أم باسر :- أنا سيده ابلغ من العمر 35 عام .. متزوجة وعندي ثلاث أطفال .. واعمل مدرسة .. مشكلتي منذ كنتطفله صغيره هي أمي .. حيث اكتشفت أن أمي مختلفة عن جميع الأمهات عن جميع أمهات صديقاتيوجميع الأمهات التي اعرفهن .. فهي أم قاسيه جدا جدا .. ليس لديها أي حنان أو عاطفة نحوأبنائها .. دائما تسخر منا وتحقرنا .. ودائما تدعو علينا بالفشل .. دائما غاضبة .. دائما ساخطة.. دائما تصرخ علينا .. بل أيضا نحن أبنائها تثير بيننا المشاكل .. وتقول لكل واحد :- إنالآخرين لا يحبونك .. قطعت علاقتنا بجميع الأقارب .. وعملت معهم مقاطعه رغم أنه والحقيقال أنهم أيضا أناس قساة ..ولم اشعر في أي يوم بأي عاطفة أو حب من خال أو عم .. أناوالله ليس لي أي علاقة بأي خال أو عم حتى بعد الزواج .. عملت لي مشاكل ومنعتني منزيارتهم أو بدء علاقة معهم .. وأقامت الدنيا ولم تقعدها عندما علمت بزيارتي لخالتي ..وزوجي أيضا إنسان غير متفاهم .. فهو وأهله دائما يسخرون مني بسبب تصرفات أهلي ممايسبب لي الإحراج .. حاولت أن افهمه أنني غير راضيه على تصرفاتهم وأنني لا أستطيع أنأغير شي .. أما والدي فطبعه قريب جدا من طبع أمي ولكن هو إما في العمل أو في المسجد أونائم .. ودائماً هو وأمي في مشاكل وصراع بسبب بخل والدي وبسبب طلبات أمي التي لا يريدوالدي تحقيقها .. أنا دائما اشعر بالنقص والقلق خاصة وأن زوجي عصبي وسريع الغضبوالصراخ والتذمر .. كما وأن لديه الكثير من العلاقات الغير الجادة مع بنات من خلالالهاتف أو النت .. وعندما يحصل بيننا خصام يسخر مني ومن أهلي ويعايرني بأني كبيرة في السن حيثهو أكبر مني بسنه واحده .. أشعر بالتعب والحزن الشديد .. أرجو أن تنصحوني كيف أتصرف ؟! …
يجيب على هذه الاستشارة الأستاذ :- محمود القلعاوى– المشرف على موقع القلعاوى :-
أختي الكريمة أم ياسر .. سلام الله عليك ورحمته وبركاته .. أهلا ومرحباً بك على موقعنا الحبيب .. أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ، وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك ، وأن يعينك على طاعته وعلى برك بأمك .. فى الحقيقة سؤالك متشعب ومتنوع .. اجتهد قدر طاقتي أن أجيب على ما أستطيع فى نقاط .. فأقول وبالله التوفيق :-
أختي أم ياسر .. واقصد أن أناديك بأم ياسر لأذكرك بالأمومة ومشاعر الأمومة .. فأنت الآن أم وتجرى فيك مشاعر الأمومة .. وتعلمين بل وتشعرين أنه لا يوجد على الأرض مخلوق يحب أن يكون أحد أفضل منه إلا أبيه وأمه .. فإنهما يتمنيان للأبناء كل رفعة وسؤدد .. فالمشاعر الدفينة لدى الآباء والأمهات مليئة بالحب والامتنان ،والدعواتوالآمال .. وغير ذلك من مترادفات تعلمينها .. ولكن قد تخطأ الأم في التعبير عن مشاعرها نحو أولادها وفلذات أكبادها .. فالتربية التي تعلمتها والخبرات التي حصلت عليها من حياتها أو استقتها من والديها هي التي تسير بها وتطبقها على أولادها .. فتدفن مشاعرها في أغوار نفسه ، وتظهر هذه القسوة التيترينها في حياتك .. معتبرة هذه القسوة هي الوسيلة التي تخرج بها جيلاً صالحاً يعتمد عليه .. وبالتالي قد يفهمها الأبناءبصورةخاطئة كما في حالتك يا بنيتي .. فتظهر لنا القسوة مجردة عن كل الخلفيات التي نتكلم فيها ..
ولهذا أختي أم ياسر .. لماذا لا تلتمسي له الأعذار تلو الأعذار .. وتتذكري دائماً أنها أمك التي أمرك الله من فوق سبع سماوات ببرها – مهما فعلت وقصرت وتجاوزت – على طول الخط إلا في الشرك بالله والعياذ بالله .. فقال الله تعالى :- (لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِإِحْسَاناًوَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِحُسْناًوَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّقَلِيلاًمِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ )سورة البقرة : 83 ، وأيضاً قوله تعالى :- ( وَقَضَىرَبُّكَأَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّايَبْلُغَنَّعِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَاأُفٍّوَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) سورة الإسراء : 23.. ولهذا أنصحك بالآتي :-
– الدعاء لها بالهداية .. وأن يرقق الله قلبها عليك ..
– أنصحك بالحرص على التقوى :- فإن الله سبحانه يؤيد أهلها وييسر لهم أمورهم ، وهي عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة .. ووصية الله للأولين والآخرين .. وقد أحسن من قال
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
– يا بنيتي غيري طريقة تفكيركومعاملتكلوالدتك :- واعرفي أن أمك تعيش من أجل إسعادك مهما بدر منها .. وسوفتثبتالأيام لكي ذلك ..
– حاولي الاقتراب من والدتك واغمريها بحبك وحنانك .. بلصارحيهابأنك تتألمين بعض الوقت بسبب طريقة المعاملة ، ولكن بكل حب واحترام .
– اختاري أوقات الصفاء النفسي للوالدة .. وذكريها بالآثار السلبية لقسوتها .. وبأن ذلك سوف يدفع الجميع للهروب منك ..
– تذكري جيداً أن التضجر من تصرفاتها باب لإغضاب الله عليك ..و تذكري أن في وجودها باب إلى رضى الغفار، ولا تكثري من مناقشتها :- ( واخفض لها جناح الذل من الرحمة ) .. واعلمي أن مجرد التأفف من كلامها يغضب الجبار .. وأرجو أن يكون حوارك لوالدتك بهدوء وأدب .. والله المستعان
أما عن زيارة أقاربك التي منعتك أمك إياها .. فعليك زيارتهم وفتح صفحة جديدة معهم .. ولو منعتك أمك من ذلك فلا تطيعيها .. إذ لا طاعة لأمك في قطيعة الرحم .. لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب قال تعالى :- ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) ولك أن تستعملي المعاريض لئلا تثيري غضبها .. وفي المعاريض مندوحة عن الكذب ..
أما عن زوجك .. فأعانك الله على معصيته .. واصبري وتذكري أن النبيصلى الله عليه وسلمقال:- ( لو كنت
آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) رواه أبو داود والترمذى..وأنصحك في موضوع زوجك بالنسبة لمحادثته للفتيات من خلال الهاتف أو الإنترنت :
– احرصي على ستر عيوب زوجك – وهذا هو طبع الزوجة الوفية- .. وألا تخرجي نقائصه أمامالناس
.. وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( ومن ستر مسلماً ستره الله يومالقيامة )
– إياك والنهي المباشر، وإشعار زوجك بأنه يتلقى منك تعليمات أو أوامر، واحذري من نظرات الاتهام والاحتقار .. خاصة وقد ذكرت أن زوجك عصبي وينفعل بسرعة.
– ابحثي عن الأسباب التي تدعوه لتلك الأفعال .. فقد يكون من ضمن أسبابه إهمالك لاحتياجاته النفسية والبدنية .. فيبحث عن إرواء لها من خلال تلك القبائح .. تفقدي أحوالك واهتمامك بهيئتك وملابسك وزينتك ونظافتك الشخصية وتلبية احتياجاته العاطفية والبدنية .. مع الحرص على التجديد والابتكار في كل ذلك، وكما يقول المصريون (املئي عينيه) حتى لا ينظر لغيرك، وكل لبيب بالإشارة يفهم.
– لا تهملي سلاح الدعاء .. فهو أمضى سلاح، وأنجع دواء .. فتوجهي إلى ربك سبحانه بالدعاء الحار أن يهدي زوجك ويعصمه من الزلل .
– اعلمي أن المهمة شاقة، لكن الثواب المترتب عليها من قبل الله عز وجل يستحق هذه المشقة وهذا التعب، وتذكري وعد الحبيب صلى الله عليه وسلم: "لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم"، وزوجك أحق الناس بأن تسعي لهدايته. وفقك الله أختي، وأصلح لك زوجك.
أما عن كونه يسخر من أهلك أختي وغير ذلك فأرى أنك لو عاملته بما ذكرناه من قبل .. من احترام وحب وستر له .. أظنه سيتغير إن شاء الله .. يسر الله أمرك .. وأعانك على ما أنت فيه .. ورزقك الصبر والقوة على التغيير ..
وانتظر رسالتك تخبريني بما حدث .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك على تصديك لمحاولة حلها و التخفيف عن صاحبتها