فبما تيسر ففي اللباس أمتن الله تعالى على عباده فقال جل وعلا : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) قال العلماء الريش هو ثياب الزينة ولكن الله تعالى بين أن هناك لباساً ثالثاً خير منهما وهو لباس التقوى فقال : ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ ) فهل يمكن أن نحول هذا اللباس الذي يواري سوآتنا وهذا الريش الذي به تجملنا فهل يمكن أن نحوله إلى لباس من التقوى نعم يمكن هذا إذا تأدبنا بالآداب التي جاءت بها شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمن ذلك إذا أردت أن تلبس فأبدأ باليمين أدخل اليد اليمني قبل اليسرى أدخل الرجل اليمني في السروال قبل اليسرى وفي الخلع على العكس من ذلك فأخلع اليسرى قبل اليمنى هكذا جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى في لباس النعل أبدا باليمنى وفي الخلع باليسرى وإذا لبست شيئاً جديداً فأحمد الله الذي رزقك إياه من غير حول منك ولا قوة فلو لا أن الله أن تعالى رزقك إياه ما استطعت أن تلبسه إما لعدم النفقة وإما لعدم هذا اللباس ولكن الله تعالى يسره لك فأحمد الله على ذلك قل الحمد الذي رزقني إياه من غير حول مني ولا قوة وأحرص على أن يكون لباسك جميلاً من غير سرف ولا مخيلة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رغب في ذلك حين قال الصحابة رضي الله عنهم إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسنا فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن الله جميل يحب الجمال يعني يحب التجمل ثم قال الكبر بطر الحق وغمط الناس وبطر الحق رده وغمط الناس احتقارهم وليس الكبر أن يلبس الإنسان شيئاً جديداً أو شيئا حسنا لا الكبر هو بطر الحق وغمط الناس كما عرفه بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأجتنب ما حرم الله عليك من اللباس أجتنب ما حرم الله عليك من اللباس فمنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حرم على ذكور أمته لباس الذهب سواء كان خاتماً أو قلادة أو سواراً أو ساعة أو غير ذلك وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ينزل ثوبه أو سرواله أو عباءته عن الكعبين فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قالها ثلاثة صلى الله عليه وعلى آله سلم تحذيراً من ذلك فقال أبو ذر رضي الله عنه خابوا وخسروا يا رسول الله من هم قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وقال ما أسفل من الكعبين ففي النار قد يقول قائل ما أسفل من الكعبين ففي النار إذا كان خيلا ولكن هذا القول لا يصح لأنه هنا عملين وجزأين كلاهما مختلف أما العمل الأول فهو الذي يسبل حتى يجر ثوبه خيلا فجزاءه هذا أن الله لا يكلمه يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم أربعة جزاءات عظيمة أما الثاني فهو الذي يكون ثوبه أو سرواله أو مشلحه أسفل من الكعبين هذا لا يكون عليه هذا الجزاء ولا يستحق ولكنه يستحق أن يعذب ما نزل عن الكعبين في النار بمعنى أن عذابه يكون عذابه جزئياً بقدر ما نزل من ثوبه أو سرواله أو عباءته ولعل قائل يقول كيف يكون العذاب الجزئي على بعض البدن
جزاكِ الله خيرا يارائعه
ولاحرمتِ الاجـــر
دمتِ بود غاليتي