنها ستعتذر غدا لمنال .. لكن ..لكن.. جملتها الأخيرة ..
كانت غريبة بعض الشيء .. أكانت تقصدني ؟؟ لا أظن فلو كانت كذلك لوجهتها لي مباشرة ..
بعد أن عدت إلى المنزل ..استلقيت على السرير .. و ألغيت فكرتي الاستحمام و تناول الغداء ..بل لم اعد اشعر بالحر أو الجوع ..
و كأن جملت مرام ملأت جوفي ..
(حنا دايم نغلط و نعطي أعذار لأنفسنا , مع إنني متأكدين من إنها أعذار وهمية في قراره أنفسنا .. )
أعذار وهمية ؟؟
هل افعل أنا ذلك ؟؟
هل أنا معجبة بهناء حقا وليس محبة لها في الله ؟؟
لااااااااا .. ابداااااااا .. أنا فقط أحبها في الله لا أكثر ..يا إلهي ..هل بدأت اصدق أقوال البنات عني ؟؟ لاااااااا ..لا شأن لي بتعليقات البنات .. المهم أني أحبها في الله .. ولست معجبة بها ..لكن ..
إن كنت أحبها في الله ..
فلما ارتعش عند رؤيتها ؟؟
و لما تبرد أطرفي عند سماع صوتها ؟؟
و لما ينحشر الدم في وجهي ..؟؟
و لما تسكن تفكيري داااائما ؟؟
و لما افرح و اسعد عند الحديث عنها ؟؟
بل لما اذهب للمدرسة لأجلها فقط ؟؟
أحقا حبي لها ..حبا في الله ؟؟ أم أن الحب في الله مجرد عذر وهمي اسكت به ضميري ..؟؟
لما أحبها ؟؟ لأكن صريحة لو مع نفسي فقط ..
أسلوبها ..حديثها ..طريقتها ..حركاتها ..أناقتها .. وأيضا دينها ..لهذه الأشياء أحبها .. لكن ..
لو كنت أحبها لدينها لما لا أحب الأستاذة سوسن فهي أكثر تدين منها .. امممم ..لأن أسلوبها وحديثها و حركاتها و أناقتها مختلفة عن هناء ..
أظن أني عرفت الحقيقة ( المعروفة ) مسبقا .. لكنها كانت مدفونة بكم من التجاهل ..أنا حقا معجبة بها .. و إعجاب الأنثى بالأنثى ..
شذوذ عن الفطرة .. وخراب لدين ..و هلاك للخلق ..
عذرا .. أستاذة هناء .. سأطردك خارج قلبي ..
فأنا لن أكون شاذة لأجلك ..
فوداعا يا حبي التافه .. و الميـــت ..
*
*
*
*
لكن أن أردتِ الحقيقة , فهي واقع لكثيـــــــــــــــــــــــر من الفتيات .. الله يهديهم …
هذا ليس تقليلا من شأن المصريات … فوالله إني أحبهم ولا اقصد التقليل من أهميتهم ..
بورك فيكم
قصة جميلة و مفيدة في الوقت ذاته …
و إعجاب الأنثى بالأنثى ..
شذوذ عن الفطرة .. وخراب لدين ..و هلاك للخلق ..
صدقتِ أيا أخية ..
و لكن ما الأمر كذلك دائما ..
فحكايات الإعجاب هذه ، و خصوصا بالمعلمات خاصة بالمراهقات ..
و هي للتغيرات في نفسيتهن و زيادة الهرمونات و ما إلى ذلك ..
حفظكِ الله ..
سلامي ،، خولة
اضافه رائعه للموضوع
خولة .. مرورك اعتز به ..
دمت بخير
وين الردود ؟؟
على الأقل جاملوني..
قصة خياليه رائعععععععععععععععه
جزيتي خيرااااااااااا