تخطى إلى المحتوى

آداب مجالسة الناس 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا جالست الناس، واجتمعت بهم، فاجعل التواضع شعارك ،

وتقوى الله دِثَارَك، والنصح للعباد طريقك المستمر .

فـاحرص علــى أن كل مجلس جلست معهم فيه يحتوي على

خير، إما بحث علمي، أو نصح ديني، أو توجيه إلى مصلحة

عـامـــة أو خـاصـــة ، أو تذكير بنعم الله ، أو تذكير بفضائل

الأخلاق الحميدة ، والآداب الحسنة ، أو تحذير من شر ديني

أو دنيـــوي . وأقـــل ذلك أن تغتنم إشغالهم بالمباحات عــن

المحرمات . وحَسِّن خُلقك مع الصغير ، والكبير ، والنظير ،

وعامل كلاً منهم بمـا يليق بــــه ، ووقِّر من يستحق التوقير

والإجلال . واحـــرص عـلى تأنيس جليسك بالكلام المناسب

الطيب ولو كان متعلقاً بالدنيا، فإن الكلام المباح والاجتماع

المباح إذا أثمر تأنيس المُجَالَس ، وَبْسط المُحَادَث ، وأثمـر

راحــة القلب عاد محموداً ، والعاقل الحازم يدرك بمجالسة

الناس خيراً كثيراً ، ويكون أحب إليهم مــن كـل محبوب ؛

لأنه يدخل عليهم من الأبواب التي يعرفون ، والأحاديث

التي يرغبونها ، والأصل في ذلك كله توفيق من أزِمَّة

الأمور كلها بيديه .

وتتأكد هذه الأمور في صحبة السفر ، فإن السفر تطول فيه

المجالسة ، ويحتاج المسافرون إلى من يروِّحهم بالأحاديث

الطيبة ، والماجريات ، والمزح أحيـــاناً إذا كـــان صــدقــاً

ولم يكثرُ، ومساعدتهم على مهمات السفر، فالآداب الطيبة

تجعل أصحابها عند الناس ألذ مـن بارد الشراب ، والثقيل

أشــد عــلى أرواحهم من الأحجار الصلاب ، فسبحان من

فاوت بين عباده في أخلاقهم وأعمالهم وجميع أحوالهم،

والله الموفِّق وحده .

كتاب : نور البصائر والألباب ( ص 72 )

للشيخ عبد الرحمن السعدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.