تخطى إلى المحتوى

( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها . ) 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عـن أبي سعيـد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر

كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة

بني إسرائيل كانت في النساء » (1)

أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحال الدنيا وما هي عليه

من الوصف الذي يروق الناظرين والذائقين . ثم أخبر أن الله جعلها

محنة وابتلاء للعباد ، ثم أمر بفعل الأسباب ، التي تقي من

الوقوع في فتنتها .

فإخباره بأنها حلوة خضرة يعم أوصافها التي هي عليها ، فهي حلوة

في مذاقها وطعمها، ولذاتها وشهواتها ، خضرة في رونقها وحسنها

الظاهر كما قال تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ

وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ

وَالْحَرْثِ } آل عمران14. وقال تعالى { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ

زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } الكهف 7

فهذه اللذات المنوعة فيها ، والمناظر البهيجة ، جعلها الله ابتلاء

منه وامتحانا ، واستخلف فيها العباد لينظر كيف يعملون .

فمن تناولها من حلها ، ووضعها في حقها ، واستعان بهــا علـى

ما خلق له من القيام بعبودية الله ، كانت زادا له وراحلة إلى دار

أشرف منها وأبقى ، وتمت له السعادة الدنيوية والأخروية .

ومــن جعلهـا أكبــر همــه ، وغاية علمه ومراده ، لــم يؤت منهــا

إلا ما كتب له ، وكان مآله بعد ذلك إلى الشقاء ، ولم يهنأ بلذاتها

ولا شهواتها إلا مدة قليلة ، فكانت لذاته قليلة ، وأحزانه طويلة .

وكـل نوع من لذاتها فيه هذه الفتنة والاختبار ، ولكن أبلغ ما يكــون

وأشد فتنة النساء فإن فتنتهن عظيمة، والوقوع فيها خطير وضررها

كبيــر ، فإنهن مصائد الشيطان وحبائله ، كــم صاد بهن مــن معافى

فأصبح أسير شهوته ، رهين ذنبه ، قــد عز عليه الخلاص ، والذنب

ذنبه ، فإنه الذي لم يحترز من هــذه البلية ، وإلا فلـو تحرز منهــا ،

ولـم يدخـــل مداخل التهم ، ولا تعرض للبلاء ، واستعان باعتصامه

بالمولى، لنجا من هذه الفتنة ، وخلص من هذه المحنة . ولهذا حذر

النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث منها على الخصوص .

وأخبر بما جرت على من قبلنا من الأمم ؛ فإن في ذلك عبرة

للمعتبرين ، وموعظة للمتقين . . والله أعلم .

كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح

جوامع الأخبار(ص160) للشيخ عبد الرحمن السعدي

….

(1) أخرجه مسلم في صحيحه ( ك الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ،

ب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء،

ص 1465 / ح 2742 ) من حديث أبي سعيـد الخدري .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاكيبارك الله فيكى اختنا الغاليه على هذا الموضوع الرائع وفى انتظار المزيد من مواضيعك القيمه

ربنا يبعدنا عن فتن الدنيا ما ظهر منها وما بطن

بارك الله فيك اختي
وجزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.