تخطى إلى المحتوى

أسباب النجاة من الفتن 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

(( أســبــاب الــنــجــاة مـــن الــفــتــن )) الجزء الأول

الحمد لله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له الحق المبين ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و مصطفاه الأمين صلى الله عليه و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و سلم تسليماً كثيراً .

أما بعد :

فالكلمة التي أوجهها إلى أخواني قاعدتها حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً فأيُمَا قلب أنكرها نُكِت فيه نكتة بيضاء ، و أيما قلب أُشْرِبَها نكت فيه نكتة سوداء ، حتى تعود على قلبين ؛ أبيضُ مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض ، و آخر كالكوز مُجَخِيَّاً لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً إلا ما أُشرِبَ من هواه )) .

هذا الحديث أصل عظيم من أصول السنة ؛ و ذلك لما تضمنه من التحذير من الفتن وعاقبتها على الناس ، فالفتن واقعة و لا بد ، كما قال الحق جل ثناؤه (( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ … )) الآيـة ، وقد قضى الله سبحانه و تعالى و هوالحكيم العليم اللطيف الخبير الذي لا يعزُب عنه من حال هذا الكون مثقالُ ذرة في الأرض و لا في السمـاء قضى أنه سيحيا من حيّ عن بينة و يهلك من هلك عن بينـة .

والخلاصة أن هذا الحديث تضمن شيئين :

أحدهما : وقوع الفتن بشكل تتقبله كثير من النفوس ، و تطمأن إليه ، و تركن إليه : "تُعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً " و هذا تنبيه إلى أنّ الفتن التي تعصف بالناس عصفاً و تُحَيِّرُ الكثيرَ في أمره و يصبحُ الأمرُ مختلطاً على الناس إلا من رحم الله ، تنبيه إلى أن ذلك يكون بالعرض المحبوك المُزَين المُزَخْرَف ، و سواءً كان ذلكم العرض من قبيل شياطين الجِنّ أو شياطين الأنس أو من كليهما ، و لله في ذلك الحكمة الباهرة علمها من علمها و جهلها من جهلها لكن الذي يظهر لنا و العلم عند الله كما أسلفت في الآية أو كما أسلفته من الآية الكريمـة (( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ … )) فأحوال الأمن والسَّعَةِ و الرخى لا يتميز أحد عن أحد و إنما الاختبار بهذه الفتن التي لا يثبت أمامها إلا من ألهمه الله رشده و هُدَاه و أتاه سداده و تقواه فهو إن تكلم تكلم عن علم و بصيرة و دراية ، و إن سكت فقد حفظ عليه عرضه و دينه و سلك سبيلاً من سبل النجاة لأن الله قد كفاه بمن هم أولى منه في هذه الأمور كما قال تعالى (( وَإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولىِ الأَمْرِمِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً )) .

جاء في سبب نزول هذه الآية أنه أُشِيعَ في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نسائه فجاء عمر رضي الله عنه و دخل على ابنته حفصة فوجدها تبكي ثم ذهب إلى أم سلمة رضي الله عن الجميع فأراد الحديث معها فأغلظت له و قالت يا عمر : أما كفى في رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظ نسائه حتى تأتي أنت ؟ و كان قريبأ منها بينه و بينها قرابة من جهة أمه فهو عَدَوِي رضي الله عنه و أمه مخزومية تجتمع مع أم سلمة في أحد الأجداد من بني مخزوم فنزلت الآية التي قَدَّمْتٌهَا آنفا فقال رضي الله عنه : أنا من الذين يستنبطونه ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أطلقت نساءك ؟ فقال : لا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيراً
أكرمك الله….
بارك الله فيك ..
جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.