الصلاة جــــــــــامعة … الصلاة جـــــــــــــــــامعة ..
فاجتمع الصحابة في المسجد .. منتظرين أمرا جللا .. وخبرا صاعقا .. فالنداء لا يكون إلا لذلك ..
أتى .. يحث خطاه .. عصاه تخط خلفه خطا متعرجا .. يحكي رعشة اليدين .. وعدم اتزانهما ..
صعد المنبر .. والناس تترقب .. والأنظار شاخصة .. والآذان مستعدة لتلقي الخبر ..
وصل .. ونظر إلى الناس .. بعين .. ترجو النجاة والفوز .. بعين ترقرق دمعها .. بعين صدّقت القلب .. فأسبلت دموعها .. بخوف و وجل .. فمالذي أقض مضجعه .. وأسبل دمعاته .. نظر إلى الناس .. لا ليربيهم .. ولكن المقام له هذه المرة .. يريد نفسه .. يريد أن يأخذ بها لتفوز .. ولا يهملها لتضيع .. ويقسو قلبه .. وأنّا له ذلك ..
وقف .. وصاح .. صاح بصوته الذي أرعب الأعداء .. بصوته الذي أدب المذنبين .. بصوته الذي فرّ منه إبليس ..
ولكن هذه المرة .. تختلف .. صاح .. ومقامه مقام تربية .. مقام قيادة .. مقام أخذ بزمام النفس لتكون ذليلة بين يدي ربها ..
صاح .. ليعلن للناس .. أنّ الرفعة الحقيقية .. هي بلذة التذلل لله ..
بلذة .. (( رحماء بينهم )) ..
قال .. بصوته المتهدج .. إنما أنا عُمير .. إنما أنا عُمير .. إنما أنا عُمير ..
ونزل .. والمشهد ما زال ناقصا .. والتساؤل يكبر .. والعيون تنتظر نهاية لهذا ..
لكنه .. نزل وقد أدّى ما أراد .. فأي شيء أراده ..
إنما أنا عُمير ..
ما معنى ذلك يا أمير المؤمنين ..
مالذي تقصده رحمك الله .. القلوب عطشى لتمتح من نمير بيانك يا رفيق الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
نظر للسائل .. قائلا بعزة الإيمان .. بديمومة مراقبة النفس أن تنجرف في مهاوي الردى ..
قال له .. وهو مشفق أن يطّلع ربه .. على قلبه فيراه قد شابه شائبة ..
نظّف نفسه وقلبه وجوارحه عن ما يشوبها .. فصارت مطواعة له يقودها حيث شاء .. لكنه .. !!
لكنه .. خاف .. وقد حدّثته نفسه .. وما أكثر أحاديث النفس التي تورد صاحبها موارد الهلكة ..
قال للسائل ..
حدّثتني نفسي .. أني عُمر بن الخطاب .. أمير المؤمنين .. والآمر الناهي .. الذي دانت له الأقطار .. وذلّت له القبائل والأمصار .. فأردت أن أربي نفسي .. في الموطن الذي يصغي فيه لي الناس .. فقلت .. من أنت يا عمر ..
إنما أنا عمير ..
إنما أنا عمير ..
فأي شأن أعظم .. من شأن عمر في زمانه .. علمه فضله .. مكانته .. لكنّ النفس البشرية هي النفس ..
عَبرة خائف ..
وهمسة محب ..
وتذكير مشفق ..
في أي مكان أنت .. وفي أي منزلة أنت .. مهما علوت .. فأنت نطفة .. مصيرك التراب .. مآلك واقف عريانا بين يدي ربك ..
إنما أنا نطفة ..
دعونا نحفظها ونتذكرها .. فأنت أيها المشهور .. الذي يرمقك الناس بعين معجبة .. ألم تسأل نفسك .. ثم ماذا .. ثم ماذا ..
سنينك تمضي .. وعُمرك يطوى .. وأجلك يقترب .. فما أنت صانع .. وما زادك ..
قلبك .. على أي شيء ربيته .. هل بنى الكِبر فيه بيتا .. فأصبحت ترى الناس بعين المتعالي ..
وأنت وأنتِ يا من أشغلت نفسك بالمشهور .. تتبع أخباره .. وتشغل نفسك به .. ثم ماذا .. قلب متعلق .. مليء بالسراب .. بنى الشيطان في نفس الضعيفة آمالا .. وما تدري .. أنه يُشغلها عن الحبيب الحقيقي ..
تأملت في نفسي .. وأرت أن أُصغّر نفسي .. وأُمرغ أنفي في التراب .. قُربة إليك حبيبي وخالقي .. فوجدتني .. صغيرا دائما .. فأنا سهيل .. فهل ثمّة تصغير آخر ..
اللهم .. إني أرجوك أن تصلح قلبي .. ولا تشغلني عنك بأيٍّ من خلقك .. أريدك أنت ولا غيرك من أحد .. فاللهم املأ قلبي بحبك ..
منقول للفائدة
ولكن ليت الناس يتفكرون في كل حرفِ نقلته لنا ,,
بورك فيكِ غاليتي ,,
نقل موفــــــق
جزاكي ربي خيراً
سلمت يمينك حبيبتي أم ألذ طفلين
و جزاكي ربي بما كتبتي الجنه اللهم آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله الفردوس إختي الكريمة على هذا التقل الطيب والمفيد ،،
وكم أدعو من الله أن أكون كعمر وأبوبكر وعثمان وعلي وجميع الصحابة
رضوان الله عليهم في صفاتهم اللهم أجعلنا خلقنا خلق القرآن ،،
اللهم آآآآآآآآآآآآآآمين
نسيم المحبة
لا حرمكم الله الاجر
مشكورات على المرور والمشاركة
صدقت إنما نحن كذلك فعلى أي شئ نتكبر…
اللهم اجعلنا دوما من المتواضعين…
واحشرنا يوم القيامة مع الصالحين…..
شعلولة الشرقية
مشكورين على المرور والمشاركة