ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : ما حكــم الشرع في الوصية ، أي :
ما يوصي به الشخص قبل موته ؟ ومـا هـي
صيغتها ؟ ومــا هــو الشــيء الــذي تجــب
الوصية بشأنه ؟
الجــواب : من أراد أن يوصي من ماله فعليه
المبادرة بكتابة وصيته قبل أن يفاجئه الأجل،
وعليـه الاعتناء بتوثيقها والإشهاد عليهــا ،
وهذه الوصية تنقسم إلى قسمين :
القـــسـم الأول : الوصية الواجبة ، كالوصية
ببيان ما عليه ومـا لـه مـن حقوق ، كدين أو
قرض أو أقيام بيوع، أو أمانات مودعة عنده
أو بيان حقوق له فــي ذمم الناس . فالوصية
فـي هذه الحالة واجبة ، لحفظ أمواله وبراءة
ذمته ولئلا يحصل نزاع بين ورثته بعد موته
وبين أصحاب تلك الحقوق، لقول النبي صلى
الله عـليــه وسـلـم « ما حق امرئ مسلم لــه
شـيء يوصي فيــه يبيت ليلتين إلا ووصيته
مكتوبة عنده » أخـرجه البخاري ومسلـم ،
وهذا لفظ البخاري ج 3 ص 186.
القـســم الثـانـي : الوصية المستحبة ، وهــو
التبرع المحض ، كوصية الإنسان بعــد موته
في ماله بالثلث فأقل لقــريـب غيــر وارث أو
لغيره أو الوصية في أعمال البر مـن الصدقة
عـلى الفقراء والمساكين أو في وجوه الخير:
كبناء المسـاجد والأعمال الخيرية ؛ لما رواه
خالد بـن عبيد السلمي أن رسـول الله صـلـى
الله عــليـه وسـلــم قــال « إن الله عــز وجل
أعطاكم عنــد وفاتكم ثلث أموالكم زيادة فــي
أعمالكم » قال الهيثمي في "مجمع الزوائد":
رواه الطبـراني وإسناده حسن وأخرج الإمام
أحـمد في مسنــده نحـوه عــن أبــي الدرداء،
ولحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنـه
المخـرج فــي الصحيحين قــال « جـاء النبي
صلى الله عليــه وسلـم يعودني وأنا بمكــة ،
وهـو يكــره أن يمــوت بالأرض التــي هاجر
منها، قال " يرحم الله ابن عفراء . قلــــت :
يا رسول الله ، أوصي. بمالي كله ؟ قال: لا.
قلت : فالشطر ؟ قال: لا . قلت: الثلث ؟ قال:
الثلث والثلث كثير إنك إن تدع ورثتك أغنياء
خيـر من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في
أيديهم » الحــديـث لفـظ البخاري وفــي لفـظ
للبخـاري أيضا « قلت: أريد أن أوصي وإنما
لي ابنة، قلت: أوصي بالنصف؟ قال: النصف
كثير. قلت : فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير
( أو كبير ) » قـال : فأوصى الناس بالثلث
وجاز ذلك لهم . وبالله التوفيق وصلى الله
على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاكِ الله ُ خيرا ً ..