تخطى إلى المحتوى

( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . ) 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَـن سَبِيلِ اللّهِ

إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ

أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )

الأنعام 116 – 117

يقول تعالى لنبيه محمد صلـى الله عليــه وسلم محذرا

عن طاعة أكثر الناس ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ

يُضِلُّوكَ عَـن سَبِيلِ اللّهِ ) فــإن أكثرهم قد انحرفوا في

أديانهم وأعمالهم ، وعلومهم . فأديانهم فـــاســـــدة ،

وأعمالهم تبع لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق،

ولا إيصال لسواء الطريق .

بل غايتهم أنهم يتبعون الظن ، الذي لا يغني من الحق

شيئا ، ويتخرصون في القول عـلى الله ما لا يعلمون ،

ومن كان بهذه المثابة، فحرى أن يحذِّر الله منه عبادَه،

ويصف لهم أحوالهم؛ لأن هذا – وإن كان خطابا للنبي

صلى الله عليه وسلم – فإن أمته أسوة له في سائر

الأحكام ، التي ليست من خصائصه .

والله تعالى أصدق قيلا وأصدق حديثا، و ( هُوَ أَعْلَمُ مَن

يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ) وأعلم بمن يهتدي . ويهدي . فيجب

عليكم – أيهـا المؤمنون – أن تتبعوا نصائحه وأوامره

ونواهيه لأنه أعلم بمصالحكم وأرحم بكم من أنفسكم.

ودلت هــــذه الآية على أنه لا يستدل على الحق بكثرة

أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكـون

غير حق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هـم

الأقلون عددا ، الأعظمون – عند الله – قدرا وأجرا، بل

الواجب أن يستدل على الحق والباطل ، بالطرق

الموصلة إليه .

الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 270)

للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

::

رحم الله الشيخ رحمة واسعة

بارك الله فيكِ ونفع بكِ

لا حرمنا مواضيعك الرائعة غاليتي

::

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.