تخطى إلى المحتوى

؛؛ ؛؛ الصمـــت القاتل للحياة الزوجيه ؛؛,,؛؛ 2024.

لاكي
لاكي
الصمت بين الزوجين مشكلة تعاني منها العديد من الأسر ، وهي مؤشر على أن العلاقة بين الزوجين تقترب من الجمود، لذا فهي تمثل خطرا يهدد الحياة الزوجية ؛ إذ يعقبها انفجار أو انهيار وأحيانا انفصال .
والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء، لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت وإن كان الاجتماعيون يرون أن الصمت في الأصل كان من سمات الزوجة وخصوصاً في المجتمعات الريفية والبدوية، حيث نجد الزوج هو سيد البيت، وإذا تحدث فهو صاحب الكلمة الأخيرة، والطاعة تكون على الزوجة والأولاد، ولكن مع تطور الحياة، ووصول وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إلى مختلف المجتمعات تناقصت هذه الصورة تدريجياً ، وأصبحنا نرى اليوم أن الزوج هو الذي يصاب بالصمت في كثير من الأحيان.
و من اجل دراسة متكاملة لهذه الظاهرة لابد من التعرف عليها و تحليل اسبابها و تفهم انواعها فى محاولة للتعرف على المشكلة عن قرب
و اسباب الصمت عديدة منها ما يتعلق بالفرد نفسه (زوج او زوجة ) و منها ما يتعلق بالعلاقة بينهما و منها ما يتعلق بالمجتمع ككل

اولا: اسباب تتعلق بالفرد نفسه :

ان اى سلوك يتبناه الانسان ما هو الا حركة تعبيرية تصدر كاستجابة لمثير ما و تتحكم فيها مجموعة من الخبرات المكتسبة أو هي رد فعل لفعل معين وفقا لخبرات الفرد المرتبطة بالفعل
و الصمت الزوجى يجب ان ننظر له على انه رد فعل أو استجابة لمثير ما وفق لخبرة سلوكية تحكمت في توجيه الدافعية لاتخاذ قرار هذا السلوك و لذلك تختلف اسبابه تبعا لاختلاف هذه الخبرة السلوكية

1- فقد يكون الصمت نتيجة اعتقادات و مفاهيم و خبرات يحملها الفرد و تؤثر فى سلوكه نتيجة عادات و ثقافات اجتماعية او مفاهيم دينية سلبية او خبرات اكتسبها من المجتمع المحيط به :

أ- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوج:

-اعتقاد الزوج ان الصمت هو الافضل لان الصمت حكمة و قليل فاعله و السكوت من ذهب
-اعتقاد ان الكلام يكون فى اول الزواج فقط اما بعد ذلك فلا
-اعتقاد الزوج انه قد أدى كل واجباته طالما انه ادى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق
– بعض الرجال يترددون كثيرا في الحديث عن أنفسهم وهمومهم لخشيتهم من التعرض
للانتقاد أو الكشف عن نقاط ضعفهم وعجزهم لزوجاتهم.
– الرغبة فىإخفاء حقيقة معينة كدخل الزوج المالى و مشكلات العمل و مشاريعه المستقبلية
-يفترض الزوج ان زوجته ستتفهم انشغاله فى عمله و ضيق وقته
-يفترض الزوج أن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والحديث
-الاستهانة بشكوى الزوجة على اعتبار ان النساء كلهن نكديات
-التعامل معها بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل
-عدم الثقة بقدرتها على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته
-اعتقاد أن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والعمل على إيقافها عند اللزوم.
-اعتقاد انها مسؤولية الزوجة أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.
– تصور الرجل عن المرأة بأنها فى مستوى أدنى وبالتالى لا يجد مبررا للتحاور معها فهو يريدها لخدمته ( أو متعته ) وقتما يريد فقط
-أعتقاد الزوج ان المرأة لاتقدر على كتمان السر ، فهى دائمة الحديث مع الجميع دون تمييز
-اعتقاد ان هذا هو الاسلوب الامثل للتعامل مع المراة و خاصة ان كانت الاسرة التى تربى فيها تتبنى هذا الاسلوب

ب- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوجة:

-المرأة تعد الزواج في حد ذاته هدفاً تسعى لتحقيقه، وتوجه اهتمامها إلى البيت والأولاد و تهمل ذاتها و مظهرها
-أن تعتقد الزوجة ان تصرفات زوجها و ردود افعاله لابد ان تكون كما تتوقع-كتوقع أن يبادرها في الحوار وأن يعبر لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.
-ان تتبنى أسلوب الاستفزاز لكي تخرجه من صمته وتدفعه للحوار.
-أن تعاند الزوجة آراء زوجها لاعتقادها أن الرجل لا يأتي إلا بهذه الطريقة.
-اعتقادها أن الزوج عندما يصمت فى اى وقت إنما يعبر عن غضبه عليها وعن فتور الحب بينهما.
– إخفاء حقيقة معينة عن الزوج كدخلها و مشكلات اهلها او اخطاء وقعت فيها او مشاكل الاطفال
-الفهم الخاطئ للمفاهيم الاسلامية الخاصة بالمرأة مثل مفهوم الطاعة و مفهوم الاشباع الجنسى و مفهوم ارضاء الزوج متجاهلة احتياجاتها و رغباتها

2- قد يكون الصمت نتيجة تكوين الشخصية و تاريخها الاسرى :

فهناك شخصيات تفضل الصمت بطبعها …و هناك شخصيات تدفع الطرف الاخر للصمت
فالشخصية الانطوائية و الذى يتسم بعدم القدرة على إيجاد العلاقات الناجحة مع من حولها. وعدم القدرة على المخالطة الإيجابية أو الشخصية ضعيفة المهارات و التى لا تتجرأ أن تعبر عن رأيها، دائماً تخشى أن يكون رأيها غير صحيح او غير مقبول أو الشخصية المفرطة في الحساسية نحو الآخرين .. فهو يتجنب الحوار لان الحديث غالبا ما يؤلمه …هذه نماذج لشخصيات يخيم الصمت غالبا على حياتها سواء كانت حياتهم الاسرية او حياتهم الاجتماعية
فى حين هناك انواع من الشخصيات و التى تدفع الطرف الاخر للصمت غالبا ليؤثر السلامة كالشخصية التشاؤمية و التى تنظر الى المواقف بمنظار اسود …فلا ترى الى الجانب المظلم من العلاقة أو الشخصية الأنانية و الذى يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية دون حساب للآخر او الشخصية النرجسية و التى تتسم بالمبالغة في حب الذات،وإبراز شخصيته بطريقة مميزة، على حساب الحط من الاخرين أو الشخصية العدوانية المضطربة و التى تتبنى سياسة ان الهجوم هو اقرب وسيلة للدفاع …مما يؤدى الى صمت الاخر ايثارا للسلامة

3- معاناة احد الطرفين من الاكتئاب و الذى من اهم اعراضه الصمت
4- قد يعبر الصمت عن عدم قدرة احد الطرفين او كلاهما على ادارة حوار ناجح و فعال:
فعادة يتم استخدام ألفاظ قاسية فى الحوار بين الزوجين يولد ردة فعل عكسيةحيث تسود اللغه الهجوميه فى مناخ الحديث الزوجى فالعصبية والسخرية و الاستهزاء والصوت العالى والاتهام و النقد و اللوم والمقاطعة وعدم الانصات او ادعاء المعرفة بالموضوع كلها مهلكات للحوار الزوجى
5- اتخاذ احد الطرفين الموقف السلبي الصامت اعتقادا منه أنه يرضي الآخر
6- تناقض الآراء بين الزوجين في أمور الحياة و الإختلاف الحاد والمتناقض في الطباع و التفكير والميول والفارق الكبير فى السن مع الجهل بكيفية احترام و تقبل و التكيف مع الاخر
7- عدم اختيار التوقيت المناسب لبدء الحوار
8- فراغ العقل لأحد الطرفين أو كليهما بحيث لا يجد مادة متاحة للحديث
9-عدم فهم النفس و حاجاتها او عدم القدرة على التعبير عن المشاعر و الاحتياجات و الافكار باساليب صحيحة سواء بوسائل لفظية أو غير لفظية ، أو التعبير بلغة غير مباشرة و غير واضحة
10- عدم وجود مساحات مشتركة للإهتمام و عدم وجود أحلام جديدة مشتركة بين الزوجين يسعيان لتحقيقها
11- العدوان السلبى لأحد الطرفين مما يؤدى إلى ما يسمى "صمت العناد والتجاهل فهو اعلان عن العصيان
12- انشغال الرجل المفرط بعمله او مزاولته لاعمال شاقة و مرهقة و انشغال الزوجة المفرط بالبيت و الاولاد
13-الخلافات التي نشأت مع الزمن ولم تحل بين الطرفين وبقيت تترسب في نفس أحد الزوجين حتى أصبح الصمت نوع من العقاب يطبقه تجاه الآخر
14-ادمان وسائل الاعلام كالتليفزيون و الانترنت التي تشجع علي الصمت البيتى
15-فتور المشاعر حيث تنطفىء جذوة الحب وتصبح المشاعر باردة باهتة بعدم التجديد والروتين والرتابة و الملل في العلاقة الزوجية

و يرى بعض علماء النفس ان هناك اسبابا و دوافع إيجابية للصمت :
1- معرفة كل طرف لرأى الآخر فى كثير من الأمور نظرا لطول العشرة
2- النضج العقلى والعاطفى لكلا الطرفين بحيث تستخدم كلمات قليلة فى الحوار بينهما ولكنها تحمل معان و مدلولات و مشاعر أكثر عمقا وثراءا
3-نمو العديد من وسائل التواصل غير اللفظى مثل النظرة الودودة أو الإبتسامة الحانية أو اللمسة الرقيقة أو الحضن الدافىء أو نظرة العتاب
4- الإقتراب العاطفى و الروحى بين الزوجين لدرجة لم تعد تحتاج إلى تأكيدات لفظية
و الاقتراب لدرجة التوحد بينهما و بالتالى فمن المنطقى أ ن لا يحتاج الإنسان ان يكلم نفسه بصوت مسموع
5-أن يكون الصمت للاسترخاء و الراحة
6-قد يكون الصمت لاسحواذ مشكلة ما على التفكير و الرغبة فى حلها
7-يكون الصمت علامة الرضا و كما يقال (السكوت علامة الرضا )
8-الرغبة فى اخفاء حقيقة مؤذية لمشاعر الطرف الاخر كالعلاقات قبل الزواج مثلا

و لكنى ارى انه مع وجود هذه المشاعر الايجابية تظل الحاجة الى التواصل اللفظى حاجة ضرورية بين الزوجين فالحياة لا تمشى على وتيرة واحدة و الانسان فى تغير و تطور مستمر هذا التغير يشمل افكاره و مشاعره و رؤياه و مواقفه و الذى لابد ان يعيها و يتفهمها الطرف الاخر

ثانيا: اسباب اجتماعية و اقتصادية و سياسية

-بسبب ضعف الوعي بمفهوم الزواج و الاعتماد على الخبرات المتراكمة عبر قرون والتى لم تعد تصلح فى ظل التغيرات الاجتماعية الهائلة فالمراة اليوم اصبحت اكثر وعيا بذاتها و اكثر مطالبة بحقوقها و اكثر مشاركة للرجل فى الحياة العامة
-الانفتاح الاعلامى العالمى و تأثير وسائل الاعلام الهائل و الذى يعرض صورا مؤثرة غير واقعية عن الحب و الرومانسية …مما يسبب احباطات الزوجين بعد الزواج حين لا يجد الصورة الحالمة التى كان يتوقعها …فيؤدى شعوره بالفشل الى الصمت
-ارتفاع نسبة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية و انتشار الفكر الراسمالى المادي نتيجة سياسة العولمة و الرغبة الجامحة من الكل رجالا و نساءا فى اشباع الرغبات المادية على حساب حياتنا النفسية و العاطفية مما يسبب ضغوطا تمنع من التواصل الفعال بين الجميع على كل مستويات العلاقات الانسانية
-الارهاب السياسى و الفكرى و الذى يؤدى الى سيادة السياسة القمعية ابتداء من الاسرة مرورا بالمؤسسات و المنظمات الاجتماعية و التعليمية الى مؤسسات الدولة وتفشى ثقافة الاستسلام في جميع نواحي حياتنا فقلما تجد من يفكر لحل مشكلته بدلا من الصراخ و العويل
ويكرس هذا الارهاب ايضا ثقافة الصمت التى تقنع الفرد بأن الصمت أفضل و أسلم و ثقافة الصبر و انه افضل من محاولة التغيير

موضوع جميل وواقعى مليون فى المائة
جزاك الله خير
ووقانا شر الصمت …….

يسعدني مرورك اخيتي مروة
الصمت مشكله كبيرة تتسبب بمشكله اكبر فكلن يفسر الموضوع على رؤسته الخاصه وتبدأ الشكوك والاوهام تزيد في المشكله
فالصراحه …. راحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.