..:::الورقة الأولى:::..
ما أن يسدل الليل ستاره حتىيخيم الهدوء على المكان ويتوقف طرق النعال
في جميع الطرقاتوالممرات والأزقة في قريتنا الصغيرة ,
بعد أداء صلاة العشاء يلزمالناس بيوتهم ,
فقد كان الروس يفرضون علينا حظر التجول بعد العشاء ,
فلا يجرؤ إنسان على الخروج من منزله حتى لو كان لإسعاف مريض ,
فالروس يبحثون عن أي سبب ليعتقلوك أو يقتلوك ويسلبوك !!
فإن لم يجدوا سبباَ افتعلوا الأسباب لفعل ما يريدون !!
كانت تلك الليلة هادئة هدوءً نسبياَ ,
الجنودالروس على مداخل القرية ومخارجها ,
والمنافقين يملئون منازلها ,
لا يعكر صفو ليلتنا سوى صوت بكاء ضعيف من أمٍ ثكلى ,
يتسرب إلينا عبر النافذة من منزل جارتنا العجوز ,
ولهذه العجوز قصة تدمع العيون وتحرق المهج ,
فإنقلت أنها خنساء الشيشان فلا غرابة وأمثالها كُثر ,
فقد كان لهذه العجوزولد مجاهد اسمه أويس بن أحمدوف الشيشاني
وهو شاب صغير يبلغ منالعمر 23 سنة
يقود مجموعة صغيرة من المجاهدين ,
وكانهذا المجاهد متواجد في منزل والده فأراد الخروج للغابة ,
فعلمت بهالقوات الروسية ,
فاعتقلت والده وتوجهت خلفه مجموعة كبيرة من القواتالروسية
تتجاوز 35 جندياَ روسياَ ,
وأرادوا أنيمسكوا به حياَ ولم يدر بخلدهم أنه سيقاومهم ,
فلما علم بهم ورآهمخلفه ,
وكان يحمل معه سلاحين وعدد من القنابل اليدوية ,
فواجههم بسلاحه الرشاش حتى انتهت ذخيرته وأكمل بالسلاح الآخر ,
والجنود الروس يتساقطون الواحد تلو الأخر ويضربون تجاهه ,
ولكن الله حفظه حتى قتل 22 جندياَ و4 ضباط ,
وظليرميهم حتى نفذت القنابل اليدوية وسقط على إثرها شهيداَ ,
فأخذالجنود الروس جثته ,
وأمه العجوز تلحق بهم ليسلموا جثته لها فرفضواذلك ,
فقالت لهم : هذه جثته لحم ودم أما ولدي فهو في الجنة إن شاءالله .
وعادت الأم الثكلى إلى القرية تحمل بين أضلعها ,
جرح نازف وقلب يتفطر ألماَ وحزناَ
ودمعاَ مدراراَكأنه نهر جاري ,
ولسان حالها يقول : ما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .
التوقيع
لاجئة شيشانية
منقول
المصدر : مجموعة [ شذى الأخوة ] البريدية
معك صديقتك / أم حاتم
حياك الله غاليتي أم حاتم
مرورك جداً أسعدني
أعتذر لكم أخوتي العنوان ليس
::: أوراق مبعثرة من لاجئة فلسطينية ،،، الورقه الأولى :::
وإنما
::: أوراق مبعثرة من لاجئة على حدود أنقوشيا ،،، الورقه الأولى :::