تخطى إلى المحتوى

أهمية دعوة الجاليات غير المسلمة 2024.

1 – أداء الواجب :
فإن هذه الأمة مطالبة بتبليغ دعوة الله إلى أهل الأرض قاطبة ، والواجب عليها إرسال الرسل إلى كل بلد لدعوتهم إلى دين الله، وإيضاح الدين الإسلامي لهم ، فكيف وقد وجد غير المسلمين في ديارنا؟ لاشك أن أهل هذه البلاد -علماءً و ولاةً وعامة كل بحسبه واستطاعته- لايعذرون أمام الله إن هم فرطوا في دعوة أولئك الناس فأعظم شيء يدل على أهمية دعوة الجاليات غير المسلمة أنها من الدعوة إلى الله الواجبة على هذه الأمة وقد تقدم بيان ذلك.

2 – إنقاذهم من النار :
إن أعظم هدف لدعوة غير المسلمين هو إدخالهم في الإسلام، وإنقاذهم من الخلود في نار جهنم ، وقد بين الله أن هدف الدعوة يتلخص في أمرين : –

أ – أداء الواجب والإعذار إلى الله عز وجل .

ب – الطمع في هداية المدعو .

{وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون} (1).

("ومعذرة إلى ربكم " أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ولعلهم يتقون " .. ولعل لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه، ويرجعون إلى الله تائبين..) (2).

ولهذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل من يسلم على يديه رجل فقال لعلي رضي الله عنه: "والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" (3).

3 – إقامة الحجة عليهم :
فبدعوتهم تقام الحجة عليهم ويبلغون رسالة الله عز وجل.

4 – إزالة الشُّبَه الموجودة في أذهانهم عن الإسلام والمسلمين :
فإن أعداء الله وأعداء هذا الدين مازالوا منذ ظهوره يحاولون تشويه صورته بكل وسيلة يتمكنون منها، وبكل حيلة يهتدون إليها: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً} (4) وفي العصر الحديث تنوعت وسائل المكر والتشويه والخداع والسباب تنوعاً كبيراً، وتركزت كلها فـي الصد عن سبيل الله وفي محاولة تشويه الإسلام في أذهان الناس جميعاً، ويتزعم هذه الحملات الغرب الصليبي الحاقد .

وننقل هنا عن بعض الذين هداهم الله إلى الإسلام ما كان يدور في خلدهم قبل الإسلام:

يقول الإنجليزي (جون ويستر) الذي اهتدى إلى الإسلام : " يظهر أن الغرب المسيحي قد تآمر منذ الحروب الصليبية على التزام الصمت تجاه محاسن الإسلام وحاول تشويه مبادئه بطريقة متعمدة كلما تحدث عنها" (5) .

ويقول الإنجليزي السير عبد الله ارشبيلد هاملتون – وهو ممن اهتدى أيضاً إلى الإسلام: "لا يوجد دين أسيء فهمه ، وكثر الهجوم عليه من الجهلة والمتعصبين ، مثلما أسيء فهم الإسلام وهوجم، وبينما نجد الإسلام يرشد الإنسانية إلى الحق والصواب في حياتها اليومية، نجد المسيحية الأوربية المعاصرة ( أي النصرانية ) تعلم متبعيها بطريق غير مباشر من الناحية النظرية ، وبطريق مباشر من الناحية العملية : أن يصلوا لله يوم الأحد وأن يفترسوا عباد الله في بقية أيام الأسبوع …" (6) .

ويقول مسلم ألماني يكنى أبا الحسن : "الأمور التي كان يعرفها عن الإسلام كانت سيئة جداً تشوه الإسلام ، مثل أنه دين عنيف ، وليس دين سماحة ، وأنه يدوس كرامة الإنسان ، وأنه دين رجعي .." (7) .

ويقول مسلم إيطالي : " مما كنت سمعته أن المسلمين ينظرون إلى الشمس تعبداً مما أدى إلى فقد كثير منهم أبصارهم .." (8) وهكذا تسمع كثيراً من الترهات والكذب التي ألصقت بالإسلام والمسلمين ظلماً وعدواناً .

وإذا دعيت هذه الجاليات إلى الإسلام وبينت لها حقيقته ، فإما أن يدخل أفرادها في دين الله، وإما أن تتضح في أذهانهم الصورة الحقة للإسلام فربما اهتدى أحدهم ولو بعد حين، وربما أصبح -في الأقل- محايداً لا يحارب الإسلام ولايناصره .

5 – درء خطرهم :
ومن أهمية دعوة الجاليات أن فيها دفعاً لخطرهم العقدي والسلوكي والأمني، وأشدها خطراً العقدي ، فإنهم إذا لم يدعوا إلى الإسلام ربما يدعون المسلمين إلى أديانهم، وقد وجد من الخادمات من تعلم الأطفال بعض الطقوس النصرانية .

وكذا خطرهم السلوكي ، فإن معظمهم يمارسون كثيراً من الفواحش ، دون أي تردد وربما استهووا بعض أبناء المسلمين إلى ذلك – خاصةً إذا سهل لهم ممارسة هذه السلوكيات المشينة – .

والأمر ذاته ينطبق على خطرهم الأمني فبعضهم قد يحدث جرائم لم تعهدها هذه البلاد من قبل، وبعضهم ربما يكون ممن ينتمي إلى أحزاب أو تنظيمات سرية هدامة.

وإن من أسلموا منهم يساعدون السلطات وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فى القبض على كثير من المجرمين (9) .

وبالجملة فإن وجود الكفار في هذه البلاد فيه خطر عظيم ، وربما أحدثوا يوماً من الأيام فتقاً لا يمكن رتقه وربما أحدثوا خطباً جسيماً لا يعلم منتهاه إلا رب العالمين ، وقد فعلوا من قبل شيئاً عظيماً ، فإن أول باب فتنة فتح على الأمة الإسلامية كان عن طريق العمالة الكافرة.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كنا عند عمر فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن فقال قوم : نحن سمعناه.

فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره وقال: أجل قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر ؟

قال حذيفة: ..وحدثته أن بينك وبينها باباً مغلقاً يوشك أن يُكسر قال عمر: أكسراً لا أبالك؟

فلو أنه فتح لعله كان يعاد.

قلت: لابل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثاً ليس بالأغاليط.

وفي رواية في البخاري: قلنا علم الباب؟

قال: نعم، كما أن دون غد الليلة ، إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقاً فسأله فقال : من الباب؟

قال: عمر(10).

فهذا الباب الذي كان دون الفتن التي تموج موج البحر، إنما كسر على أيدي العمالة غير المسلمة، ولذا بعد أن حُمل عمر رضي الله عنه قال لابن عباس رضي الله عنهما يا ابن عباس انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة.

قال: الصنع؟

قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفاً، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقاً (11).

6- خطوة إلى نشر الإسلام في العالم :

فدخول كثير من العمالة في الإسلام ، يكون سبباً في نشر الإسلام في العالم ، فإنهم يرجعون إلى بلادهم يحملون هذا الدين، وقد حدثنا أحد الاخوة (12) أنه ذهب إلى الفلبين فلم يدخل منطقة من مناطق الفلبين إلا ووجد فيها مسلمين وأكثرهم ممن أسلموا في هذه البلاد .

7 – مناصرة الأقليات المسلمة :
وذلك لأن هؤلاء إذا دخلوا في الإسلام ، فإنهم يصبحون إخوةً لأبناء الأقليات المسلمة في بلدانهم الأصلية، يناصرونهم ويؤازرونهم. وإذا لم يدخلوا في الإسلام فإنهم قد يلتزمون الحياد أو يكفوا أذاهم عن المسلمين هناك.

8 – نشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين الجدد ، فقد يتولى دعوتهم إلى الإسلام مسلمون عندهم بعض الانحرافات العقدية فتنتقل تلك الانحرافات إلى المسلمين الجدد .

9 – أن الجاليات غير المسلمة قد تصبح وسيلة لنشر المزيد من التشويه للإسلام بعد مغادرة المملكة، حيث يلمسون تطبيق الحدود الشرعية ولايفهمون الحكمة منها ما لم تتم دعوتهم إلى الإسلام وتبين لهم محاسنه.

10 – أن دعوة الجاليات خير وسيلة عملية لمكافحة التنصير.

11 – أن رقعة الحياد الدولي -المزعومة- بدأت تقل في العالم ، وأصبحت كثير من الشعوب الكافرة، تظهر ما كانت تستره من عداوتها للمسلمين عداوةً دينية ولاشك أن دعوة قطاع من الشعوب المختلفة التي تصل إلى بلادنا قد تكون سبباً في تقليل بعض هذه العداوات.

12 – صعوبة إطلاع الشعوب المختلفة على الدين الإسلامي في بلادهم ، فهي فرصة سانحة أن وجدوا بين ظهرانينا .

13 – أن بعض هذه العمالة قد تكون منتمية إلى خلايا حزبية منظمة، ومعادية للإسلام والمسلمين، وإسلام بعضهم يخلخل تلك التنظيمات المعادية ويقلل أيضاً من حجم الدعم المادي الذي قد تلتزم به هذه العمالة تجاه تنظيماتها .

14 – ومن أهمية دعوة الجاليات في المملكة أنها أصبحت سنة حسنة تسعى إلى التأسي بها البلدان الإسلامية الأخرى، وبخاصة البلدان التي تكثر فيها العمالة غيرالمسلمة.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها ، ولاينقص من أجورهم شيء …."(13).

———————–

المصدر موقع الدعوة الإسلامية

موضوع رائع ويجب الانتباه إليه وتطبيقه…
بارك الله فيك ورزقنا وايك الدعوة اليه
حمامة الجنة
بارك الله فيك

جوهرة العقيدة
آمين جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.