في عطلة نهاية السنة ..
كانت سارة قد وضعت لها برنامجاً لتستفيد من وقتها .. وبينما هي تخطط وتقسم .. إذ تناهى إلى مسمعها صوت أختها مها وهي تحادث صديقتها وكانت تقول : آه .. الإجازة طفش .. لا ملاهي ولا وناسة ولا شيء يفرح القلب .. كل أهلي إما في التحفيظ أو في حضور محاضرة .. ونادراً ما نطلع وإن طلعنا فهو إلى البر .. كل شيء حرام عندهم .. آه من الطفش ..
هنا .. تألمت سارة لحال أختها .. وقررت أن تناقشها وتفهمها أموراً كثيرة ..
ذهبت سارة إلى المطبخ .. وصنعت عصيراً وأحضرت بعض الشطائر اللذيذة (( فهي تحب الأكل )) ..
ثم صعدت إلى غرفة مها واستأذنت بالدخول ..
فأذنت لها ، وقالت : ما دام معاك أكل تفضلي ..
سارة : معي أكل وأخبار حلوة ..
فرحت مها .. وقالت : نأكل أول ثم نتحدث ..
بعد أن انتهين من الأكل ..
قالت مها : تعلمين أني كنت قبل قليل طفشانة لكن يوم دخلت علي انشرح صدري قليلاً ..
سارة : ليه الطفش ؟
مها : تعرفين أنت ليه !! كل شيء عندكم ممنوع .. حرام ..
سارة : من قال لذلك ذلك ؟!!
مها : أنتم !!
سارة : وضحي !!
مها : كلما أريد أن أذهب إلى الملاهي .. تقولون : لا حرام .. أريد أن أكلم بالهاتف .. تقولون : لا تطيلين .. أريد أجلس على النت .. تقولون : لا تدخلين إلا المواقع الإسلامية .. كل شيء تعقيد عندكم ..
سارة : أنا أفهمك ليه نقول لك كذا .. لكن لا بد أن تعدينني أن أتناقش بهدوء .. وبعقلانية ..
مها : حاضر .. كلي آذان صاغية ..لأعرف ليه أنتم معقدين ؟!
سارة : سأتجاوز عن قولك معقدين .. لأجل أن نصل إلى حقيقة لا بد أن تعيها ..
أولاً : سأسألك سؤالاً .. لماذا تذهبين إلى الملاهي ؟؟ وتحبي أن تطيلي مكالماتك ؟ وتجلسي على النت طويلاً بلا فائدة تذكر وقد تأثمين ؟
مها وبسرعة : تقضية وقت ..
سارة : أما تعلمين أنه لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة أمور وهي : عن شبابه فيما أبلاه ؟ ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ ، وعن علمه ماذا عمل به ؟ ، وعن وقته فيما قضاه ؟
فبماذا تكون إجابتك ؟
مها : صح .. لكن أنا صغيرة ومعي فسحة من العمر إذا كبرت تبت واجتهدت في العبادة .
سارة : وهل تعلمين متى ستموتين ؟
مها : لا
سارة : إذن كيف تقولين هذا الكلام !!
مها : استغفر الله ..
سارة : سأخبرك عن حال النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قدوتنا ..
مها : عليه الصلاة والسلام .. تفضلي يالغالية ..
سارة : لقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها جد وجهاد وعبادة .. والترويح نادر وشيء طارئ .. فحياة المسلم كلها جد لأن الله تعالى قال : ( وإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) ولم يقل وإذا فرغت فالعب !!
ومع هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم يمزح وما يقول إلا حقاً ويلعب مع وزجاته وأولاده والصحابة كذلك يلعبون مع أطفالهم لكن ألعابهم هادفة مثل الرمي حتى يتدربوا على الجهاد .. والمصارعة حتى يتدربون على الدفاع عن أنفسهم والسباحة حتى تقوى أجسادهم ..
مها : هل كانوا سعداء ؟
سارة : كانوا في قمة السعادة .. لأن الله تعالى كريم .. فكما أنهم اشتغلوا في طاعة الله ، فالله يكرمهم بانشراح في صدورهم .. فيجدون اللذة في الصلاة والصيام وقراءة القرآن وأعمال الخير ..
مها : مثل أمي .. تستانس إذا ذهبت إلى دار التحفيظ ..
سارة : تماماً ..
مها : سأجرب ..
سارة : حقاً سترافقينا في هذه العطلة للدار ؟
مها : إن شاء الله بدل الجلسة في البيت والطفش .
سارة وهي مبتسمة : أحسنت القرار .. وأخلصي نيتك لله .
مها وهي مبتسمة : بإذن الله .. وجزاك الله خيراً يا أجمل أخت ..
سارة : وإياك يا أشجع أخت .. وحملت صينيتها وودعتها وخرجت .
وبعد شهر ..
وبينما سارة تقرأ في كتاب إذ سمعت أختها تحادث صديقتها وهي تقول :
أنا الحمد لله في قمة السعادة فلقد دخلت دار تحفيظ القرآن ووجدت رفقة صالحة .. وأصبح لعطلة نهاية الأسبوع لذة .. إذ أن نزهتنا تكون مكافئة لنفسي ..
وأصبحت همتي عالية .. وأشغلت نفسي بما يرضي ربي .. فاللهم لك الحمد ..
ابتسمت سارة وقالت :
يالله ما أعظمك .. وما أعظم كتابك .. إذا دخل القلب عدل الموازين .. فلا يجد للهو مجالاً .. ولا للطفش باباً .. ولا للهم مكاناً ..
فاللهم لك الحمد …
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»بقلمي «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
علينا من كل حدب وصوب..والله المستعان..
كلماتك جدا جميله وعباراتك قويه..
وحوارك أقوى..
أثابك المولى خيراً..
وننتظر جديدك..
أختك..القلم الأسير..
/
رائعة ذلك الحوار الأخوي
هكذا يكون التحاور بين الأخوين
وأسلوب الأقناع جميل جداَ
عندما ذكرت حياة الرسول صلى اللّه علية وسلم
وحياة الصحابة رضي اللّع عنهم
:
جميل حيث يكون هناك سارة في كل ببت
:
مشكور أختي على هذة القصة
بارك اللّه فيك
:
نزف الجرح
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا
وبارك الله في قلمكِ
شكر الله مروركم أخي أريد الجنة ..
اهلا بك بيننا واهلا بقلمك مبدعا معنا
التي ذكرتها في قصتك يا اختي …
كم هو حوار عقلاني و مقنع …
جزاكِ الله خيرا