أخي الحبيب .. هذه العقيدة من مقالاتهم السرية ، وعقائدهم التي يتواصون بكتمانها حتى من عامتهم ، لأنه لو اطلع العامي
الشيعي على هذه العقيدة تعمد أفعال الكبار لحصول اللذة الدنيوية ، ولعلمه بأن وبالها الأخروي إنما هو على غيره
وكانت هذه المقالة موضع إنكار من بعض عقلاء الشيعة المتقدمين كالمرتضي وابن إدريس ،
لأنها في نظرهم وإن تسللت أخبارها في كتب الشيعة إلا "أنها أخبار آحاد مخالفة للكتاب والسنة والإجماع فوجب ردها"
لكن هذه الأخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله الجزائري:" إن أصحابنا قد رووا هذه
الأخبار بالأسانيد المتكثرة في الأصول وغيرها ، فلم يبق مجال في إنكارها ،والحكم عليها بأنها أخبار آحاد ،بل
صارت أخباراً مستفيضة بل متواترة "
قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين .
والذي تولى كبر إرساء هذه العقيدة هو شيخهم الكليني الذي بوب لها بعنوان "باب طينة المؤمن والكافر"،
وضمن ذلك سبعة أحاديث في أمر الطينة.
ثم ما زالت تكثر هذه الأخبار من بعد الكليني حتى سجل منها شيخهم المجلسي سبع وستين حديثاً في باب عقده بعنوان
باب الطينة والميثاق .
خلاصة هذه العقيدة :
يعتقد الشيعي بأن كل بائقة يرتكبها فذنبها على أهل السنة ،وكل عمل صالح يعمله أهل
السنة فثوابه للشيعة، ولذلك فإن شيوخ الشيعة يكتمون ذلك عن عوامهم حتى لا يفسدوا عليهم البلاد والعباد.
وهذه العقيدة أوسع تفصيل لها هو رواية ابن بابويه في علل الشرائع وملخص ذلك يقول بأن الشيعي
خلق من طينة خاصة والسني خلق من طينة أخرى ،وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين
،فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثره بطينة السني ،وما في السني من صلاح وأمانة
هو بسبب تأثره بطينة الشيعي ،فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل
السنة ،وحسنات أهل السنة تعطي للشيعة.وعلى هذا المعنى تدور أكثر من ستين رواية من رواياتهم .
ويمكن يستنبط سبب القول بهذه العقيدة من الأسئلة التي وجهت للأئمة ،والشكاوي التي رفعت
إليهم،فالشيعة يشكون من انغماس قومهم بالموبقات والكبائر ،ومن سوء معاملة بعضهم لبعض ،
ومن الهم والقلق الذي يجدونه ولا يعرفون سببه.
ولكن يعزو إمامهم ذلك كله لتأثر طينة الشيعي بطينة السني في الخلقة الأولى .
لنقرأ عض هذه الأسئلة المثيرة التي تكشف واقع المجتمع الشيعي المغلق:
(روى ابن بابويه بسنده:عن أبي إسحاق الليثي قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر _ عليه السلام_
يا ابن رسول الله أخبرني عن المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني؟قال: اللهم لا ،قلت:فيشرب
الخمر؟قال:لا ، قلت: فيأتي بكبيرة من الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش ؟ قال:لا..
قلت: يا ابن رسول الله إني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر ،ويقطع الطريق ويخيف السبل ، ويزني ،ويلوط،
ويأكل الربا ويرتكب الفواحش ويتهاون بالصلاة والصيام ،والزكاة ويقطع الرحم ،ويأتي الكبائر
فكيف هذا ولم ذاك؟ فقال: يا إبراهيم هل يختلج صدرك شيء غير هذا ؟ قلت :نعم يا ابن رسول الله أخرى
أعظم من ذلك،فقال:وما هو يا أبا إسحاق ؟ قال: فقلت يا ابن رسول الله وأجد من أعدائكم
ومناصبيكم ن يكثر من الصلاة والصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ،ويحرص على الجهاد
،ويأثر _ كذا _ على البر ،وعلى صلة الأرحام ،ويقضي حقوق إخوانه ،ويواسيهم من ماله ،ويتجنب شرب الخمر
والزنا واللواط،وسائر الفواحش فما ذاك؟ ولِمَ ذاك؟ فسّره لي يا بن رسول الله وبرهنه وبينه،
فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي ،وضاق ذرعي"
هذا وحده من الأسئلة والشكاوي التي تكشف انزعاج الشيعة من واقعهم المليء بالمعاصي والموبقات بالمقارنة
بواقع سلف هذه الأمة ،وأئمة أهل السنة ومعظم عامتهم من تقى وأمانة وصلاح ،
وقد أجيب السائل بمقتضى عقيدة الطينة وهي أن المعاصي الموجودة عند الشيعة في بسبب أهل السنة
،والأعمال الصالحة التي تسود المجتمع السني بسبب طينة الشيعي .
ويأتي سائل يشكو ما يجده من قلق وهم لا يعرف له تفسير , تقول روايتهم:"عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله
،ومعي رجل من أصحابنا فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله ،إني لأغتم وأحزن من
غير أن أعرف لذلك سبباً "
ويبدو أن مصدر القلق تلك العقيدة غير الواضحة ،والمستقرة التي تأخذ بها الروافض ،ولكن "إمامه"
يفسر هذا القلق بمقتضى عقيدة الطينة .
هذه الأسئلة والشكاوي وغيرها كثير توضح طبيعة التركيبة الشيعية في نفسيتها ،وعلاقاتها، وخلقها
،ومعاملاتها ودينها..وقد احتال شيوخ الشيعة لمواجهة هذا الإحساس الذي ينتاب بعض الصادقين من الشيعة
،إزاء هذه الظواهر المقلقة والمخيفة فكانت محاولة الخروج من إلحاح هذه التساؤلات والشكاوي
بقولهم بهذه العقيدة
لنرى معا بعض الأجوبة على تلك الشكاوي ..
يقول إمامهم : "يا إسحاق (راوي الخبر)ليس تدرون من أين أوتيتم؟قلت:لا والله،جعلت فداك إلا تخبرني
،فقال :يا إسحاق إن الله _ عز وجل _ لما كان متفرداً بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شيء فأجرى الماء
العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها،ثم نضب لماء عنها فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين
وهي طينتنا أهل البيت ،ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين وهي طينة شيعتنا ، ثم اصطفانا لنفسه ،فلو أن طينة شيعتنا
تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ،وسرق ،ولا لاط، ولاشرب المسكر
ولا اكتسب شيئاً مما ذكرت ،ولكن الله _ عز وجل _ أجرى الماء المالح على أرض ملعونة
سبعة أيام ولياليها ثم نضب الماء عنها ،ثم قبض قبضته، وهي طينة ملعونة من حمأ مسنون هي طينة خبال ،
وهي طينة أعدائنا ،فلو أن الله عز وجل_ ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الآدميين ،
ولم يقروا بالشهادتين ،ولم يصوموا ولم يصلوا، ، ولم يزكوا ،ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحداً منهم بحسن خلق،
ولكن الله _ تبارك وتعالى _ جمع الطينتين _ طينتكم وطينتهم _ فخلطهما وعركهما عرك الأديم ،
ومزجهما بالمائين فما رأيت من أخيك من شر لفظ، أو زنا ،أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره ،
ليس من جوهريته وليس من إيمانه، إنما بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت ،وما رأيت من الناصب
من حسن وجه وحسن خلق ،أو صوم ،أو صلاة ،أو حج بيت،أو صدقة ،أو معروف فليس من جوهريته،
إنما تلك الأفاعيل من مسحة الأيمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الإيمان .
قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فمه؟ قال لي : يا إسحاق أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟
إذا كان يوم القيامة نزع الله _ عز وجل_ مسحة الإيمان منهم فرّدها على أعدائنا ،وعاد كل شيء
إلى عنصره الأول ..
قلت: فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا ؟وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟قال:إي الله الذي لا إله إلا هو.
هذه عقيدة الطينة عندهم ،وقد جاء في سياق رواية القمي في أولها قوله:"خذ إليك بياناً شافياً فيما سألت ،وعلماً مكنوناً من
خزائن علم الله وسره ..
وجاء في خاتمتها:" خذها إليك يا أبا إسحاق فوا الله إنه لمن غرر أحاديثنا ،وباطن سرايرنا،ومكنون خزائننا
،وانصرف ولا تطلع على سرنا أحداً إلا مؤمناً مستبصراً ، فإنك إن أذعت سرنا بليت
في نفسك ومالك وأهلك وولدك".
فهي كما ترى _ عقيدة سرية في إبان قوة الدولة الإسلامية ،يؤكد على سريتها في بدايتها ونهايتها
،فهل خطر ببال مخترع هذه العقيدة أنها ستقع في أيدي أهل السنة
،ويعلنوها أمام الملأ كإحدى الفضائح[/SIZE
&&&&&&&&&&&&&&&&
أخواتكم داعيات الصفوة قاموا بحملة تعريفية عن الشيعة
وانا واحدة منهن
بارك الله فيك
وأثابك
جزاك الله كل خير
جعله الله في ميزان حسناتكم