ولد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في أرض (أور) بجنوبي العراق، وسط بيئة يعتنق أهلها عبادة الأصنام، ويحترفون صناعتها أيام الملك النمرود بن كنعان، وكان والده آزر ممن برع في صناعة هذه التماثيل المضلة وكان يأمر ابنه إبراهيم ببيعها فكان إبراهيم يحملها ويقول للناس في الأسواق: من يشتري ما يضره ولا ينفعه!.
– وعندما شب إبراهيم الخليل عليه السلام أخذ ينكر على قومه هذه العبادة الضالة المضلة، قال تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ } الأنبياء الآية 51, فكثرت الأسئلة وتزاحمت الأفكار في نفسه حيث وجد الناس يعيشون في غفلة وسبات عميق بسبب اعتقادهم الباطل في هذه الأصنام والتماثيل والكواكب، قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } الأنعام الآية 74.
– ابتدأت المعركة بين إبراهيم وأهل الكفر والطغيان بعد أن تسلح بالحق والمنطق حينما هيأ الله له الأسباب، فاتخذ أساليب الحكمة والموعظة مع والده..
– لكن والده أصر على غيه وجهالته فما فتئ إبراهيم يدعو قومه إلى عبادة الله وحده ونبذ الأوثان والأصنام، فشاع خبره بين أهل بابل، فطلب النمرود مناظرته فالتقيا فساق إبراهيم إليه من الحجج والبراهين حتى أخذ اليأس منه كل ما أخذ قال تعالى: { فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } البقرة الآية 258.
– وذات يوم رأى الخليل عليه السلام أنه يحطم الأصنام ويبقي على واحد منها لحكمة أرادها، فعندما جاء الناس إلى معبدهم وجدوا أصنامهم محطمة على الأرض فثارت ثائرتهم على من فعل هذه الفعلة الشنيعة فراحوا يتوعدون فاعله بالعذاب الأليم.
– وبعد أن تقصوا خبر فاعل هذه الجريمة عرفوا أنه إبراهيم بن آزر فقرروا محاكمته، قال تعالى: {… أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ } الأنبياء الآيات 62-64.
– لقد خيم الوجوم على الجميع بعد هذه الصفعة القوية من إبراهيم، فلم يجدوا بداً من إحراقه بعد أن أوقعهم في شر مأزق قال تعالى: { قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ } الأنبياء الآيات 68-70.
– هنا رأى إبراهيم بثاقب نظره أن يهاجر فاراً بدينه مع زوجته سارة وابن أخيه لوط إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين قال تعالى: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } العنكبوت الآية 26.
– اكتسبت مدينة أور شهرة كبيرة واسعة بعد أن اكتشف فيها مجموعة من القبور الملكية، فقد كانت هذه المقابر تحوي آثاراً جمة، وكنوزاً نادرة ونفائس ذهبية كالموجودة هنا والمتمثلة في الخوذة الذهبية ورأس القيثارة الذهبية والفضية المطعمة بالأحجار الكريمة التي عثر عليها في المقبرة الملكية السابقة.
– أما الصورة في الأسفل فهي تمثل زقورة أور الشهيرة والزقورة كلمة بابلية مشتقة من (زقارو) أو (زيكوراتي) التي أبرز معانيها علو أو ارتفاع، ومنها اشتقت لفظة (زقورة) أو (سكورة) كما في اللسان الآشوري وأطلقوا ذلك على برج المعبد وقد بناها الملك أور- نمو خلال حكمه، وهي تطور كبير للمعابد التي كانت تقام فوق المصاطب.
منقول من بريدى
اخوكم
ضل القمر
وبارك الله فيك
موضوع ممتازززززز ومعلومات مفيدة جزاكى الله كل خير اختى الكريمة