زَهَرَاتُ الْمُلْتَقَىْ الْغَالِيَاتُ
يَا مَنْ بِرَحِيْقِ كَلِمَاتُهُنَّ يُعَطَّرْنَ كُلَّ زَاوُيَهَ
وَيَا مَنْ بِتَلألِئْ أَفْكَارِهُنَ يُنَوَّرْنَ كُلِّ ثَانيَهَ
إِلَيْكَ يَا شَمْسَا تُنِيْرُ الْكَوْنَ بِوُسْعِهِ
يَا أَرْضَ خَيْرٍ جَنَىً الْجَانِيْ فِيْهَا ثِمَاراً زَاكِيَهَ
لَرُبَّمَا أَنْتَ الْآَنَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ لَهَا مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ ثَمَانِيَهَ
وَلَكِنَّكَ يَوْمَا سَتَغْدِينَ كَوْكَبَا مَنْ نُوُرٍ وَجْهَهُ نَسْتَنِيْرُ مَعَانِيَ
يَا رَبَّةَ الْأَجْيَالِ يَا جَنَّةً الْآَمَالُ
يَا مَنْبَعَ الْأَخْيَارِ يَا نَهَرُ الْعُذُوْبَةِ جَارِيَ
هَلْ تَدْرِيْنَ مَنْ أَنْتِ ؟؟؟
أَنْتَ الْأَمَلْ أَنْتَ الْضِّيَاءُ
مِنْ دِفْئِ حِضْنِكِ يُنْبِتُ الْعُلَمَاءُ
مِنْ ضَوْءِ عِلْمِكَ تَصْنَعِيْ فُرْسَانَا هُمُ
عَزَّ وَفَخْرُ وَنَصَرَ الْلَّهُ عَلَىَ أَيْدِيَهِمْ يَتَعَالِيّ
أَنْتَ … عُرِفْتِ مُنْذُ أَقْدَمِ الْعُصُورِ وَالْأَزْمَانِ :
مُرَبِّيَةُ الْأَجْيَالِ
وَمَزْرَعَةُ الْرِّجَالِ
مَدْرَسَةِ الْنَّشْءُ
صَانِعَةٌ الْأَبْطَالِ
لَكَ فِيْ عَائِشَةَ الْحُرَّةِ الْقُدْوَةُ الْحَسَنَةِ
وَفِيْ فَاطِمَةَ الْزَّهْرَاءِ الْأُسْوَةِ الْصَّالِحَةُ
أُخْتَاهُ
إِنَّكَ قَدْ لَا تَعْلَمِيْنَ أَنَّ أَمَلْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلِّهَا فِيْكَ
قَدْ لَا تُدْرِكِيْنَ الْآَنَ أَنَّ الْجِيْلِ الْمُنْتَظَرْ رَهْنٌ يَدَيْكَ
انَّكَ الْآَنَ كَالَّنَّحَلَّةِ الْنَّشِيْطَةُ
تَسْعَىَ وَرَاءَ الْزُّهُوْرِ الْيَافِعَةُ
لِتَخْتَارَ مِنْهَا الْرَّحِيْقِ الْأَفْضَلِ الْأَنْقَىَ
وَلَكِنَّ … لَا بِدَّ لَكَ أَنْ تَعُوْدِيْ لِلْخَلِيَّةِ
فَكُوْنِيْ كَالَّنَّحَلَّةِ ذَكِيَّةٍ
وَاصْنَعِيْ مِمَّا تُجَنِّينَ عَسَلَا شَهِيّا
سَيَكُوْنُ لِلْأُمَّةِ شِفَاءٌ نَافِعَا مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ بَلِيَّةٍ
أُخَيَّتِيْ
اعْلَمِيْ … يَا كِلْ الْمُنَى
أَنَّكِ أَوْدَعْتِ وَدِيْعَةً ثَقِيْلَةً
وَلَا أُثَقِّلَ وَدِيْعَةً مِنْهَا
فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدَّةٌ لِحَمْلِهَا ؟؟؟
اعْلَمِيْ … يَا قِطَرْ الْسَّنَا
أَنَّهُ عَلَيْكَ أَنْ تَكُوْنِيْ جَاهِزَةَ مَنْ الْآَنَ
لِبِنَاءِ أُمَّةٍ بِأَكْمَلِهَا
فَأَنْتَ الْآَنَ نِصْفُ الْمُجْتَمَعِ
وسْتَنَشِئِينَ الْنِّصْفُ الْآَخَرُ
تَعْلَّمِيْ … تَعْلَّمِيْ … وَلَا تَكِلْيَ مِنَ الْعِلْمِ وَلَا تَيْأَسِيِ مِنْ الْتَّعَلُّمِ
لَا تُطْنِي أَنَّ مُهِمَّةٌ الْمُرَبِّيَة الْحَقِيقِيَّةِ قَدْ انْتَهَتْ
بِخَوْلَة وَالْخَنْسَاءُ وَسُمَيَّةُ
فَوَاللَّهِ … انْ مِنْ نَبْعِ عِلْمِكَ وَعَطَائِكَ
سَيَكُوْنُ جِيْلا لَا مِثَيِل لَهُ
مَنْ ذَا الْجَيْلُ الَّذِيْ سَيْفَكُّ الْمُسْلِمِيْنَ مِنْ ذُلِهِمْ
مَنْ ذَا الْجَيْلُ الَّذِيْ سَيُوَقِّظُ الْنَّائِمِيْنَ مِنْ سُبَاتِ عَمِيْقٍ
مَنْ ذَا الْجَيْلُ الَّذِيْ سَيُحَرِّرُ الْأَقْصَىَ وَجَمِيْعَ بِلَادٌ الْمُسْلِمِيْنَ
مِنْ أَسْرِ وَظُلْمٌ أَعْدَاءُ الْلَّهِ وَدِيْنِهِ الْحَاقِدِيْنَ
نَعَمْ
انَّهُ الْجِيْلِ الَّذِيْ سَتَرَبَينِهُ أَنْتَ بعَرَقِ جُبَيْنِكَ
فَلَا تَسْتَهِينْيِ بِمُهِمَتكِ أُخْتَاهُ
وَابْدَأِي مِنْ هَذِهِ الْلَّحْظَةِ
وَاتَّخِذِيّ مِنْ خَيْرٍ نِسَاءٌ الْعَالَمِيْنَ
خَيْرٌ قُدْوَةً لَكِ وَأُسْوَةً
وَلَا تُخَيِّبِي آَمَالَنَا فِيْكَ
وَلَا تُرْدِيْنَا مُتَشَائِمَيْنِ بِهِمَّتِكَ
وَكَمَا قَالَ الْشَّاعِرُ :
هِيَ الْأَخْلَاقُ تَنْبُـتَ كَالَنَبْـاتِ إِذَا ُسقِيَت بِمَـاءً الْمَكْرُمِـاتِ
تَقِـوَمَ إِذَا تَعَهَّدَهُـا الْمُرَّبِّـيّ عَلَىَ سَاقٍ الْفَضِيْلَةِ مِثْمُـرَاتِ
وَتَسِمُـوَ لِلْمُكَـارْمِ بِاتِّـسَـاقْ كَمَا اتَّسَقَـتَ أَنَابِيّـبِ الْقِنِّـاةِ
وَتُنْعِشُ مَنْ صَمِيْمِ الْمَجْدِ رُوْحَا بِأَزّهُـارِ لَهُـا ُمتَضـوِّعْـاتِ
وَلَمْ أَرَ لِلْخَلَائِقِ مْـنَ مَحَـلّ يَهُذُّ بِهِـا كَحِضَـنَ الْأُمَّهْـاتِ
فَحِضْنُ الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ تُسَامُـتَ بِتْرَبِّيـةِ الْبُنِّيّـنّ أَوْ الْبُنِّـاتِ
وَأَخْلَاقُ الْوَلِيّدِ تُقَـاسْ حُسْنُـا بِأَخٍـلَاقَ الْنِّسَـاءً الْوَالٌـدَاتِ
فَأَوَّلُ دّرْسّ تَهْذِيْـبِ السَجَايَـا يَكُوْنَ عَلَيْكَ يَا صَـدُرّ الَّفْتَـاةِ
فَكَيْفَ نُظُـنّ بِالأُبْنَـاءً خَيْـرَا إِذَا نَشَؤُوْا بِحِضْنِ الْجَاهِـلَاتَ
فَمَا لِلْأُمِّهِـاتِ جَهِلْـنْ حَتَّـىَ أَتَيْنَ بِكَـلّ طَيُّـاشْ الْحُصَّـاةِ
حَنَّوْنَ عَلَىَ الْرَّضِيِّعِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَاعَ حُنُوٍّ تِلْكَ الْمُرْضِعِـاتِ
أَؤُمُّ الْمُؤْمِنِيَـنَ إِلَيَّـكُ نَشُكُّـوَ مُصِيْبِتِنْـا بِجَهَـلِ الْمُؤْمِنِـاتِ
فَتْلُـكُ مُصِيْبٌـةِ يُـا أُمٌّ مِنْهُـا نَكَادُ نَغَصَّ بِالْمَـاءً الْفِـرَاتِ
هَذِهِ كَلِمَةُ
خَطَّها لكِ قلميَ الصَّغيرُ
وَفِيْ الْقَلّبِ مَا لَا يُوْصَفُ
أَرْسَلَهَا لَكَ يا
أُخْــــتٌ الْهُدَىَ
ابْنَــــةُ الْاسْلَامِ
امْــــــرَأَةً الْعِلْمِ
صَاحِبَــــــةً الْحِكْمَةَ
رَفِيْقَــــــةَ الصِرَاطِ المُسْتَقِيْمِ
وَأَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَلِيَّ فِيْ عُلَاهُ
أَنْ يَكُوْنَ فِيْ عَوْنِكِ
وَأَنْ يَمُدُّكَ بِالْخَيْرِ وَالْعِلْمِ
مَا يَصْنَعُ مَنْكَ :
" صَانِعَةَ العِزِّ وَ الْمَجْدِ "
بقلـ الصغير ـمي :
أمــ مريم ـــ